خليفة الحسني
الموروثات العُمانية الخالدة كنز دفين، لها شأن عظيم في هذا المجتمع المُترابط، لما ساهمت بدور جلي في التعريف بالماضي ومستقبل وهوية هذا الوطن الإنسانية، ومما تركه أجدادنا، وهي مخلدة وباقية بإذن الله تعالى. فهذا الوطن المعطاء، الذي له سمات تميّزه بالكثير من الموروثات والتراث والأصالة، التي تحكي عن عراقة وتقدم هذا الشعب الكريم منذ آلاف السنين، وكل زاوية بكل ولاية من هذا الوطن الغالي تحتضن الكثير
وهذه العادات والموروثات الأصيلة الخالدة، ما هي إلا نهج سنظل باقين عليه ننقله لأبنائنا، لأنه الإرث الخالد.
ورغم الطفرة التطويرية وبعض السلوكيات المرفوضة بمجمل مناحي الحياة، من تطور لا يمتّ لموروثاتنا بصلة، وبعض الأفكار الدخيلة التي تسوقها بعض المجتمعات، إلا أن عاداتنا وتقاليدنا باقية مخلدة، وواجب علينا جميعًا المحافظة عليها والالتزام بمبادئها. وقد يكون بعض الناس، وخاصة الشباب، الذين تروي لهم كينوناتهم وقناعاتهم نحو هذا التغير المصطنع، الذي أتى ربما من التقليد الأعمى، ومن عدم إدراك عواقب هذه السلبيات والتقليد، وكذلك عدم تثمين ما خلفه الأجداد والآباء من هذه العادات والموروثات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، بهذا المجتمع العُماني الأصيل، الذي يُضرب بأهله المثل الأعلى من حيث المحافظة على هذه الموروثات والتقاليد والعادات والتعامل والكرم والتراحم، وتطبيق هذه المبادئ الرحيمة التي يسودها الاحترام والمودة والترابط الأسري.
لهذا تمسكنا بهذه المبادئ التي تميزنا بأخلاقنا الفاضلة، فهي سيرة خالدة، والمحافظة عليها هو واجب وطني.
ولقد وجب علينا أن نبتعد كل البعد عن التهويل والتقليد ومسبباته، فما هي إلا أفكار دخيلة هدامة لا تقبلها هذه التربة، وهي لن تنال من هيبة وتماسك هذا المجتمع العظيم بإذن الله تعالى، فإن موروثات هذا الوطن المختلفة ستبقى خالدة للأجيال القادمة.
اللهم احفظ لنا هذا الوطن الغالي عُمان، وكل مخلص لها، واحفظ لنا قائدنا المفدى جلالة السلطان هيثم المعظم، أعزه الله وأبقاه ووفقه، واغفر اللهم للسلطان قابوس، واجعل مثواه الجنة.
اللهم آمين.