وداد الإسطنبولي
كلُّ منّا له يومٌ خاصّ يتذكّره كلما مرّت عليه السنة للاحتفاء به والفرح بتفاصيله. وقد ننسى أحيانًا هذا اليوم، لكننا نجد دائمًا من يتذكّرنا، فيهدي كلمة بسيطة، أو رسالة عبر الأثير، أو قطعة كعك تبهج قلوبنا وتشعل فينا الألفة والمحبة.
وهنا أتذكّر يومًا له حضور مختلف، اليوم المخصَّص لذوي الإعاقة، اليوم الذي يوافق الثالث من ديسمبر كل عام، يوماً خصص للتأمل، وللشكر، ولحضور الوعي لا للسفقة.
والذي يجب علينا فيه أولًا أن نحمد الله على عطائه وقدره، وألا نعترض على الابتلاء مهما كان شكله؛ فالله يعطي ويمنح، ويبتلي ليميز ويُكرم ويقوّي.
في هذا اليوم الجميل نُبرز إنجازات ذوي الإعاقة، ونقدّر جهودهم ودورهم. فهم لم تُهزمهم الإعاقات ولا الصعوبات، بل واجهوها بثبات وقوة ليصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم. تقدّموا وصمدوا، وعملوا في مجالات مختلفة: ثقافية، ومهنية، واجتماعية، ورفعوا شعارهم في زيادة الوعي بالإعاقة باعتبارها جزءًا من تكوين الإنسان، لا نقصًا فيه.
ومن هنا نجد أن وزارة التنمية الاجتماعية تسلّط الأنظار على أهمية الشراكة مع ذوي الإعاقة بصفتهم فئة فاعلة مستفيدة من عملية التنمية، ليتم دمجهم في شتى جوانب الحياة وتمكينهم منها. كما تُمنح لهم بعض الامتيازات التي تساند حضورهم ومسيرتهم: كتخفيف ساعات العمل، ودعم أولياء الأمور، وتطوير المناهج المناسبة، وتوفير مترجمي لغة الإشارة، وغيرها من الخدمات التي تُعينهم على الاندماج التام مع المجتمع.
وفي نهاية القول.. إنَّ الإعاقة ليست نهاية؛ بل اختبار علينا مواجهته بالصبر والوعي والمسؤولية. وقد أثبت ذوو الإعاقة أنه لا شيء مستحيل أمام الإرادة، وأن المثابرة طريق للوصول والتميّز، وأن العطاء لا ينقص ما دام في الروح إصرار، وفي القلب يقين.
