مسقط- الرؤية
احتفى 33 شاعرًا عُمانيًا، باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام؛ وذلك بكتابة رباعيات تحلّق في أمجاد اللغة العربية والغيرة عليها والدعوة إلى العناية بها في كل تفاصيل حياتنا.
(1)
لغتي السماء، بها حروف الضاد
قد زيّنتها مثلَ نجمٍ هادِ
من قبل إسلامي منارُ بيانِها
عالٍ، وبالقرآنِ خيرُ عماد
حيث الأذانُ علا بفتحِ قُتيبةٍ
وبقاسمٍ وبطارق بن زياد
لغةٌ تعيشُ بعزةٍ في أُمّةٍ
فيها العقيدةُ رايةُ الأمجاد
أحمد بن هلال العبري
(2)
عربيةٌ لغَتِي بِوَسْطِ فُؤادِي
وَعَلى لِسَانِي شَهْدهَا مُتَهَادِي
لُغَةُ البَيَانِ نَعَمْ نَرَاهَا جَنَّةً
تهْدِي رَحِيقًا عِندَ نُطْقِ الضَّادِ
نَزَلَ الكِتَابُ بِحَرْفِهَا وَبِرَسْمِهَا
تِلْكَ الغَنِيمَةُ مِنْ إِلَهِي الْهَادِي
مَا أَعْذَبَ الأَلْحَانَ عِندَ سَمَاعِهَا
تَغْرِيدَةٌ غنَّتْ عَلَى الأَعْوَادِ
مهنّا بن ناصر الرواحي
(3)
لُغةٌ إلى الألق القديم تعيدنا
وتقودنا نحو الغد الوقاد
وكتابنا المفتوح نقرأُ حزنَنا
فيها ونقرأُ سورةَ الأعياد
هي نبضُنا الممدودُ بين قلوبنا
بل روحُنا مُزِجتْ مع الأجساد
وهُويّةٌ جمعتْ شتاتَ شفاهِنا
فانساب دفء الحرف في الأكباد
راشد بن موسى الصوافي
(4)
لُغَةٌ أَنَا، شَرُفَتْ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ
وَاسْتُعْصِمَتْ نَفْسِيْ عَنِ الْأَنْدَادِ
وَبَلَغْتُ فِيْ شَتَّى الْعٌلُوْمِ مَكَانَةً
بَيْنَ اللُّغَاتِ كَسَيِّدِ الْأَسْيَادِ
فإذَا أَنَا - رَغْمَ الْبَيَانِ - أَسِيْرَةٌ
تَقْتَاتُ مِنْ أَلَمِيْ يَدُ الْجَلَّاْدِ
لاذَنْبَ لِيْ، سَكَبَ الزَّمَانُ عَنَاءَهُ
فَبَقِيْتُ قَابِعَةً مَعَ الْأَصْفَادِ
خليفة بن بدوي بن سعيد الحجي
(5)
الضاد تشهد أننا قوم لنا
دَسْتُ الأرومةِ في علوِّ عِماد
نحيي علوم زماننا لا ننثني
ولنا المقام المعتلي في الضاد
مجدُ العروبة لم يزل بسموّه
وشموخه في حاضر أو بادي
وكذا سيبقى طالما كنا له
أهلا ويبقى المجد كالأطواد
حمود بن علي الرواحي
(6)
ألَقٌ ترجّلَ مَنْ ذرى الأمجادِ
وعليهِ سمْتُ تَعسْجُدِ الأطوادِ
تجري لغاتُ الكونِ بينَ عيونِهِ
حيْرى تُساقُ بِلا هُدىً ورَشادِ
لكنْ لمحْتُ أمامها لغتي التي
أحيَتْ لساني بعْدَ طولِ كَسادِ
ترنو على كفِّ الصباحِ عظيمةً
أمُّ اللِّغاتِ لآخرِ الميلادِ
أبو نبراس البوصافي
(7)
الوحيُ يجري من لسان الضاد
نبعا يروّي كل قلب صاد
وإذا هجير الجهل سار بأهله
وأبى تفيؤَ ظل ذاك الوادي
فأدِر على مغناه كأس فصاحة
عربية قد عُتِّقت برشاد
