الرؤية- أحمد السلماني

أكد ريال مدريد هيبته في ليلة الكلاسيكو التاريخية، بعدما انتزع فوزًا ثمينًا من غريمه التقليدي برشلونة بنتيجة (2-1)، في المباراة التي جمعت الفريقين مساء الأحد على أرضية ملعب “سانتياجو برنابيو” ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم “الليجا”، ليبتعد الميرنجي بصدارة الترتيب ويؤكد أنه المرشح الأبرز للقب هذا الموسم.

بدأ اللقاء بإثارة كبيرة من الجانبين، وسط حضور جماهيري ضخم تجاوز 80 ألف متفرج، حيث حاول برشلونة فرض سيطرته بالاستحواذ، في حين اعتمد ريال مدريد على الضغط العالي والانطلاقات السريعة لمبابي وفينيسيوس، وهو ما أربك دفاعات برشلونة منذ الدقائق الأولى.

في الدقيقة 13، ألغى الحكم هدفًا لريال مدريد أحرزه كيليان مبابي بعد العودة لتقنية الفيديو بداعي التسلل، في قرار أثار الجدل، لكن المهاجم الفرنسي لم ينتظر طويلًا ليثبت حضوره، إذ تمكن في الدقيقة 23 من فك شفرة الدفاع الكتالوني بانفراد رائع أنهاه بتسديدة متقنة في شباك الحارس تشيزني، معلنًا عن أول أهداف المباراة وسط فرحة عارمة في مدرجات البرنابيو.

ورغم تقدم الريال، لم يستسلم برشلونة، فاستعاد توازنه تدريجيًا عبر تحركات فيرمين لوبيز ولامين يامال من الأطراف، ليترجم لوبيز هذا الضغط بهدف التعادل في الدقيقة 38 بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، سكنت الزاوية اليسرى للحارس كورتوا.

إلا أن الرد الملكي جاء سريعًا، فبعد أربع دقائق فقط أعاد جود بيلينجهام التقدم للميرنجي بعد تمريرة ذكية من كامافينجا، سددها النجم الإنجليزي بقوة داخل الشباك، مؤكّدًا مرة أخرى قيمته الكبيرة في صفوف الفريق.

في الشوط الثاني، واصل ريال مدريد ضغطه وأتيحت له فرصة تعزيز النتيجة حين احتسب الحكم ركلة جزاء بعد عرقلة فينيسيوس، لكن مبابي أهدرها في الدقيقة 54 بعدما تصدى لها تشيزني ببراعة لافتة، وكان لتألق الحارس تشيزني دور في عدم خروج فريقه خاسرًا بنتيجة كبيرة.

حاول برشلونة العودة في الدقائق الأخيرة إلا أن صلابة فالفيردي وتشواميني في منتصف الميدان منعت مرور الكرة إلى الخط الأمامي، لتزداد معاناة الضيوف بعد طرد بيدري في الدقيقة 90+9 عقب حصوله على البطاقة الصفراء الثانية.

أظهر لاعبو ريال مدريد روحًا قتالية وتنظيمًا دفاعيًا مميزًا، خصوصًا في التعامل مع تحركات لامين يامال الذي واجه رقابة لصيقة من كاريراس وميليتاو، فيما كان فالفيردي أحد أبرز نجوم اللقاء بحيويته وجهده الكبير في افتكاك الكرات وقيادة التحولات السريعة، إلى جانب تألق واضح لمبابي الذي شكل خطورة مستمرة على دفاع برشلونة.

بهذا الانتصار، يواصل ريال مدريد انفراده بصدارة جدول الترتيب برصيد 27 نقطة، محققًا فوزه التاسع هذا الموسم مقابل خسارة واحدة، بينما تجمد رصيد برشلونة عند 22 نقطة في المركز الثاني، بفارق خمس نقاط عن غريمه اللدود.

ليلة برنابيو هذه أعادت للأذهان ذكريات مواجهات الكلاسيكو القديمة؛ حيث المتعة والإثارة والندية حتى الثواني الأخيرة، لكنَّ الحسم كان هذه المرة مدريديًا خالصًا، بتوقيع مبابي وبيلينجهام، وتحت أنظار جمهورٍ يعشق الملكي بجنون.