غزة تتحول إلى أكبر تجمع للمقابر الجماعية في العالم

غزة – الوكالات

أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون المفقودين، الدكتور علاء الدين العكلوك، أن قطاع غزة تحوّل إلى أكبر تجمع للمقابر الجماعية في العالم، نتيجة ما وصفها بـ“جرائم الإبادة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب المستمرة”.

وقال العكلوك في حوار مع الجزيرة نت إن أكثر من 10 آلاف شهيد لا يزالون مفقودين، غالبيتهم مدفونون تحت أنقاض المنازل والمباني التي دُمرت فوق رؤوس ساكنيها، في ظل تعذّر الوصول إليهم بسبب نقص المعدات الثقيلة واستمرار القيود العسكرية.

وأشار إلى أن نحو 50 فردًا من عائلته لا يزالون تحت الركام، قائلاً إن المنازل المدمرة تحولت إلى “مقابر جماعية من الركام”، منتقدًا ما اعتبره ازدواجية المعايير الدولية بين تكثيف الجهود لانتشال جثامين الأسرى الإسرائيليين، مقابل “التجاهل التام لآلاف الجثامين الفلسطينية”.

ودعا العكلوك المجتمع الدولي إلى الضغط لفتح المعابر، وإدخال فرق متخصصة ومعدات ثقيلة لرفع الأنقاض، وانتشال الجثامين، وتحديد هويات الشهداء، إضافة إلى إلزام الاحتلال بالكشف عن أعداد وأسماء المحتجزين في سجونه.

وأوضح أن لجنة المفقودين، التي تشكّلت من عائلات الضحايا، وحقوقيين، ومؤسسات رسمية، ووجهاء عشائر، تعمل على توثيق أسماء الشهداء وحكاياتهم، وإطلاق منصات رقمية لمنع طمس قصصهم، مؤكدًا أن “الضحايا ليسوا أرقامًا، بل حيوات سُلبت وعائلات مُحيت من السجل المدني”.

وصنّفت اللجنة المفقودين إلى ثلاث فئات:

شهداء تحت الركام وتعذر انتشالهم،

شهداء في مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي ويُمنع الوصول إليها،

مفقودون مجهولو المصير بين الشهادة أو الاعتقال.

وشدد العكلوك على أن الملف يحمل أبعادًا إنسانية وقانونية واجتماعية، داعيًا إلى تشكيل هيئة فلسطينية رسمية لمتابعته، وإعداد ملف قانوني لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية، محذرًا من أن بقاء هذا الملف دون حل “سيُحدث تداعيات اجتماعية وقانونية جسيمة، تتعلق بالمواريث والحقوق الأسرية واستقرار المجتمع”.

وختم حديثه بالتأكيد على أن غزة اليوم “ليست فقط مدينة مدمرة، بل أرض مثقلة بآلاف الضحايا الذين ينتظرون كرامة الدفن وحق معرفة المصير”.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة