◄ باتميرا: ضرورة طرح رؤية خليجية شاملة تتعامل مع الملفات المستقبلية بروح موحدة
◄ ضرورة مواصلة الضغط على الإدارة الأمريكية لدعم حل عادل للقضية الفلسطينية
◄ المعيني: القمة تؤكد الدور المحوري للبحرين في دعم الاستقرار الإقليمي
◄ المطيري: "قمة المنامة" تنعقد في توقيت "بالغ الأهمية"
◄ البلوشية: حضور جميع قادة دول الخليج يبعث برسائل سياسية واضحة
المنامة- (موفدة الرؤية) مدرين المكتومية
أجمع عدد من الإعلاميين المشاركين في تغطية أعمال القمة الخليجية السادسة والأربعين التي تستضيفها مملكة البحرين، على أن هذه القمة تعطي دفعة جديدة لمسارات التكامل الخليجية وتعزز من جهود دعم الاستقرار الإقليمي، لا سيما في ضوء ما شهدته المنطقة خلال العامين الماضيين من تحولات جذرية على الصعيدين السياسي والجيوسياسي.
وأكد المحلل السياسي العُماني الدكتور أحمد بن سالم باتميرا أن القمة الخليجية السادسة والأربعين، المقرر انعقادها في المنامة، تمثل محطة مفصلية في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالنظر إلى حساسية المرحلة الراهنة التي يمر بها الإقليم والعالم سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.

وقال باتميرا إن المنطقة شهدت منذ تأسيس مجلس التعاون عام 1981 سلسلة من المتغيرات والتحديات، إلا أن الظرف الحالي "مختلف وأكثر تعقيدًا"؛ الأمر الذي يستدعي بحسب وصفه رؤية خليجية واضحة وشاملة تتعامل مع الملفات المستقبلية بروح موحدة، وتترجم حرص القادة على تعزيز استقرار المنطقة. وأضاف أن الدور الذي يقوم به المجلس في احتواء تداعيات الحرب في غزة، والتوترات مع إيران، والأوضاع في اليمن والسودان، يعكس أهمية تبني موقف خليجي قادر على الحد من تأثيرات هذه الأزمات على دول المنطقة.
وأعرب باتميرا عن ثقته بأن قيادة مملكة البحرين، برئاسة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تمتلك القدرة على إنجاح القمة وتعزيز مسيرة المجلس، مشيرًا إلى أن الاتصالات التي تجريها المنامة لتوحيد المواقف إزاء التطورات الإقليمية تخلق مناخًا من التفاؤل لدى مواطني دول المجلس.
ودعا باتميرا القادة الخليجيين إلى منح الملفات الاقتصادية والأمنية أولوية قصوى، نظرًا لدورها الحيوي في دعم مسيرة التكامل الخليجي، مقترحًا إنشاء صندوق خليجي موحد للأمن الغذائي والصحي والدوائي، إلى جانب تطوير سياسات مشتركة لجذب المستثمرين العالميين وتعزيز حضور الأسواق الخليجية على خارطة الاقتصاد الدولي.
وأشار إلى أن القمة ستناقش بطبيعة الحال العديد من القضايا السياسية، إلا أن تطلعات المواطن الخليجي باتت تتجه نحو خطوات عملية في مجالات الاقتصاد والاستثمار والشراكات الصناعية، بما في ذلك تأسيس مصانع استراتيجية للدواء والتكنولوجيا والابتكار والصناعات الدفاعية والغذائية، إضافة إلى تعزيز مشروعات الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية بين دول المجلس.
كما طالب باتميرا دول مجلس التعاون بتقديم ملف موحد للاتحاد الأوروبي للحصول على تأشيرة "شنجن"؛ معتبرًا أن التحرك الجماعي سيكون أكثر تأثيرًا وأقوى حضورًا. وفي سياق متصل، شدد على أن الموقف الخليجي المُوحَّد يمكن أن يسهم في التأثير على الولايات المتحدة لدعم حل عادل للقضية الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال باتميرا إن القمة المقبلة في البحرين تمثل "فرصة لإعادة تموضع قوي" لمجلس التعاون على الساحة الدولية والانتقال إلى دور سياسي واقتصادي أكثر فاعلية يحمي مصالح دوله وشعوبه، ويؤكد وحدة المصير المشترك. وأعرب باتميرا عن أمله في أن تخرج القمة بقرارات تعزز الاستقرار وتسرّع تنفيذ المشاريع المشتركة، بما يخدم مواطني دول المجلس من الكويت إلى سلطنة عُمان.
محطة مفصلية
وأكدت فضيلة المعيني رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية ونائب رئيس اتحاد صحفيي غرب آسيا، في تصريح خاص لرؤية، أن القمة الخليجية السادسة والأربعين التي تستضيفها مملكة البحرين تمثل محطة مفصلية في مسيرة مجلس التعاون، وفرصة لتعميق التعاون بين دوله وتوسيع آفاق العمل المشترك في مختلف المجالات.

