انعقاد مؤتمر "ميرا" للمرة الأولى في سلطنة عُمان

نقاشات واسعة حول فرص وتحديات الأسواق الخليجية باليوم الأول من "المؤتمر السنوي لجمعية علاقات المستثمرين"

 

◄ تسليط الضوء على استراتيجيات "عُمان 2040" في التنويع الاقتصادي

الرؤية- سارة العبرية

رعى معالي أحمد بن جعفر بن سالم المسلمي مُحافظ البنك المركزي العُماني، الأربعاء، انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا 2025)، والذي يُقام يومي 24 و25 سبتمبر 2025 في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بالشراكة مع جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا).

ويُعدّ هذا المؤتمر منصة إقليمية رائدة تجمع نخبة من الخبراء والمختصين وممثلي أسواق المال والشركات المدرجة والشركات الاستثمارية والجهات التنظيمية، لتبادل الرؤى واستعراض الفرص بما يُسهم في رسم ملامح مستقبل علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط وتعزيز مكانتها كإحدى الركائز الأساسية لأسواق المال الحديثة.

وشهد المؤتمر مشاركة واسعة لأكثر من 900 مشارك، بينهم ما يزيد عن 150 مستثمرًا مؤسسيًا و130 جهة إصدار، إلى جانب صناع السياسات وممثلي الهيئات التنظيمية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، مما يعكس مكانته كأبرز حدث سنوي يجمع قادة المال والأعمال لمناقشة أحدث التطورات وأفضل الممارسات في مجال علاقات المستثمرين.

ويأتي تنظيم المؤتمر ليجسّد التزام بورصة مسقط بدعم رؤية جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا) الرامية إلى ترسيخ الشفافية والحوكمة كدعائم أساسية لتمكين المُصدرين والمستثمرين، وتعزيز الحوار والتواصل البنّاء بين الأسواق والجهات التنظيمية وأصحاب المصلحة، إلى جانب ترسيخ أفضل الممارسات في علاقات المستثمرين بما يسهم في بناء بيئة استثمارية مستدامة وقادرة على مواكبة التطورات العالمية.

وقال هيثم بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط، إن محاور المؤتمر ركزت على الربط بين الأسواق بشكل عام وأعمال علاقات المستثمرين والإفصاحات والحوكمة الثلاثية والتغيرات الجديدة والتقنيات التي تستخدم في مجال علاقات المستثمرين.

وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن بورصة مسقط كانت حاضرة في أول جلسة وكانت مع رؤساء بورصات الخليج، وجرى مناقشة التغيرات الحاصلة في الفترة الماضية والتطلعات المستقبلية للبورصة، كما إن هناك ورشة عمل خاصة للتحدث عن السياسات والتوزيعات والأرباح للشركات المساهمة العامة.

من جانبه، قال عبد الله سالم النعيمي الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، إن مؤتمر "ميرا" يعقد سنويًا في الأسواق العربية والهدف الأساسي منه هو علاقات المستثمرين باعتباره مهماً للشركات المدرجة والمساهمة لإعطاء الرؤية لعمل هذه الشركات واتصالها المُباشر مع مستثمريها أو المستثمرين الجدد، مبينا: "بفضل التعاون مع الأسواق الخليجية حاولنا نضيف بعد آخر مع جمعية علاقات المستثمرين في كيفية الاتصال مع المستثمر القائم كشركة مساهمة عامة والقدرة الوصول إلى المستثمر الجديد".

وشهد اليوم الأول للمؤتمر انعقاد عدد من الكلمات الرئيسية وجلسات نقاشية موسّعة تناولت مستقبل الأسواق المالية وعلاقات المستثمرين في المنطقة؛ حيث استضافت الجلسة الأولى كلاً من هيثم بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط، والشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة الرئيس التنفيذي لبورصة البحرين، وعبد الله سالم النعيمي الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، حيث تناول النقاش أبرز الفرص والتحديات التي تواجه الأسواق الخليجية في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى دور التنظيم والتكامل الإقليمي في تعزيز جاذبية هذه الأسواق للاستثمارات العالمية.

كما سلّطت جلسة خاصة الضوء على رؤية عُمان 2040 واستراتيجيات التنويع الاقتصادي، ودور علاقات المستثمرين في إبراز الفرص الاستثمارية الواعدة، وذلك بمشاركة سعادة محمود بن عبدالله العويني أمين عام وزارة المالية في سلطنة عُمان. وركّزت جلسة أخرى على الاستدامة والحوكمة في أسواق المال، متناولة معايير ESG ومتطلبات الإفصاح البيئي وأفضل الممارسات العالمية لتعزيز الشفافية والمساءلة في الشركات المدرجة.

كما انعقدت مجموعة من ورش العمل المتخصصة في مجالات علاقات المستثمرين، حيث تناولت ورشة الإفصاح المناخي والتقارير المستدامة أحدث المتطلبات التنظيمية العالمية في هذا المجال، فيما ركّزت ورشة استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على التوازن بين الخبرة البشرية والتقنيات الحديثة في إعداد التقارير والتواصل مع المستثمرين، بينما قدّمت ورشة إدارة الأزمات أساليب عملية للتعامل مع المواقف الحرجة والحفاظ على ثقة المستثمرين خلال التحديات المالية أو المتعلقة بالسمعة المؤسسية.

ويستكمل المؤتمر أعماله في اليوم الثاني بجلسات نقاشية تبحث في دور علاقات المستثمرين في تعزيز ثقة صناديق الثروة السيادية وتسليط الضوء على متطلبات هذه الصناديق لجذب الاستثمارات طويلة الأجل، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز الحوكمة المؤسسية واستعراض أفضل الممارسات الدولية لرفع معايير الشفافية والمساءلة في أسواق المال، وكذلك دور علاقات المستثمرين في دعم السيولة ونمو الشركات المدرجة. كما يشهد اليوم الثاني ورش عمل إضافية تركّز على أهمية الأداء غير المالي للشركات في بناء الرسائل الاستثمارية المقنعة، وتوظيف البيانات والتكنولوجيا في استهداف المستثمرين المحتملين، بالإضافة إلى فرص الإدراج في الأسواق العالمية وتوسيع قاعدة المستثمرين الدوليين.

ويؤكد انعقاد مؤتمر "ميرا 2025" في سلطنة عُمان للمرة الأولى على الثقة الدولية بدور السلطنة الريادي في تطوير أسواق المال بالمنطقة، ويعكس التنامي المستمر لأهمية علاقات المستثمرين في بناء أسواق مالية أكثر شفافية واستدامة. كما يمثّل هذا المؤتمر التزام جميع الأطراف بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة تدعم النمو الاقتصادي المستدام في الشرق الأوسط.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة