الرؤية- خاص
في إصدار فريد من كُتب السير الذاتية، يكشف محمد بن الزبير عن مرحلة ثرية في محطات حياته العامرة بالعطاء والبذل؛ حيث يوثق بالصورة ويسرد بالكلمة مذكراته في فترة الدراسة بدولة الكويت الشقيقة، خلال السنوات (1954- 1961)، مُقدمًا "رحلة معرفية وتجربة عذبة في الروح والذاكرة".

الكتاب الصادر عن "دار باز" للنشر، ويقع في 125 صفحة من القطع المتوسط الفاخر، يحمل عنوان "أوراق لن تسقط من الشجرة" بعنوان فرعي "مذكرات طالب عُماني في الكويت".
الصيغة الاستثنائية للكتاب، تبدأ من الغلاف، الذي اصطبغ باللون البني الفاتح انعكاسًا لما يحمله من عبق تاريخي وإرث فكري، وتزيّن الغلاف بشهادة صادرة عن وزارة المعارف (التربية والتعليم) في الكويت باسم "مدرسة صلاح الدين، وهي عبارة عن بطاقة تقدير درجات أعمال السنة، تحمل "اسم التلميذ: محمد الزبير" للسنة الثالثة الابتدائية في السنة الدراسية (1954- 1955).
ويتألف الكتاب من مقدمة خطّها محمد الزبير بقلمه الرشيق، إلى جانب 5 فصول مفصلة إلى أبواب، علاوة على خاتمة.
ويقول الزبير في المقدمة: "في هذا الكتاب أوراقٌ من شجرة الذاكرة، أوراق لن تسقط في النسيان، بل تتمسك بأغصان العمر مهما تبدلت المواسم والفصول. في هذه الأوراق رحلة معرفية وتجربة عذبة في الروح والذاكرة، أستذكرُ هنا بلادًا وأهلًا عشتُ بينهم في الخمسينيات طالبًا يتلمس مزيدًا من طرق الحياة وقيمها؛ الكويت التي جمعتنا بكل حفاوة وكرم وسخاء على مقاعد الدراسة كانت بيتًا للجميع، للقادمين من البلاد العربية طلابًا وتربويين ومفكرين، ومنحت الجميع فرصة للتكامل في مشروعها المعرفي آنذاك، إنها الكويت التي فتحت آفاق التعلُّم لنا ومضت في رسالتها الحضارية عبر تمكين المعرفة والثقافة والعمل الإنساني الدؤوب.
ويضيف: "في هذه الأوراق، مذكرات طالب، ومشاعر محب، وتمنيات قريب يعتز بأهله في خليج المحبة والسلام. وقد لا يتسع المجال للتطرق باستفاضة لجميع منعطفات الذاكرة والمُفكّرة المحملة بعبق الخمسينيات، ولكنها محاولة لكي أشرككم في برواز الصورة التي أحملها في ذاكرتي لهذا البلد العزيز، لندخل معًا في القصة ونعبُر منها إلى بعض الخلاصات التي شكَّلت الوعي المبكر لي ولغيري ممن عاش أو عمل أو درس في كويت الخير والإنسانية.
ويؤكد الزبير أن هذا الكتاب "محاولة لوضع عدسة مكبرة على لحظات وأسماء وأماكن وتواريخ خالدة في الوجدان، مدارس تعلمت فيها، وأصدقاء تعرّفت عليهم، وأنظمة تعليمية ومناهج ومقررات وهوايات وأنشطة، ومحطات معرفية دارت جميعها في فضاء الكويت العامر بالخير والجمال والمحبة التي تظلل الجميع.
ويختتم المقدمة بتوجيه "تحية من عُمان... لأهلنا في الكويت؛ حيث عُمان والكويت مصير مشترك وروابط عميقة لا تنفصم، وإخاء تتسامى آفاقه في كل لحظة وحين، في ظل منظومة مجلس التعاون الخليجي وتاريخ العلاقات الأخوية على مستوى القادة والشعوب".