وقالت المعينية إن البحرين باحتضانها هذا الحدث الخليجي البارز، تبرز دورها المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز التنسيق بين الدول الشقيقة، مشيرة إلى أن القمة تأتي في توقيت دقيق تتطلب فيه المنطقة مواقف موحدة ورؤية مشتركة تستجيب للتحديات المتسارعة.
وأضافت أن شعوب الخليج تعوّل على أن تفتح القمة آفاقًا جديدة للتنمية وتمكين الإنسان الخليجي، ودعم مسارات الاقتصاد الرقمي وأمن الطاقة، إلى جانب الارتقاء ببرامج التكامل في مجالات الدفاع والتعليم والذكاء الاصطناعي والبيئة، بما يواكب التحولات العالمية ويستجيب لطموحات الأجيال القادمة.
وأشارت المعينية إلى أن انعقاد القمة في هذا الظرف الإقليمي الحساس يحمل رسائل واضحة عن صلابة البيت الخليجي، وقدرته على ترسيخ نهج التضامن، والعمل كمنظومة واحدة قادرة على حماية مصالح شعوبها وتعزيز أمنها واستقرارها.
وأكدت أن القمة الـ46 تعد خطوة مهمة ليس فقط على الصعيد الخليجي، بل أيضًا على المستوى العربي، لما تمثله من دعم لمسارات السلام والاستقرار وحرص على مواصلة الدبلوماسية الهادفة إلى التنمية ومساندة القضايا العربية.
واختتمت بالقول إن قمة البحرين التي يمكن وصفها بقمة التحديات، تحمل تطلعات كبيرة بأن تُحدث نقلة نوعية في مستوى العمل الخليجي المشترك، وأن تضع المواطن الخليجي في قلب الأولويات، ليكون المستفيد الأول من القرارات والمشاريع التي ستصدر عنها، مؤكدة ثقتها بأن المجلس قادر على صناعة مستقبل أكثر ازدهارًا لمنطقة الخليج والعالم العربي.
تحديات سياسية
وأكد فيصل المطيري رئيس الاتحاد الدبلوماسي الدولي أن انعقاد القمة الخليجية السادسة والأربعين في المنامة يأتي في توقيت بالغ الأهمية نظرًا للتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، مشيرًا إلى أن تعزيز اللحمة الخليجية أصبح ضرورة استراتيجية لحماية المصالح المشتركة وتحقيق تطلعات شعوب الخليج.

وأشاد المطيري بالدور الإيجابي الذي قدّمته دولة الكويت خلال استضافتها للقمة الخليجية الخامسة والأربعين، حيث ساهمت في تقريب وجهات النظر وترسيخ منهج الحوار، مما أسهم في تعزيز وحدة الصف الخليجي واستمرار مسيرة العمل المشترك.
وأوضح أن القمة الحالية تبحث موضوعات حيوية تمس حياة المواطن الخليجي بشكل مباشر، وفي مقدمتها الأمن الإقليمي، والتعاون الاقتصادي، والتنمية المستدامة، إلى جانب مناقشة التحديات العاجلة التي تتطلب مواقف موحدة ورؤية مشتركة بين دول المجلس.
وأكد أن الإنجازات التي حققها مجلس التعاون في مجالات التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري والتعليمي والصحي تعكس تقدمًا ملحوظًا في مسيرة التكامل الخليجي، وتُظهر قدرة دول المجلس على بناء شراكات فاعلة تُعزّز استقرار المنطقة.
وثمّن الدور البارز الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن اللقاء عكس قوة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وأسهم في دعم أمن الخليج وتعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والدولية. واختتم بالتأكيد على أن آمال شعوب الخليج معلّقة على مواصلة تعزيز الوحدة والتكامل بين دول المجلس، لما يمثله ذلك من ضمانة للأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة
ترقب إقليمي
وقالت الإعلامية العمانية لجينة البلوشية إن مملكة البحرين الشقيقة تستضيف القمة الخليجية السنوية وسط ترقب إقليمي وعالمي لمخرجاتها؛ حيث لا يُنظر إليها هذا العام على أنها اجتماع اعتيادي، بل هي محطة مفصلية ترسم ملامح المرحلة القادمة للعمل الخليجي المشترك.

وأضافت أن حضور جميع قادة دول مجلس التعاون، يبعث برسالة واضحة لا تقبل التأويل وهي وجود إرادة سياسية عُليا موحدة لإعلاء شأن البيت الخليجي وتعميق لُحمته في مواجهة التحديات المتزايدة.
وذكرت أن من المتوقع أن يركز القادة على مجموعة من الملفات المصيرية التي لم يعد التعامل معها ترفًا سياسيًا؛ بل ضرورة حتمية لضمان الأمن والازدهار المستدام، ووحدة الصف والأمن الإقليمي؛ حيث تهدف القمة إلى تعزيز التنسيق الأمني والدفاعي المشترك، وبلورة موقف موحد وفاعل تجاه القضايا الإقليمية الساخنة، مما يرسخ دور المجلس كقوة استقرار محورية، والتكامل الاقتصادي الجديد؛ إذ يتجه القادة نحو اتخاذ قرارات حاسمة لتسريع وتيرة التكامل الاقتصادي، لاسيما في مجالات الطاقة، والنقل، والاقتصاد الرقمي. وأكدت البلوشية أن هذه الخطوات ضرورية لخلق سوق خليجية قادرة على المنافسة وجذب الاستثمارات العالمية الكبرى.
وتحدث الإعلامية لجينة البلوشية عن التحديات المستقبلية، وقالت إن المتوقع أن القمة لن تغفل عن وضع استراتيجيات موحدة لمواجهة التحديات التي تشكلها التغيرات المناخية، والأمن السيبراني، والتطورات التكنولوجية المتسارعة، لضمان جاهزية دول المجلس للمستقبل.
وشددت على أن هذه القمة تمثل فرصة لتجديد العهد على المضي قدمًا نحو الاتحاد الخليجي بمفهومه الشامل، مُعربة عن أملها في أن يتحول "إعلان المنامة" المرتقب إلى وثيقة عمل تنفيذية تدفع بمنطقة الخليج إلى آفاق أرحب من التضامن والنمو المشترك والتكامل.
