مسقط- الرؤية
انطلقت صباح أمس الثلاثاء أعمال الملتقى الخليجي للابتكار المالي لطلبة التعليم العام للصفوف (10- 12)، الذي ينظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان ممثلة بمشروع غرس مبادئ الثقافة المالية لدى طلبة المدارس "خزنة"، تحت شعار "الابتكار المالي.. استثمار في المستقبل"، وذلك تحت رعاية سعادة ماجد بن سعيد البحري وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية، وحضور سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم، والأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الرويس المشرف على إدارة البرامج بمكتب التربية العربي لدول الخليج؛ بمشاركة عدد من التربويين والطلبة المبدعين في مجال الابتكار المالي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب بيوت الخبرة التقنية والمالية؛ بهدف تبادل الأفكار ونقل المعرفة المتخصصة.
وتضمن برنامج حفل افتتاح الملتقى كلمة مكتب التربية العربي لدول الخليج، التي ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الرويس المشرف على إدارة البرامج بالمكتب، وقال فيها: يأتي هذا الملتقى ليكون منصة رائدة وجامعة للدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج لتفعيل العمل الجماعي وتبادل الخبرات والتجارب لدراسة واقع حال الابتكار المالي في التعليم العام في دولنا عن طريق الاطلاع على المنجزات الإبداعية لطلابنا لتشجيعهم وتطوير إمكاناتهم، ومناقشة التجارب الدولية الناجحة في صناعة الابتكار المالي، والخلوص إلى مخرجاتٍ تجعل بيئاتنا التعليمية بيئاتٍ تمكينيةٍ للابتكار المالي ونشر الثقافة المالية، والمأمول هو أن تسهم مخرجات هذا الملتقى في تحقيق زيادة فرص التواصل والتفاعل بين الخبراء والطلاب في مجال الابتكار المالي، وزيادة الوعي المالي والاقتصادي للطلبة مع تنمية مواهبهم المالية، وتنمية روح المبادرة والطموح لدى الطلاب أصحاب الأفكار المبتكرة، وتعريف الطلاب بأدوات ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع الصغيرة، وتعزيز ثقافة الاستقلال المالي، والادخار، والتخطيط المالي، والاستهلاك الرشيد؛ إضافة إلى الإفادة من التجارب الملهمة في تطبيق الابتكار المالي في البيئات التعليمية لتطبيقها في مدارسنا.
واقع الابتكار المالي
وقال الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الرويس: تتضمن المحاور العامة للملتقى مناقشة واقع برامج الابتكار المالي في بيئات التعليم العام، واكتشاف ورعاية موهوبي الابتكار المالي في سن مبكرة، وتطوير الابتكار المالي للطلاب عبر التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتحفيز الإبداع الطلابي في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، بالإضافة إلى طرح نماذج طلابية مبدعة في مجالات الابتكار المالي، والشراكات المؤسسية؛ لدعم تعليم الابتكار المالي في المدارس، والتقنيات المالية (FinTech) وكيفية تضمينها في التعليم المدرسي، والثقافة المالية الطلابية كونها ركيزة للتمكين الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.
مبادئ الثقافة المالية
وألقت بعدها الدكتورة هيفاء بنت أحمد المعمرية مديرة مشروع غرس مبادئ الثقافة المالية لدى طلبة المدارس "خزنة"، وقالت إن هذا الملتقى ينعقد في إطار حرص مكتب التربية العربي لدول الخليج على تنمية مهارات الطلبة، وتعزيز وعيهم المالي؛ بما يواكب تطلعات دولنا نحو بناء أجيالٍ واعيةٍ ماليًا، وتمكينهم من التفكير في الحلول الإبداعية، والمبتكرة للتحديات المستقبلية؛ تجسيدًا لرؤيةٍ طموحة تهدف إلى ترسيخ ثقافة الابتكار وتعزيز مهاراته، كذلك يُجسّد هذا اللقاء ثمرة التعاون البنّاء بين المؤسسات التعليمية في دول الخليج العربي، ويعكس الإيمان العميق بأن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان، وفي طاقاته وإبداعاته؛ ليكون شريكًا فاعلًا في مسيرة التنمية المستدامة، قادر على قيادة مسيرة التطوير المالي، ورسم ملامح المستقبل الاقتصادي لدولنا الخليجية بروحٍ من التعاون والتكامل.
