سالم مبارك الخويطر **
خلق الله سبحانه وتعالى الخلق في صور وأشكال متعددة، وخص الإنسان بأحسن صورة روحاً وعقلاً وجسدا، وخلق الإنسان زوجين ذكراً وأنثى وجعل بيْنَهما مودّة ورحمة، فلِكُلّ منهما دوره في هذه الحياة فالرّجل دوره القوامة والمسؤولية الكاملة عن الزوجة والأبناء وتوفير الأمان لهم في كل الجوانب، ودور المرأة لا يقلّ أهمية عن دور الرجل فهي المسؤولة عن شؤون البيت وتربية الأبناء في صورة متكاملة للأسرة الطبيعية التي خصها الله وشرعها بعقد نكاح، بما يحفظ للجميع كرامته ومسؤليته.
ومع التطّور الكبير والهائل في التكنولوجيا والثورة الرقمية وثيرانها واتساع رقعة الشبكة العنكبوتية وعناكبها، نجد أنفسنا أمام تحديات كبيرة خصوصاً فيما يتعلّق بالجانب الاجتماعي والعلاقات الإجتماعية، وتحديداً الأسرة ومكوناتها المستهدفة دائماً من الغرب ومن منظمات تدّعي أنهت حقوقية ومدافعة عن حقوق المرأة والطفل، وهي في واقع الحال مدمرة للمرأة وتسلبها شخصيتها الأنثوية وتسلبها كرامتها وتعرّيها أمام العالم تحت ذرائع كاذبة تارة حفظاً لإستقلاليتها وتارة دعماً لحريّتها، وتارة أخرى لحقوقها المسلوبة في المجتمعات العربية خصوصاً والإسلامية بصفة عامة.
من هنا تبلٌورت فكرة النّسويات أو الفكر النسوى الضال والمضل، فكر ظاهره حق وباطنه كل الباطل، يدعم إستقلالية المرأة بصورة ويحرضها على الإنقلاب على موازين الطبيعة والفطرة كما هو الحال والتحريض من داعمي الشواذ، فالفكر تخريبي واحد وهدفه تفكيك الأسرة وجعلها تعيش على مهبّ الشهوات والشذوذ.
لهذا نلاحظ تزايد حالات الإنفصال والطلاق في أعمار متقدمة، الأمر جداً مخيف وينذر بكوارث اجتماعية عندما يصل الأمر للطلاق في هذه الأعمار تحت ذرائع وأسباب تافهة، وهذا ما عايشته من خلال حالات قريبة منّي وحالات سمعت عنها، طلاق وشتات في سن الستين، دون أي اكتراث للأسرة فقط الأنانية سيطرت على الأنثى وبدعم وتحفيز من محيط مجرّد من الحكمة والإنسانية، فقط تهييج وتشجيع على الانفصال وترديد كلمات وجُمل مستحدثة في مجتمعاتنا، مثل: عيشي حياتك وأنت تقدرين تعيشين من غير الرجل وأنت امرأة قوية وكوني حرّة متحررة من عبودية الرّجل وسطوته، إلى آخر المفردات والمصطلحات النسوية والتي صدقتها بعض النساء ووقعن في وحل الفكر النسوي الآسن والقبيح، والذي سلب المرأة أنوثتها وكرامتها وفي نهاية المطاف جعلها تعضّ أصابع الندم.
آخر السطر.. المرأة ذلك المخلوق الجميل والتي خصّها الله تعالى بخاصية راقية وهي المودة والسكن للرجل، وحفظ لها كرامتها بأن جعل الرجل يتحمل مسؤولية توفير الأمن المعيشي والعاطفي لها وبأنها غير ملزمة بالعمل، فعملها عظيم في بيتها وفي تربية الأبناء واحترام الزوج والحفاظ على ماله وبيته، فمكانة المرأة في الإسلام عظيمة وهي كالجوهرة الغالية الثمن، في بيت أهلها وفي بيت زوجها وهي الأم والزوجة والأخت والأبنة، ولا يمكن لعاقل أن يتجاوز هذا الدور بالظلم والإهانة والتعنيف، لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم.
من هنا أناشد كل إمرأة عاقلة ألاّ تنجرف وراء الأفكار السامة التي تبثّها جمعيات حقوق المرأة والدفاع عنها، وأن ترجع لخالقها ولدينها وتعرف قيمتها العظيمة في المجتمع، وليس مجرد سلعة رخيصة جداً في مجتمعات تلك المنظمات الحقوقية النّسوية.
** كاتب كويتي
