الرؤية- كريم الدسوقي

في روسيا، حيث تبدو القصص الغريبة جزءًا من الحياة اليومية، شهدت مدينة كراسنويارسك واحدة من أكثر الحوادث طرافة، حين قرر رجل أن يختلق عملية سرقة لسيارته فقط ليهرب من جولة تسوّق كان من المفترض أن يرافق فيها زوجته إلى المول!

بدأت القصة حين اتصلت امرأة بخدمة الطوارئ لتُبلغ بقلقٍ عن سرقة سيارة زوجها من أمام المنزل، مشيرة إلى أن السيارة من نوع "تويوتا كورولا"، وقد اختفت فجأة من الموقف دون أي أثر.

استنفرت الشرطة قواتها، وباشرت البحث في المنطقة، وبعد ساعات عثرت على السيارة مركونة في جزيرة أوتديخا القريبة من المدينة، وبدا واضحًا أنها تعرضت لخلع في قفل الباب وتلف في نظام التشغيل، ما أكد في البداية فرضية السرقة.

لكن شيئًا ما لم يكن مُقنعًا في سلوك الزوج، فحين وصل المحققون لاستجوابه، بدا مترددًا ومتوترًا، وكلما حاولوا معرفة التفاصيل ازدادت روايته ارتباكًا، ومع فحص مسرح "الجريمة" أكثر تبيَّن أن هناك علامات متناقضة لا تتوافق مع طريقة اقتحام السيارات المعتادة.

ومع تحليل الأدلة وكاميرات المراقبة، اكتشف المحققون أن اللص المزعوم لم يكن إلا صاحب السيارة نفسه! وحين واجهوه بالدلائل، انهار الرجل واعترف بالحقيقة: "لقد دبرت كل شيء كي أتفادى مرافقة زوجتي في رحلة التسوق الأسبوعية، لأنها تستغرق ساعات من التجول بلا نهاية".

وأوضح الزوج الروسي أنه أراد قضاء يوم هادئ في المنزل، لكن فكرته "العبقرية" تحوّلت إلى كارثة قانونية؛ حيث أعلنت الشرطة الروسية فتح قضية ضده بتهمة "البلاغ الكاذب" بموجب المادة 306 من القانون الجنائي الروسي، وهي تهمة قد تؤدي إلى حبسه لمدة تصل إلى عامين، إضافة إلى منعه من السفر.

المثير أن الرجل لم يكن ذا سجل جنائي سابق، وكان معروفًا بين جيرانه كرجل هادئ الطباع، وسرعان ما ما تصدرت القصة الصحف ومواقع التواصل في روسيا، وتحولت إلى مادة للسخرية؛ حيث وصفه البعض بأنه "الزوج الذي ضحى بحريته من أجل الهروب من المول"، فيما اعتبر آخرون أن "الخطة فشلت لأنها لم تشمل مرحلة ما بعد التسوق".