يكفيك يا لغةَ العروبة رفعة
أنْ كنت ظرفا للكتاب الهادي
عامر بن المر الصبحي
(8)
ليست حروفا إنّما التيجان في
روض البيان وحكمة الأجدادِ
إنْ أجدب الفكر التليد بما أتى
جادت بسِرٍّ باهر الإمدادِ
وعيُ الزمانِ ونبضُ أمة أحمدٍ
لحنُ العقول وبَوْ َصَلُ الإرفادِ
إن ضُيِّعَتْ ضاعَ البهاء وكسّرتْ
أوتاد فكر تائهٍ بمدادِ
سليمان بن سيف القرّي
(9)
لغةٌ من الفردوس ينزل حرفها
مثل الحيا في أسطري وفؤادي
فتسيل تِبيانا بماء بلاغة
يروي به قلب الكلام الصادي
بعذوبة فُصحى تمرُّ مثيرةً
سِحرًا فيُعرب عبقرٌ في الوادي
فإذا بسمع الدهر يُصغي دهشة
لترقرق العربية المتهادي
هلال بن سيف الشيادي
(10)
لغة الجَنان أنا ولهجة آدم
وسؤال قبركمُ بحرف الضاد
لغةُ الحياة مدلّة معشوقة
لمُصاحبي القرآن والإسناد
نزل القران بنا فأعلى شأننا
ورنا بنا نبقى ليوم معاد
فإلى بَنيّ تمسكوا وتشبثوا
مَن عقَّ تاهَ ومَن بقى بفؤادي
جمعة بن خادم بن سليم العلوي
(11)
عربيّةٌ تجري الأصالةُ في دمي
ما كنتُ يومًا لّلغاتِ أُعادي
عاشَ الدخيلُ مكرمًا في حوزتي
وغدا المُعرَّبُ فلذةَ الأكبادِ
رتعَ المولّدُ في حمايَ مدللًا
وكأنّهُ قد صارَ من أحفادي
فالصامتاتُ الصائتاتُ تناغمتْ
طربًا بلا نايٍ ولا أعوادِ
عيسى بن سعيد الحوقاني
(12)
أسمو ولا لغةٌ يفوق جمالُها
عذبَ الجواهر في رُبى تردادي
بحروفيَ الزهراء ينبض خافقي
وتناغمُ الكلمات في إنشادي
شعري الهوى، نثري الضيا، سحري الندى
فأنا النمير العذب عند الصادي
فالله يحرسني ويحفظ عِزّتي
من مكر كلّ مثبّطٍ أو عادي
عامر بن محمد بن عامر العيسري
(13)
لبِسَتْ قشيبَ ثِيابِها وتَـزَيَّـنَـتْ
بِنْـتُ البَـيَانِ لِمـــوعِدِ الميـــلادِ
فصَـبا فـــؤُادٌ هَـائـمٌ بجَمـالِـها
وهَمى هُياماً خافِقي وجوادي
أحبَبْتُها مُذْ كُنْتُ طِفْــلاً عابِثـاً
أسْكنْتُها فـي مُهَجَـتي وفـؤُادي
فهــي الحَبيبُ لِمَـنْ أرادَ تَغَــزُلاً
وهي السَبيلُ لِمَطْلَـبي ومُـرادي
علي بن أحمد المعشني
(14)
المجدُ لا يُبنى بغير الضاد
أترى السما رُفعتْ بغير عِماد
هي روح هذا الكونِ في سُبحاتهِ
كلٌّ يُسبّح فيه بالأوراد
نزل الأمينُ بها يُرتِلُ آيها
لمحمدٍ قرآنَ ذكرٍ هاد
عربيةٌ بلسانه قد أَخرستْ
مَن كان أو سيكونُ للآباد
محمد بن عبدالله الخليلي
(15)
ماذا الجمالُ الساحرُ المُتمادي
للهِ إذ للذكرِ إذ للضادِ
بيضاءُ ناصعةٌ ولكنْ أُسْكِنتْ
في القلب والعينين كلَّ سوادِ
كم أوغلتْ قِدمًا إلى أنْ أعجزتْ
فكأنَّـهـا كانتْ بلا ميـلـادِ
يا مَّدعين لها انتسابـا أقصروا
ما جـئتـمُ إلا ادِّعاءَ زيادِ
الصلت بن أحمد الخصيبي
(16)
لغةٌ أنا ممتدةٌ بين السما
والأرض مشكاةً لكل فؤاد
كالسدرة الخضراء كالماء النمير
الشمسُ من وهجي ومن إنشادي
ممشوقةٌ أخضّرُّ فوق شفاهِكمْ
أنساب في الأنفاس كالكُبّاد
وأنا الفصول المُترعاتُ كوؤسُها
ريّانةً كسنابلِ الميلاد
أحمد بن سالم الجحفلي
(17)
أجرى عليها اللهُ نُطقَ كتابه
فتسوّرت نورا من الأبعادِ
وتنفس الآياتِ أكرمُ أمة
قرُبتٰ لقدس منارةِ الأوراد
بمواهبٍ كُتِبت لأرباب الحِجى
بالفتح فوق الشأنِ و الإسعادِ
يَهنى لسانُ العُرب حاز كرامةً
و فضيلة ببوارق الأمجاد
فيصل بن سرحان اليزيدي
(18)
وَهِيَ الَّتِي نَادَت وَضَجَّ نَحِيبُهَا
وَا شَاعِرَاهُ، فَقُمْتُ حَيْثُ تُنَادِي
لَبَّيْكِ، لَا يَرْبُو عَلَيْكِ مُنَافِسٌ
وَلَقَدْ مَلَكْتِ حُشَاشَتِي وَفُؤَادِي
وَكَأَنَّنِي بِالشِّعْرِ مَحْضُ مُجَاهِدٍ
وَلِسَانِيَ الْعَرَبِيُّ كُلّ عتَادِي
وَأَعِيشُ لِلضَّادِ الْمَصُونِ مُنَاضِلًا
أَكْرِمْ بِحُسْنَيْ مِقولِي وَجِهَادِي
أفلح بن أحمد بن سليمان الكندي
(19)
هي حُجةُ الله التي ثبتت على
من عارض التنزيل بالإلحاد
في طيها الإعجازُ لم يصمد له
مَن كان يبغى دحضه بعناد
فلها الخلود إلى القيامة إنها
خير اللغات وصفوة الأوراد
وبها يفاخر من إليها ينتمي
وكفى بها شرفا مدى الآباد
يحيي بن حمود الحسيني
(20)
لغةٌ حباها اللهُ حرفاً يانعاً
تتناغمُ الكلماتُ في الانشادِ
فالحرفُ منها كالمَعينِ نداوةً
يرويك من ظمأٍ ومن إجهادِ
لا ضيرَ إنْ دوّنتُ ألفَ قصيدةٍ
وقصيدةً تعلو على النُّقادِ
هذي هي اللغة الأصيلةُ سيدي
لغةُ الكتابِ المُجتبى والضادِ
علي بن محمد الحامدي
(21)
لغةٌ هي الشمسُ المضيئةُ فوقنا
قد أشرقتْ نورا بكل مداد
وسفينةٌ للمسلمينَ عظيمةٌ
قد أبحرتْ من جنةِ الميعادِ
ولها القُرانُ مدى الحياةِ وعاؤها
ألفاظها من أعطياتِ الهادي
مَنْ صانها صانتهُ عن زلاتهِ
وسمت به لمحافلِ الأمجادِ
موسى بن قسور العامري
(22)
لُغَةٌ تُوَطِّنُ عِشْقَهَا فِي مُهْجَتِي
وَبِهَا وَجَدْتُ مِنَ البَيَانِ مُرَادِي
وَانْدَاحَ فِي لُجَجِ الحَنَايَا سِحْرُهَا
فَتَبَخْتَرَتْ فِي مَنْطِقِي وَمِدَادِي
وَبِهَا كِتَابُ النُّورِ أَشْرَقَ فِي الدُّنَا
وَرَوَى بِعَذْبِ المُفْرَدَاتِ الصَّادِي
هِيَ مَصْنَعُ الأَفْكَارِ، سِرُّ نُبُوغِهَا
هِيَ مُلْتَقَى الأَشْبَاهِ وَالأَضْدَادِ
صلاح بن سالم بن محمد الغافري
(23)
لُغَةٌ تَجَذَّرَ حُبُّهَا فِي خافِقي
عَرَبِيَّةُ الآفاقِ وَالأَجْدادِ
حُورِيَّةٌ كَمْ عاشِقٍ كَلِفٍ بِها!
