رقعة الشطرنج الجوسياسية

 

 

 

صادق بن محمد سعيد اللواتي

تطرح التفجيرات المتطابقة والمُنسقة التي هزت عاصمتي الهند وباكستان بفارق يوم واحد، والتي وقع تفجير نيودلهي منها في 10 نوفمبر 2025، نظريةً جدليةً ومُعقدةً.

وعلى الرغم من أن مرتكبي التفجيرات كانوا من مواطني البلدين، إلّا أن هذه العمليات لم تكن من تنفيذ خلايا إرهابية داخلية مستقلة. وبدلًا من ذلك، يقترح هذا المقال أنها عملية منسقة دبرتها جهات فاعلة خارجية قوية ومجهولة الهوية، والتي يُفترض أنها تحافظ على علاقات جيدة مع الهند.

لقد تم تصميم الهجمات لاستغلال الشكوك الفورية ودفع الخصمين النوويين نحو حرب شاملة. الفاعلون الحقيقيون هم تلك الجهات الحكومية الأجنبية المجهولة التي هدفها الحقيقي هو تأمين تفوقها العالمي عن طريق تخريب صعود الهند وتحييد تحالف أمني جديد نشأ بين باكستان والمملكة العربية السعودية.

وتُعزى للجهات الخارجية استراتيجية ذات شقين، تستهدف النفوذ الجيوسياسي المتنامي لكلتا الدولتين:

1. تقليص الصعود العالمي للهند: يُنظر إلى النمو السريع للهند على أنه تحد مباشر للنظام العالمي القائم، في صورة:

* تهديد استراتيجي، من حيث تحدي القوى الكبرى الراسخة (الولايات المتحدة، روسيا، الصين) في الاستكشاف الاستراتيجي، ولا سيما في الفضاء.

* تهديد اقتصادي، من أن تصبح الهند ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وهو تطور يُضعف النفوذ الغربي بطبيعته.

2. تقويض المحور الاستراتيجي: تحييد التحالف الأمني الجديد بين باكستان والمملكة العربية السعودية، والذي يهدد ديناميكيات القوة الإقليمية الراسخة.

والهدف النهائي من التفجيرات هو توفير الذريعة للهند وباكستان لإشعال حرب مدمرة ذاتيًا. وتشمل النتائج المرجوة للفاعلين الأجانب كوارث للبلاد مثل:

* الدمار الاقتصادي: وشلّ كلا البلدين، مما يوقف بشكل فعال صعود الهند الاقتصادي.

* نزع السلاح العسكري: من خلال تحييد قوتين عسكريتين إقليميتين رئيسيتين، وإزالتهما من رقعة الشطرنج الاستراتيجية العالمية.

* فشل الردع النووي: إذ إن النتيجة القصوى، استخدام الترسانات النووية، مما يؤدي إلى التدمير الذاتي لكلتا الدولتين وإقصائهما كخصوم جيوسياسيين لعقود؛ مما يضمن احتفاظ العقول المدبرة الأجنبية بتفوقها العالمي بلا منازع.

وأخيرًا.. نُطلق في هذا التحليل تحذيرًا لقيادتي البلدين من أن ساحة المعركة الحقيقية هي المستقبل الجيوسياسي والاقتصادي العالمي، وليس النزاعات الإقليمية مثل كشمير. والتفجيرات ليست سوى "فخ ساخر" مصمم لجعل الهند وباكستان تستنزفان مواردهما وتُوجهان ردعهما النووي ضد بعضهما البعض.

وإلى قيادتي الهند وباكستان، أقول: ليكن هذا بمثابة تذكير بأن الروابط التي تُعتبر غير قابلة للكسر يمكن أن تتحطم وتتحول إلى صراع. والكراهية الخفية وغير المعترف بها، والعداء غير المرئي في قلوب الأمم، هو ما يشكل الخطر الأكبر، ويهدد جميع أفاق السلام.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z