وسط سيل الشجب والإدانة الصادر من الدول والمؤسسات الدولية ضد الممارسات الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل تجاه الفلسطينيين في غزة، وإطباق الحصار عليهم وتجويعهم لإجبارهم على التنازل عن أرضهم، يأتي الحراك الشعبي العالمي المتمثل في "أسطول الصمود" ليمنحنا بارقة أمل بأن الإنسانية لا يزال لها مكان في نفوس الكثيرين من داعمي حقوق الشعب الفلسطيني ورافضي الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
صحيح أنَّ الجميع يتوقع أن جيش الاحتلال سيعترض الأسطول وربما يعتقل أبرز الناشطين فيه، وهو بالفعل قام بالعديد من الإجراءات التي تمثل تهديدا لحياة المشاركين، لكن على الرغم من ذلك يظل أي حراك دولي رسمياً كان أو شعبياً هو حراك ضد الظلم والعربدة الإسرائيلية وخطوة تعزز العزلة الإسرائيلية، وجعل الاحتلال كيانا منبوذا وسط العالم.
واللافت في هذا الحراك، أنَّه يضم العشرات من النشطاء من أكثر من 40 دولة جميعهم توحدوا وتجمعوا حول مبدأ واحد، وهو مبدأ الإنسانية الذي غاب عن الكثير من الحكومات، إلا أنَّ الشعوب تعلي من قيم الإنسانية والعدالة بمثل هذه الخطوات الجريئة والشجاعة.
إنَّ هذا الأسطول سواء نجح في الوصول إلى غزة وكسر الحصار عنها، أو منعته إسرائيل من الوصول، سيظل صوتًا للضمير الحي سيتبعه الكثير من الخطوات الشعبية الأخرى التي تفضح جرائم الاحتلال الذي يكرس جهوده لطمس الهوية الفلسطينية وتحدي القوانين الدولية والمواثيق العالمية.