وشهد اليوم الأول من الملتقى عقد جلسة حوارية بعنوان: "واقع الابتكار المالي في بيئات التعليم العام بالدول الأعضاء بالمكتب.. الواقع والمأمول والتحديات"، التي قدمها كل من: الدكتورة ليلى السليم، والأستاذ الدكتور خالد المعشم والدكتورة ليلى الغامدية، ناقشت الجلسة مجموعة من القضايا ومنها: واقع البيئات التعليمية كونها بيئات تمكينية لتعليم وممارسة الابتكار المالي، وعرض تجارب دولية وخليجية ناجحة في تعليم وتعزيز الابتكار المالي، وكيفية اختيار وتفعيل المناهج الإثرائية والأنشطة غير الصفية للتعليم المالي في البيئات التعليمية، والتحديات أمام نشر الوعي المالي والابتكار المالي: الاحتياجات التنظيمية والبشرية والبيئية. إلى جانب ورشة عمل نقاشية عن: "كيف أصنع فكرة مشروع مبتكر ماليًا؟"، قدّمها الدكتور مراد عوض.
قصص نجاح
وتضمنت فعاليات الملتقى عرضًا لقصص نجاح المشاريع الريادية الوطنية الفائزة، كان أولها شركة وارف الطلابية بجامعة السلطان قابوس، ويُعدّ إلياس بن إبراهيم الصالحي، مدير العمليات للشركة، نموذجًا ملهمًا للشباب الطموح؛ حيث كانت بدايته في عالم ريادة الأعمال من خلال العمل على تأسيس الشركة بهدف تمكين الطلبة من خوض تجربة عملية في بيئة أعمال واقعية، وتحمّل مسؤوليات الإدارة والتطوير.
وتحدثت شذى بنت عبد الله الجابرية شريك ومؤسس "ميشان" عن تجربتها، وقالت: انطلقت قصة نجاح المشروع في عام 2011؛ كونها مبادرة منزلية متخصصة في التمور العُمانية، استطاعت أن تحقق إنجازًا نوعيًا بحصولها على الملكية الفكرية لأول مشروع من نوعه في سلطنة عمان ودول الخليج، ومع التوسع في الرؤية، شهد عام 2015م افتتاح أول كافيه عُماني مسجّل بعلامة تجارية رسمية، تلاه في عام 2017م تأسيس خط البوفيهات لتلبية الطلب المتزايد وتوسيع نطاق الخدمات، وفي عام 2020م افتُتح فرع نزوى؛ ليعكس مرحلة جديدة من الانتشار، وصولًا إلى عام 2023م، الذي شهد تشغيل منتجع دامسك في الجبل الأخضر، في خطوة تعزز حضور المشروع ضمن قطاعي الضيافة والسياحة العُمانية، وتؤكد قدرته على التطور المستمر والابتكار في مجالاته المختلفة.
تحدي الريادة والابتكار المالي
وتضمن الملتقى كذلك مسابقة تحدي الريادة والابتكار المالي واستعرض الإطار التنظيمي لها، وتُعد المسابقة منصة طلابية تهدف إلى تنمية الوعي المالي وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين الطلبة، من خلال تشجيعهم على ابتكار حلول وأفكار مالية إبداعية تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، وتوفر بيئة محفزة للتفكير النقدي والعمل الجماعي، وتُكسب الطلبة مهارات التخطيط المالي، والإدارة، واتخاذ القرار، وتتيح لهم عرض مشاريعهم أمام مختصين وخبراء لدعم أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية.
واختُتم اليوم الأول بمحاضرة إثرائية بعنوان: "الذكاء الاصطناعي والابتكار المالي"، ناقشت استخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية الثقافة المالية، وأدوار الذكاء الاصطناعي في تطوير التعاملات المالية، وأدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الابتكار المالي، ونماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتٍ مالية.