مدريد – العُمانية
في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى مملكة إسبانيا الصديقة، زار جلالتُه اليوم قاعةَ مجلس مدينة مدريد.
ولدى وصول جلالتِه- أيّدهُ اللهُ- حفَّ بالموكب مجموعةٌ من فرسان الخيالة الملكية، وكان في استقبال جلالتِه سعادةُ إنماكولادا سانز أوتيرو نائبةُ عمدةِ مدينة مدريد. وقد تفقَّد جلالتُه حرسَ الشرف الذي اصطف ترحيبًا بقدومه، وسط عزف مقطوعاتٍ موسيقيةٍ تعبّر عن حفاوة الاستقبال.
بعد ذلك، صافح جلالتُه - أبقاهُ اللهُ- عددًا من كبار أعضاء مجلس المدينة، فيما صافحت نائبةُ عمدةِ مدريد أعضاءَ الوفد الرسميّ العُمانيّ المرافق لجلالتِه، ثم تفضّل جلالتُه بالتوقيع في سجلّ كبار الزوّار.
ثم اصطحبت نائبة عمدة المدينة جلالةَ السُّلطان إلى قاعة المجلس، حيث ألقت كلمةً ترحيبيّةً عبّرت فيها عن تقديرها لهذه الزيارة الكريمة، وتطلُّعِ بلادها لتعزيز التّعاون والشّراكة مع سلطنة عُمان.
بعدها قامت نائبة عمدة مدريد بتسليم مفتاح مدينة مدريد لعاهل البلاد المُفدّى، كرمزٍ وتعبيرٍ عن الاحترام والتّقدير لجلالةِ السُّلطان، واحتفاءً بزيارة جلالتِه المُقدّرة.
بعدها تفضّل جلالتُه- أيّدهُ اللهُ- بالتوقيع في سجلّ كبار الزّوار، كما تمّ منح جلالةِ السُّلطان المعظم ميداليّتيْن تذكاريّتيْن من رئيسي المجلسين، نُحت عليهما اسمُ جلالتِه - أعزّهُ اللهُ- تقديرًا وحفاوةً بهذه الزيارة السّامية الكريمة. بعد ذلك، اصطحب رئيسا المجلسين جلالةَ السُّلطان المعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى المنصّة الرئيسة في القاعة الكبرى بمبنى مجلس الشيوخ، حيث ألقى رئيس مجلس الشيوخ كلمةً ترحيبيّةً بهذه المناسبة، أعرب فيها عن ترحيبه البالغ بزيارة جلالتِه الكريمة، مشيدًا بالعلاقات التاريخيّة المُتجذّرة بين البلديْن، وحرصِ القيادتيْن على تنميتها بما يحقّق المصالح الثنائية على كافّة الأصعدة.
بعدها ألقى جلالةُ السُّلطان المعظم كلمة، جاء فيها: "إنّنا نشعرُ بغبطةٍ عظيمةٍ أن تُتاح لنا هذه السانحةُ لمخاطبة مجلسكم الموقّر بقِسميْه مجلس الشيوخ ومجلس النواب اللذين يمثّلان الشعب الإسباني الصّديق الذي نُكنّ له احترامًا كبيرًا وتقديرًا لمواقفه المُشرّفة من القضايا العديدة التي يُعاني منها العالم ونحفظ له صداقةً تاريخيّةً قائمةً على الاحترام المُتبادل والتّعاون المُثمر، تلك الصداقةُ التي أثبتت الأيامُ رسوخَها فزادتْها ثباتًا؛ مما أهّلها لمزيد من التّقدم".
وأضاف جلالتُه: "فمُذ حللنا بأرضكم الطيبة وجدنا من الشعب الإسباني كلّ ترحيب، فذاك ليس بغريبٍ عليه، فقد تفاعل ومازال يتفاعل مع جميع الحضارات بروح فذّة تجلّت في العلوم والفنون والشواهد الأثرية التي حافظ عليها واعتبرها من أهمّ إنجازات التّلاقي التّاريخي والحضاري، فجعل منها إرثًا ثقافيًّا ومعالم تاريخيّة يزورها ملايين السّياح".
وتابع جلالتُه: "كما تكشف زيارتُنا هذه أيضًا عن متانة العلاقة التي تربطنا شخصيًّا بجلالة ملك إسبانيا، وتُظهر متانة العلاقة التي تربط الشعب العُماني بالشعب الإسباني، تلك العلاقات التي نتطلع بكل الحرص إلى دعمها وتقويتها لتشمل جميع النواحي السياسيّة والاقتصاديّة والتجاريّة والثقافيّة".
وقال جلالتُه: "إن المجالس في كل بلد بمختلف مُسمّياتها لها دورٌ محوريٌّ في تطوير العمل الوطني، فهي تمثّل حلقة الوصل بين الحكومة والمجتمع، وهي مرجعُ القوانين والتشريعات، وتعمل على تعزيز مبدأ المشاركة المُجتمعيّة في صنع القرار بما يحقّق التنمية المُتوازنة وترسيخ روح التّعاون بين المواطن ومؤسّسات الدّولة".
