رسميًا.. "ميناء هاينان" الصيني يطلق العمليات الجمركية الخاصة

 

 

الرؤية- خاص

أطلق ميناء هاينان للتجارة الحرة بالصين رسميا العمليات الجمركية الخاصة في كل أنحاء جزيرة هاينان. ومع بدء هذه العمليات، ستصبح هاينان أكبر ميناء للتجارة الحرة في العالم من حيث المساحة الجغرافية.

هاينان، وهي مقاطعة جزرية ذات مناخ استوائي تقع في جنوبي الصين، تحتل موقعا محوريا مهما يربط بين المحيطين الهادئ والهندي. وفي أبريل عام 2018، أعلنت الحكومة الصينية دعمها لإقامة منطقة تجريبية للتجارة الحرة في كل أنحاء جزيرة هاينان، في إطار مسار تدريجي يستهدف استكشاف وبناء ميناء تجارة حرة ذي خصائص صينية بخطوات ثابتة. ويعد إطلاق العمليات الجمركية الخاصة في كل أنحاء الجزيرة مشروعا رمزيا ضمن هذه الإستراتيجية الوطنية الكبيرة، كما يشكل خطوة محورية في مساعي الصين لتوسيع الانفتاح العالي المستوى وتعزيز بناء اقتصاد عالمي منفتح.

وأشار تسوي فان، كبير الخبراء في جمعية أبحاث منظمة التجارة العالمية في الصين، إلى أن العمليات الجمركية الخاصة في كل أنحاء الجزيرة تمثل "قفزة حاسمة" لهاينان نحو أعلى مستويات الانفتاح، ويكمن مغزاها المحوري في إرساء منظومة السياسات والأنظمة التي تركز على تحرير وتيسير التجارة والاستثمار، بشكل أولي. وأضاف أن هذه الخطوة تجسد تحولا جوهريا باتجاه "الانفتاح المؤسسي"، وهذا من شأنه أن يجعل بيئة الأعمال أكثر استقرارا وأعلى من حيث القدرة على التنبؤ.

وبعد بدء العمليات الجمركية الخاصة في كل أنحاء الجزيرة، ستطبق هاينان سياسات وأنظمة تحرير وتيسير تتسم بثلاثة ملامح أساسية، هي: "حرية الوصول إلى 'الخط الأول'، والوصول المنظم إلى 'الخط الثاني'، وحرية التدفق داخل الجزيرة". ويقصد بحرية الوصول إلى "الخط الأول" اعتبار الصلة التي تربط ميناء هاينان للتجارة الحرة بالدول والمناطق الواقعة خارج الإقليم الجمركي الصيني، بمثابة "الخط الأول"، حيث تطبق سلسلة من الإجراءات التي تتيح دخول البضائع وخروجها بدرجة عالية من الحرية واليسر، مما يجعل التجارة بين هاينان والأسواق الخارجية أكثر تحررا وسلاسة، إذ تستفيد الغالبية العظمى من البضائع المستوردة من "الإعفاء من الرسوم الجمركية"، إلى جانب التبسيط الكبير للإجراءات الجمركية. أما الوصول المنظم إلى "الخط الثاني"، فيشير إلى الحد الجمركي القائم بين ميناء هاينان للتجارة الحرة ومناطق الصين الداخلية، حيث تطبق إدارة دقيقة لما تم فتحه عبر "الخط الأول". وفي الوقت نفسه، يمكن للبضائع الخاضعة لسياسة "التعريفة الصفرية" والمنتجات المصنعة منها، عند تداولها بين الكيانات المستفيدة داخل الجزيرة، أن تعفى من سداد الرسوم الضريبية على الاستيراد، بما يحقق حرية التداول داخل الجزيرة.

وشدد تسوي فان على أن ميناء هاينان للتجارة الحرة يضطلع بمهمة تاريخية تتمثل في اختبار الصين لقواعد دولية عالية المعايير، وأن ما يجري استكشافه وتشكيله من "الحلول الصينية" يهدف إلى المواءمة مع المعايير الدولية، والمشاركة في الإسهام بتوجيه عملية صياغة القواعد الدولية في نهاية المطاف، بما يحقق أثرا إشعاعيا يقود إلى مواصلة رفع مستوى الانفتاح الخارجي في عموم الصين.

ومع الإطلاق الرسمي للعمليات الجمركية الخاصة في كل أنحاء الجزيرة، بدأت مكاسب سياسات ميناء هاينان للتجارة الحرة في التحقق على نحو شامل. وشهدت سياسة "التعريفة الصفرية"، التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، ترقية جوهرية، إذ اتسع نطاق السلع المؤهلة للاستفادة من هذه السياسات بشكل ملحوظ، إذ أصبحت تشمل نحو 74% من فئات السلع، مما يتيح لغالبية السلع المستوردة دخول هاينان دون فرض رسوم جمركية، مع إمكانية تداولها بحرية بين الشركات داخل الجزيرة. كما جرى تحسين سياسة الإعفاء من الرسوم الجمركية المرتبطة بالمعالجة ذات القيمة المضافة، بحيث يتاح للشركات العاملة في القطاعات من ضمن فئات الصناعات التي تشجع استخدام المواد أو الأجهزة المستوردة في الإنتاج داخل هاينان. وإذا تجاوزت نسبة القيمة المضافة الناتجة عن المعالجة داخل الجزيرة 30%، يمكن للمنتجات دخول سوق مناطق الصين الداخلية من دون فرض رسوم جمركية على الاستيراد. ومن المتوقع أن تسهم هذه السياسات في استقطاب وتشكيل تجمعات صناعية ذات قيمة مضافة عالية، مثل الصناعات التحويلية المتقدمة والصناعات الدوائية الحيوية.

وقال محمد المهيري، وهو مستشار استثماري وخبير في البحوث الاقتصادية بالإمارات، في مقابلة إن ميناء هاينان للتجارة الحرة يتمتع بمزايا الموقع والسياسات المؤاتية، مما يجعل هاينان ممرا مهما للدول العربية للدخول إلى السوق الصينية، داعيا الدول العربية إلى اغتنام فرصة الانفتاح هذه في وقت مبكر.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z