إبراء- وليد الحسني
نظمت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان وبالتعاون مع جمعية الأطفال أولًا، الإثنين، البرنامج التوعوي "قيم وانتماء" في ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية؛ وذلك برعاية سعادة الشيخ سعود بن محمد الهنائي والي المضيبي، وبحضور ممثلي الجهات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وأولياء الأمور.
وأكد سعادة الشيخ والي المضيبي أهمية ترسيخ المبادئ والقيم الوطنية في نفوس النشء، وتعزيز الوعي بحقوق الطفل، مشيرًا إلى أن الأطفال هم مستقبل الوطن، وأن الاهتمام بهم وحمايتهم مسؤولية تقع على عاتق الجميع.
ولفت إلى أن مشاركة مكتب والي المضيبي في رعاية هذا البرنامج وبالشراكة من مدينة المضيبي الصحية يأتي منسجمًا مع الإيمان بأهمية الجهود الرامية لنشر التوعية بحقوق الطفل، استنادًا إلى المواثيق الوطنية والدولية، وتحصينهم من كل أشكال الإساءة والعنف، بالإضافة إلى غرس مفاهيم المواطنة وتعزيز الهُوية والانتماء، وتثقيف الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بأساليب الوقاية من التنمّر، وبناء بيئة مدرسية آمنة يسودها الاحترام والتسامح، هذا إلى جانب الشراكة مع باقي ولايات محافظة شمال الشرقية في تفعيل دور لجنة الهوية الوطنية والقيم العمانية بالمحافظة.
من جانبه، قال الدكتور يحيى بن محمد الهنائي رئيس فريق البرنامج التوعوي "قيم وانتماء" إن هذا البرنامج الوطني يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني والمواطنة الصالحة لدى النشء، وتعريف الأطفال بحقوقهم وواجباتهم، وفقًا لما نصّت عليه التشريعات الوطنية، وعلى رأسها قانون الطفل، إضافة إلى المواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل، مبينا: "جاءت أهداف هذا البرنامج منسجمة مع الأدوار المنوطة بكل من اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، وكذلك جمعية الأطفال أولًا، وإن مسؤولية بناء جيلٍ واعٍ بحقوقه وملتزم بواجباته، لا تقع على جهة بعينها، بل هي مسؤولية تكاملية تتقاسمها الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الرسمية، والمجتمع المدني، بل كل فرد من أفراد هذا المجتمع.
وتضمن البرنامج التوعوي عرض مادة مرئية بعنوان "قيم وانتماء"؛ سلطت الضوء على أهمية ترسيخ المبادئ الأخلاقية والوطنية لدى الأطفال منذ الصغر، كما جرى استعراض مشاهد عن كيفية تعزيز روح التعاون والانتماء للوطن عبر مواقف يومية يعيشها الأطفال داخل المدارس وفي منازلهم.
وتناولت المادة المرئية الثانية مشكلة التنمر، من خلال توضيح أشكال التنمر اللفظي والجسدي والنفسي، وتأثيره السلبي على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية والتعليمية. وتقديم حلول لكيفية مواجهة التنمر في البيئة المدرسية وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح بين الطلاب، وجرى التأكيد على دور الأهل والمعلمين في التصدي لهذه الظاهرة من خلال أساليب التربية الإيجابية ودعم الأطفال المتضررين.
وتضمن البرنامج كذلك تقديم عدد من أوراق العمل، حيث قدم عبد العزيز بن علي السعدي مدير دائرة الشؤون القانونية باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، ورقة عمل بعنوان "جهود اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان لتعزيز وحماية حقوق الطفل"، وقدمت الدكتورة أمينة بنت راشد الراسبية نائبة رئيس فريق المواطنة المجتمعية بجمعية الأطفال أولا، ورقة عمل بعنوان "إنجازات جمعية الأطفال أولا لعام 2024- 2025"، وقدمت شذى بنت عبد المجيد الزدجالية مديرة دائرة المنظمات الدولية ورقة بعنوان "حماية الطفل من الإهمال والتنمر".
واختتم البرنامج بعرض مادة فلمية عن المواطنة وأهمية تعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، حيث ركز على مفاهيم مثل المسؤولية الاجتماعية، وحب الوطن، واحترام القوانين، والمشاركة المجتمعية، وأهمية الانتماء إلى المجتمع والعمل من أجل تطويره.
يشار إلى أن البرنامج يهدف إلى نشر التوعية حول حقوق الطفل وفقًا للمواثيق والتشريعات الوطنية والدولية، ورفع مستوى الوعي بأهمية حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والعنف، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، وتنمية حس المسؤولية لديهم تجاه وطنهم، وتوعية الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بسبل الوقاية من التنمر بجميع أشكاله، وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام المتبادل في البيئة المدرسية والاجتماعية.