مسقط- الرؤية
سجّل المستشفى السلطاني حدثًا طبيًا غير مسبوق بعدما نجح بالتعاون مع مركز صباح الأحمد في دولة الكويت، في تنفيذ أول عملية في تخصص المسالك البولية عن بُعد باستخدام الجراحة الروبوتية المتقدمة، الأمر الذي يعد خطوة نوعية تُعلن دخول سلطنة عمان مرحلة جديدة من الجراحات الذكية، وترسّخ حضورها في طليعة الدول التي توظّف التقنيات الحديثة لخدمة المرضى والارتقاء بجودة الرعاية الصحية.
وتميّزت العملية بكونها إنجازًا خليجيًا مشتركًا، حيث أتاح النظام الروبوتي للفريقين الجراحيين في مسقط والكويت العمل بتناغم كامل عبر منصة اتصال آمنة فائقة السرعة، مكّنت من التحكم الفوري في الأدوات الجراحية مع توفير رؤية مجسّمة عالية الوضوح، الأمر الذي أسهم في رفع معدلات الأمان وتقليل التدخل الجراحي، إلى جانب تسريع فترة تعافي المريض بشكل ملحوظ.
وقال الدكتور قيس بن محمد الهوتي استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى السلطاني، إن فريق العمل يحتفي اليوم بنجاح إجراء أول عملية جراحية عن بُعد باستخدام الروبوت الجراحي بين سلطنة عُمان، ممثلة بالمستشفى السلطاني، ودولة الكويت الشقيقة، مضيفا أن العملية نُفِّذت بمشاركة الجراح الكويتي الدكتور سعد الدوسري، وهو من أبرز المتخصصين في الجراحة الروبوتية وجراحة المسالك البولية، حيث أدار الجانب الجراحي عن بُعد بكفاءة عالية، في تجربة تُعد علامة فارقة في مسار الجراحات الذكية.
من جانبه، قال الدكتور سعد بن عبدالهادي الدوسري، استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس قسم الجراحة في مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك بدولة الكويت، إن هذا اليوم يُعد يومًا تاريخيًا يُسجَّل لصالح التعاون الخليجي في أعلى مستوياته، مؤكدًا أن الفترة ما بين 2014 و2025 شهدت تنفيذ ما يقارب 2000 عملية جراحة روبوتية في تخصصات متنوعة، أبرزها أورام البروستاتا والكلى والمسالك البولية.
وأوضح أن التعاون بين سلطنة عُمان ودولة الكويت يمثل شراكة استراتيجية تتجاوز الإطار الطبي المعتاد، مشيرًا إلى أن هذه العملية تحمل بُعدًا استراتيجيًا يفوق ما تم إنجازه سابقًا، وتنسجم تمامًا مع رؤية المستقبل في كلا البلدين، نحو تسخير التكنولوجيا المتقدمة لخدمة المرضى وتعزيز جودة الرعاية الصحية.
ويأتي هذا النجاح ليعزز المكانة الريادية للمستشفى السلطاني في تطبيق التقنيات الطبية الذكية وتطوير منظومة الجراحات المتقدمة، ترجمةً لمسار التحول التقني الذي تتبناه وزارة الصحة، وانسجامًا مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" في تبنّي الابتكار وتمكين الكفاءات الوطنية.




وفيما يتعلق بخطط المستشفى السُّلطاني لتأهيل الكوادر الطبية على هذا النوع من الجراحات، أفاد بأنّ المستشفى السُّلطاني قام بتعيين مجموعة من الخبراء والأطباء والممرضين والمتخصصين في مجال الروبوتات الطبية لتشكيل لجنة معنيّة بدراسة مختلف الأنظمة الروبوتية المتوفرة عالميًّا، وتقييم جودتها وأهميتها ومدى ملاءمتها لاحتياجات القطاع الصحي في سلطنة عُمان.
ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من عملية الاختيار، سيُعتمد برنامج تدريبي شامل يستهدف الأطباء والممرضين والطاقم الفني لغرف العمليات، بحيث يكتسب الجميع المعرفة الكاملة بالتقنية وآليات استخدامها وفوائدها وطرق تجنُّب أي مشكلات أو مضاعفات محتملة.
من جانبه، أكّد الدكتور سعد بن عبدالهادي الدوسري، استشاري جراحة المسالك البولية وأورام المسالك البولية، رئيس قسم الجراحة في مركز صباح الأحمد بدولة الكويت، أنّ هذا اليوم مميز في مسار التعاون الصحي الخليجي، كون هذه العملية ليست مجرد إنجاز جراحي، بل خطوة استراتيجية تؤسّس لمرحلة جديدة من التكامل الطبي بين سلطنة عُمان ودولة الكويت.
وقال إنّ العملية التي نُفّذت اليوم بالتعاون مع المستشفى السُّلطاني تُعدُّ ذات أهمية استراتيجية خاصة، تفوق جميع التجارب السابقة، لأنها تُجسّد لأول مرة تعاونًا خليجيًّا مباشرًا في مجال الجراحة الروبوتية عن بُعد، وتُترجم توجهات القيادتين في البلدين نحو تعزيز الشراكات الصحية المتقدمة وتطوير الخدمات الطبية باستخدام أحدث الوسائل العالمية.
وأضاف أنه جرى اختيار الحالة بعناية لضمان أعلى مستويات الأمان، حيث كان المريض على اطّلاع مسبق كامل بتفاصيل الحالة والمخاطر المحتملة، ووقّع على الموافقة المستنيرة المعتمدة من لجنة أخلاقيات الممارسة الطبية، كما حُرص على أن تكون كل الإجراءات متوافقة مع المعايير الدولية للجراحة الروبوتية.
وأكّد أنّ ما يميز التجربة بين الكويت وسلطنة عُمان أنها ليست تجربة تقنية فحسب، بل مشروع مشترك قائم على رؤية واضحة لتكامل الأنظمة الصحية الخليجية، مشيدًا بالاحترافية العالية للفريق العُماني ومرونة العمل المشترك وسرعة التجاوب التقني والإداري، مشيرًا إلى أنّ ذلك جعل من هذه التجربة نموذجًا يُحتذى به إقليميًّا.
وأفاد بأنّ هذه العملية هي بداية لمسار ممتد من الشراكات المستقبلية، تشمل التدريب وحلقات العمل وتطوير البرامج المشتركة في الجراحة الروبوتية، بما يخدم صحة المواطن الخليجي ويُرسّخ مكانة دولنا في مجال الطب المتقدم.
ومكّنت التقنية الروبوتية من إجراء العملية عن بُعد عبر تحكّم مباشر يوفّر رؤية ثلاثية الأبعاد وتحكّمًا فائق الحساسية في الأدوات الجراحية، مما أسهم في تقليل المضاعفات وفقدان الدم ومدة البقاء في المستشفى.
وأكّد القائمون على المشروع أنّ هذا الإنجاز يُمثّل نقلة نوعية في مسار التحوّل الرقمي للقطاع الصحي العُماني، ويُعزّز مكانة المستشفى السُّلطاني كمركز وطني رائد في تطبيق التقنيات الطبية الحديثة، في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق رؤية "عُمان 2040" وتبنّي الابتكار كركيزة للتطوير والاستدامة الصحية.
وتُعدُّ هذه التجربة ثمرة تعاون علمي وتقني بين الكوادر العُمانية والكويتية، تمّ من خلالها توظيف التكنولوجيا المتقدمة لتوسيع نطاق الخدمات الجراحية المتخصّصة في المنطقة، وتعزيز فرص التدريب والتأهيل في مجال الجراحة الروبوتية عن بُعد، بما يُسهم في تطوير المهارات الوطنية والارتقاء بجودة الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي.