لَمّا تَجَلَّتْ قِبْلَةَ القُصّادِ
غَنّى الوُجودُ على صَدى أَنْغامِها
مُتَرَنِّمًا لَمَّا شَجاهُ الحادِي
شَمْسُ الحَضارَةِ أَشْرَقَتْ مَفْتونَةً
بِضِيائِها مِنْ سالِفِ الآمادِ
عائشة بنت حسن الفزارية
(24)
لغةٌ تخِرُّ لها اللغاتُ مهابةً
ويفِرُّ منها ماردُ الإلحادِ
وتَفيضُ أنهارًا عذوبةُ حرفِها
وترِنُّ بالجرسِ الشجيِّ الشادي
نورٌ تجلى فانجلى وجهُ الدجى
وافترّ ثغرُ أهلةِ الأعيادِ
لو كان هذا البحرُ حبرًا لانتهى
من حيثُ قال أنا بوصفٍ بادي
عائشة بنت حميد الجامعية
(25)
لغةَ السماء فريدةَ الإنشاد
آتٍ إليكِ وذا البديعُ عَتادي
أرِدُ البلاغةَ ما ألذُّ ورودَها
في كلّ فجٍ بالقريظ أُنادي
يا دولةَ الأشعار يا مهدَ الأُولى
أجروا بلاغتَهم على الورّاد
أمُّ البيانِ و للزمان حكايةٌ
مَن ذا يملُّ تلاوة الأمجادِ
عثمان بن موسى السعدي
(26)
لغةُ الفصاحة عُدّتي وعَتادي
أورِثْتُها من سالفِ الأجدادِ
نزل الكتابُ مُنجّماً بحروفها
بالوحي يأتي للنبيِّ الهادي
فسَمَتْ على كلِّ اللغاتِ كرامةً
أفلا تُكرّمُ تُفتَدَى بفؤادِ
ستظلُّ رايتُها ترفرفُ عالياً
رغمَ العَداءِ ورغم كلِّ عِنادِ
حمد بن سالم بن سليمان الحسيني
(27)
لغةٌ كأن حروفها ذهبٌ فما
صدئتْ ، تضيءُ بنورها الوقّاد
من سحرها طوعا يزيد بهاؤها
إذ تجمع الأشباهَ بالأضداد
هي مرتع الشعراء سحرُ حديثهم
قد نال كعبٌ بردةً بسُعاد
فالضاد قد رفع الإله مقامَها
يكفيك وحيُ الله جاء بضاد
محمود بن علي الرواحي
(28)
للهِ درُّ الضادِ ينثرُ عطرَهُ
لغةً تطاولُ شامخَ الأطوادِ
ولآلئُ الإبداعِ تسكنُ بحرها
تزدانُ مثلَ الكوكبِ الوقّادِ
لغةُ الكتابِ فمن سيرقى وصفها
عربيةُ الأعلامِ والأوتادِ
يا أيُّها الفصحاءُ هذا مجدُكُمْ
شعرًا ونثراً يحتفي بالضادِ
محمد بن علي العوفي
(29)
لُغتي إذا ساد الكبيرُ زماننَا
ستظلُّ سيدةً على الأسياد
وتظل دونَ مساعدٍ في خُلْدِها
الأبدي في عُمرٍ بلا تعداد
هي ليس تذهب بل إليها الكلُّ
يذهب قاصدين هُويّةَ الأمجاد
يا خُصلةً للخُلْدِ طاب بقاؤها
من ساعةِ الميلادِ للميعاد
عبدالله بن سعيد الذهلي
(30)
أنا للهداية زندُها وزِنادُها
سهمٌ تُثقّفُه كرامُ أيادي
أنا في حروف العالمين خبيئةٌ
ضادٌ يضـوعُ وضمّةٌ لفؤادي
فلئن تجلى كلُّ وجهٍ باسمٍ
ألفيتَ في لُغتي عظيم وِدادي
كُتبتْ لغاتُ الناس في أطراسِها
طرسي القلوبُ ونبضُهنَّ مِدادي.
حمد بن سالم الراجحي
(31)
لغةٌ هي الشمسُ المضيئةُ فوقنا
قد أشرقتْ نورا بكل مداد
وسفينةٌ للمسلمينَ عظيمةٌ
قد أبحرتْ من جنةِ الميعادِ
ولها القُرانُ مدى الحياةِ وعاؤها
ألفاظها من أعطياتِ الهادي
مَنْ صانها صانتهُ عن زلاتهِ
وسمت به لمحافلِ الأمجادِ
موسى بن قسور العامري
(32)
أمُّ اللغاتِ عريقةُ الأمجادِ
محفوظةُ الأنساب والميلادِ
وبها تنزّلَ وحيُ ربي خاتما
كتبَ السماء على النبي الهادي
تالله لو نطق الجمالُ لقالها
أنا قد حُصرتُ على لسانِ الضاد
أمُّ اللغاتِ كفى بهذا عزةً
ما بالها جُفِيتْ من الأولاد
عبدالله بن طالب الريامي
(33)
لُغَةُ السَّمَاءِ وَمَا حَوَتْ مِنْ آيَةٍ
لُغَةُ الْهُدَى لُغَةُ النَّبِيِّ الْهَادِي
لُغَتِي بِهَا أَتْلُو صَلَاتِي خَاشِعًا
وَبِهَا أُرَتِّلُ فِي الدُّجَى أَوْرَادِي
لُغَةُ الْجِنَانِ إِذَا تَنَادَى أَهْلُهَا
وَتَسَامَرُوا فِي رَوْضِهَا بِوِدَادٍ
لُغَتِي مَكَامِنُ ثَوْرَتِي وَسَكِينَتِي
إِنِّي سَكَنْتُكِ فَاسْكُنِي بِفُؤَادِي
سعيد بن محمد الزيدي
