الرؤية- الإسراء الرمحية
قال عبداللطيف المعمري، خبير التسويق والاتصال المؤسسي، إن المشهد الرقمي في السلطنة لم يعد قائمًا على الحضور التقليدي للمؤسسات، بل أصبح يعتمد على إدارة المحتوى بدقة، وتحليل بيانات الجمهور بشكل مستمر، وصناعة رسائل رقمية مفهومة وذات قيمة واضحة، مضيفا أن المؤسسات التي تعامل التسويق الرقمي كعنصر ثانوي قد تفقد قدرتها على المنافسة، خصوصًا مع توجه الجمهور نحو الفضاءات الرقمية ووعيه وتطلعه لخبرات رقمية مبتكرة تواكب هذا العصر.
وأشار المعمري- في تصريحات لـ"الرؤية"- إلى أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة هيكلة شاملة لاستراتيجيات التسويق، بحيث تتحول المؤسسات من مجرد "النشر" والظهور الرقمي إلى خلق تأثير ملموس وحقيقي، لافتًا إلى أنَّ السوق المحلي يمتلك فرصًا حقيقية للنمو الرقمي، لافتًا أن تطوير مهارات الكوادر الوطنية يُمثل عاملًا حاسمًا في تنمية هذا القطاع.
وأضاف المعمري أنَّ الشباب العُماني يملكون مهارات واعدة في مجال التسويق الرقمي وصناعة المحتوى، إلا أنَّ هناك فجوة بين ما يُقدمه التعليم في مختلف المؤسسات الأكاديمية واحتياجات سوق العمل، مشددا على ضرورة تعزيز برامج التدريب العملي لتزويد الشباب بخبرات فعلية في إدارة الحملات الإعلانية، وتحليل البيانات، وفهم توجهات وسلوك الجمهور، إذ إن التحول الرقمي يتطلب مسوقين يعتمدون على بيانات دقيقة واتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، بدلًا من الاعتماد على التخمين أو المحتوى العشوائي.
وأوضح أنَّ الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم شريكًا حقيقيًا للمسوق، وليس منافسًا له، إذ يرفع جودة الإنتاج، ويقلل الوقت، ويمنح المؤسسات القدرة على الوصول المؤثر والمدروس للجمهور إذا ما أُحسن توظيفه، مشيرا إلى أنَّ بعض رواد الأعمال لايزالون يواجهون تحديات تعيق نمو أعمالهم، مثل التخطيط العشوائي، وإطلاق الحملات التسويقية دون تحديد أهداف دقيقة، والانشغال بالمؤشرات الشكلية بدل النتائج الفعلية، كما أن النجاح في التسويق الرقمي يعتمد على عملية مستمرة من المتابعة والتحسين والتطوير المتواصل.
وأكد المعمري أنَّ سلطنة عُمان تمتلك بيئة واعدة للتحول الرقمي، مدعومة برؤية "عُمان 2040"، مؤكدًا أنَّ المؤسسات التي تستثمر في تطوير كوادر متخصصة وتعزيز حضورها الرقمي على الساحة ستكون الأقدر على تحقيق تأثير ملموس ومستدام في السوق، وأن الشباب العُماني قادر على قيادة هذا التحول بكفاءة وثقة.
