لا تقتصر جهود مكافحة الفساد على الجهات الوطنية المعنية وحسب، بل هي مسؤولية فردية ومجتمعية ورسمية، تبدأ من المواطن وكل من يعيش على أرض هذه الطيبة، إذ إن المبادرة بزرع بذور الخير لا تقل أهمية عن المبادرة بالإبلاغ عن أوجه الفساد التي قد تغيب عن أعين مؤسساتنا.
ومن المؤكد أن حكومتنا الرشيدة تدرك هذا الأمر جيدا، ولذلك فهي حريصة على إشراك المواطنين في ترسيخ قيم النزاهة والشفافية وتعزيز ممارسات المساءلة في مختلف قطاعات المجتمع، وذلك من خلال الكثير من المسارات المتنوعة في الأهداف وطرق التنفيذ.
فمثلا، يتولى المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وبالتعاون مع جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، تنفيذ استطلاع الرأي العام حول تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد كل عام، وهذا الاستطلاع يهدف إلى قياس مستوى الوعي المجتمعي بمفهوم النزاهة ومخاطر غيابها، إلى جانب تقييم إدراك الأفراد للدور المؤسسي في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.
ويمكننا القول بأن هذا الاستطلاع من الأمور المهمة التي من خلالها يستطيع صنّاع القرار والجهات المعنية الاطلاع على مؤشرات الرأي العام حول هذا الموضوع الحيوي، بما يُسهم في دعم السياسات والبرامج الوطنية ذات الصلة.
إننا نؤمن أنَّ النهوض بهذا الوطن يحتاج إلى تضافر الجهود الفردية والمجتمعية والرسمية، وبلا شك ستُسهم مثل هذه الاستطلاعات في تعزيز الجهود الوطنية نحو بيئة أكثر شفافية ومساءلة، بما ينعكس إيجابًا على استدامة قيم النزاهة في المجتمع العُماني.
