‏الوافد جاهز.. والعُماني يحتاج تدريبًا!!

 

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

عبارة قرأتها في إحدى المقالات الوطنية تُعبِّر عن الحال والفكر الذي رسخه الوافد في عقولنا واستحسنا نحن أفعاله وصنيعه؛ فكان الأمر سلسًا في تنازلنا عن أمور كثيرة لذلك الوافد القادم من بعيد بلا تعليم أو خبرة أو مال يستثمره؛ فأصبح بعد وصوله يصول ويجول في كل الوظائف والفرص المتاحة له في جميع الأنشطة والمجالات حتى غدا اليوم هو سيد الموقف والمدير الذي يعتمد عليه في السوق وأصبحت القرارات تنصب في صالحه.

إن الحاجة إلى العمالة الوافدة طبيعية جدًا في ظل ظروف تنموية كبيرة تشهدها البلاد ولله الحمد وفي مختلف المجالات التي لا يستطيع أبناء الوطن القيام بها، ولكن أن يكون اليوم الوافد في أول الصف والمواطن هو المكمل في آخر الصف؛ فهذا هو الخطأ الجسيم الذي تعاون فيه الجميع وتم ارتكبه في حق أبناء الوطن من خلال تمكين الوافد من مفاصل الاقتصاد والتجارة عصب الحياة وعماد الوطن والمجتمع.

اليوم- ولله الحمد- شباب الوطن وعماده القويم أصبحوا جاهزين ليكونوا في أوائل الصفوف لا في آخرها فهم لا تنقصهم الشهادات العلمية بمختلف تخصصاتها ولا الخبرات العملية ولا مفردات التفوق والابتكار والمعرفة ولا الجودة في الخبرة وتطوير بيئة العمل، وإنما تنقصهم قوانين مشجعة وفرص سانحة وتنظيم لسوق العمل ودرء المنافسة عنهم من قبل العمالة الوافدة التي سُهل لها الخيط والمخيط بقوانين قضت على الآمال تصدر في كل حين، ترفع الوافد وتقزم المواطن؛ فأخرجت آلاف المُسرَّحين وآلاف الباحثين وفتحت آفاق التمكين لنحو 1.8 مليون وافد، دون حلول جدية نراها للتعمين، سوى تلك الحلول المتموجة التي تهمس ولا تُغني من جوع وتتصدع ولا تسكن فيرتاح في رحابها أبناء الوطن.

إن مخاطر التحولات الديموغرافية والآثار المترتبة عليها يومًا بعد يوم تكبُر وتزداد، وهذا يؤثر سلبًا على الوطن والمواطن؛ فخيرات الوطن وثرواته ومقوماته ملك للوطن وأبنائه، وليس للوافد الغريب الذي أصبح يستفيد من مُقدرات الوطن على حساب أبنائه الذين يقفون في طابور طويل انتظارًا لدخول سوق العمل ومنهم من ينتظر ويطرق الباب منذ سنوات.

اليوم يجب على الحكومة والشركات والمؤسسات المعنية جميعها قلب تلك المعادلة الى "العُماني جاهز.. والوافد نحتاجه لسد الوظائف فقط".

رحبوا اليوم بشباب عُمان القادم من رحاب الجامعات الفتية المتسلح بالعلم والمعرفة والخبرات العالية في ميدان العمل وفي كل الوظائف، لنرى عُمان أرضًا خصبة مدرارة لأبنائها؛ فالأوطان لا تُبنى إلّا بسواعد أبنائها.

‏حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها ويسر كل خير لأبناء عُمان نحو مستقبل أفضل.

الأكثر قراءة

z