افتتاح تاريخي للموسم الجديد بـ"الأوبرا السلطانية".. والعرض العالمي "سندباد.. البحّار العماني" يأسر قلوب الجمهور

...
...
...
...
...
...

 

 

مسقط- الرؤية

افتتحت دار الأوبرا السلطانية مسقط موسمها الجديد (2025-2026) بتقديم العرض العالمي الأوّل لعمل "سندباد: البحّار العُماني"، وهو إنتاج أوبرالي كبير أسر الجمهور ببعده الفنّي الرؤيوي، ومادّته الثقافية الراسخة في ثنايا الروح، وسرده القصصي الجريء.

وقدّمت دار الأوبرا السلطانيّة مسقط العرض الكبير أمام جمهور غفير يومي الجمعة والأحد الموافقين 3 و5 أكتوبر الجاري، محققةً بذلك إنجازًا تاريخيًا للأوبرا العربية.

وعبر فصلين تابع الجمهور حكاية العرض المشوّقة التي تبدأ في ميناء يعجّ بالحركة، حيث يعود البحّارة بعد سنوات طويلة أمضوها في عرض البحر، فتعلو الأهازيج وتنتشر البهجة مع استقبال الأهالي لأحبتهم، وبينهم يظهر السندباد منتصرًا، وهو يشدو بأغنية عن الحب والانتماء؛ ولكن سرعان ما ينقطع احتفاله حين يستدعيه مندوب صارم من القصر على وجه السرعة، فيخيّم الحزن في قصر الحاكم، إذ لا يزال الحاكم ينوح على اختفاء ابنته الصغرى الأميرة سرّ الحياة الغامض.

ويستغل الوزير الماكر سمعان الموقف، ويقترح بخبث إرسال السندباد للبحث عنها، ورغم تردّده يوافق الحاكم مدركاً أن السندباد مخطوب لابنته الكبرى (فيروز) ويلتقي السندباد (فيروز) سرا، ويتبادلان وعود الحب في لحظة رومانسية خفية، إلا أن سعادتهما لا تدوم، إذ يستشيط الحاكم المستاء غضباً من فرحتهما وسط المأساة، ويصدر قراراً بألّا يتزوج السندباد فيروز إلا إذا عاد بالأميرة المفقودة وإلّا فسينفى بعيدا عن وطنه، وفي الوقت نفسه، يتواطأ (سمعان) الخائن مع ساحرة منفية فيحيكان مؤامرة للقضاء على السندباد الذي يصحو على جزيرة مهجورة، بعد غرق السفينة ليجد طاقمه ضائعا بين الموت والفقدان، بينما غابت فيروز عن الأنظار.

وفي غمرة اليأس، يلتقي السندباد ببعض البحّارة الناجين الذين يروون له عن أهوال الوحوش المرعبة والجزيرة الملعونة. بينما تهاجمهم كائنات مخيفة، ينقذهم قرصان غامض يستخدم ناياً سحريًا لطرد الشر والأشرار، ويروي القرصان أن لعنة الساحرة كبّلته طويلا، ثم يطلب من السندباد أن يكون حليفه في مواجهة قوّتها الغاشمة. ويستعيد السندباد عزيمته، ويجمع رجاله استعدادًا للمواجهة، وفي كهف الساحرة، تظهر فيروز سجينة لدى الوزير سمعان الذي خان والدها، وسلّمها للساحرة طمعًا في السلطة ويعقد سمعان اتفاقًا مع الساحرة، غارقين في متعة الشر الذي يجمعهما.

وبينما ينطلق السندباد والقرصان ورجالهما إلى معركة حاسمة، وبفضل قوة الناي، يتهاوى سحر الساحرة ويقضى عليها، بينما يثور سمعان غاضبًا، إلا أنه يُهزم في النهاية، وتتحرّر فيروز ويكتشف الثلاثة عطر الحياة وهو العلاج الأسطوري الذي سينقذ أخت فيروز الصغرى، ويعودون جميعاً إلى الوطن، ليبزغ الأمل مع إطلالة الأميرة الصغيرة على متن السفينة، وتغمر الفرحة الجميع.

وقد انبهر الجمهور بسحر موسيقى المايسترو هشام جبر الملحمية والملهمة في آن واحد، بدءًا من صوت مزمار القربة الآسر الذي تردّد صداه في أرجاء القاعة المظلمة، وصولًا إلى نغمات كريشندو حماسية حملت سندباد عبر المحيطات. وقد أبدعت أوركسترا الإذاعة السيمفونية المجرية في عزف نسيج جبر الموسيقي، وأحيته فرقة موسيقية عربية بالكامل بالمشاركة مع فنانين عُمانيين تقليديين، في اندماجٍ ساحرٍ وكبير.

وسيُعرض "سندباد: البحار العُماني"، من إخراج تشابا كايل، بالتعاون مع قصر الفنون في ودابست، على المسرح الدولي في المجر في أبريل 2026، مُواصلًا مسيرته كمنارةٍ للإبداع العربي والابتكار الأوبرالي.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة