مواطنون يشكون من "بداية متعثّرة" للعام الدراسي الجديد.. ومشاكل النقل والكتب والصيانة تُرهق الطلبة وأولياء الأمور

 

◄ السعيدي يشكو من عدم توفر حافلات بإحدى مدارس شمال الباطنة

◄ المحرزي: تأخر وصول الكتب المدرسية واستمرار صيانة المدارس من أبرز المشكلات هذا العام

◄ العموري: أعمال الصيانة تتسبب في تشتيت الطلبة وتؤثر على تركيزهم داخل الفصول

◄ الجهضمي: الحافلات لا تكفي لنقل جميع الطلبة ويحدث تكدس بداخلها

◄ المعشري: البيئة المدرسية يجب أن تكون مهيأة للمعلمين والطلاب

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

شكا عدد من المواطنين وأولياء الأمور من بعض المشكلات التي واجهتهم مع انطلاق العام الدراسي الجديد، مثل عدم توفر حافلات لنقل الطلبة للمدرسة وتأخر تسليم الكتب الدراسية، وتكدس الطلبة في وسائل النقل، واستمرار صيانة بعض المباني، مشددين على ضرورة توفير بيئة تعليمية مُناسبة للطلاب.

وقال بدر السعيدي من محافظة شمال الباطنة، إنَّ التحديات التي واجهت انطلاق العام الدراسي الجديد تمثلت في عدم توفير الحافلات المدرسية بمدرسة معاذة العدوية، متسائلًا: "أيُعقل أنه لا توجد حافلة مدرسية لنقل الطالبات من منطقة الصحمي للصفين التاسع والعاشر؟".

بدر السعيدي.jpeg
 

 

وأوضح أنَّ مديرة المدرسة وجهت رسالة اعتذار لأولياء الأمور بشأن التأخير في توفير الحافلة، لافتاً إلى أن المشكلة تتحمل مسؤوليتها المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، إذ كان من المفترض تجهيز الحافلات وتوفيرها قبل بداية العام الدراسي على الأقل بأسبوع، مؤكدا أن أولياء الأمور يواجهون صعوبات كبيرة في نقل أبنائهم، فبعضهم لا يمتلك سيارة خاصة، فيما يضطر آخرون للتوفيق بين عملهم الذي يبعد عن المنطقة ومتطلبات النقل اليومية.

تجهيز الحافلات

ودعا السعيدي إلى ضرورة تجهيز الحافلات وتوفيرها سنويًا قبل بدء الدراسة بوقت كافٍ، مع مراجعة العقود وتدقيقها من قبل المعنيين لتفادي تكرار هذه الإشكالية.

من جانبه، أشار مسلم بن سالم بن خميس المحرزي إلى أن مشكلة تأخر وصول الكتب المدرسية أو نقصها تتكرر كل عام، الأمر الذي يحرم الطالب من حقه التعليمي الكامل ويشكل ضغطًا على ولي الأمر في متابعة ما يدرسه أبناؤه ومحاولة تعويض دور المعلم في المنزل دون وجود الكتاب، مبيناً أنَّه يلمس بشكل مباشر أزمة الحافلات المدرسية، لكن يتلقى يوميًا طلبات كثيرة من أولياء الأمور لنقل أبنائهم -بحكم طبيعة عمله كسائق- بسبب غياب الحافلة المدرسية.

سالم المحرزي.jpeg
 

وأضاف المحرزي أن استمرار أعمال الصيانة في بعض المدارس مع بدء العام الدراسي له أثر واضح على التحصيل العلمي للطلبة، فضلًا عن ما يثيره من قلق لدى أولياء الأمور خصوصًا في مدارس البنات، لوجود عمال رجال من جنسيات مُختلفة داخل الحرم المدرسي أثناء الدوام.

التنفيذ المبكر للمشاريع

وبيّن المحرزي أن الحلول تكمن في إسناد المناقصات قبل نهاية العام الدراسي والبدء في التنفيذ خلال فترة الإجازة الصيفية، بحيث تنتهي الأعمال قبل بداية الدراسة، مشددا على ضرورة توفير الكتب المدرسية مسبقًا ووضعها على مقاعد الطلبة ليستلموها في أول يوم دراسي، إضافة إلى وضع خطة واضحة لتوزيع الحافلات قبل انطلاق العام الدراسي.

وذكر ناصر العموري أن تأخر وصول الكتب المدرسية قد يكون في أحيان كثيرة خارج إرادة إدارة المدرسة، نتيجة تأخر المطابع أو إجراء تعديلات على المناهج، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تأخر البدء الفعلي للعام الدراسي، مضيفا أن انتقال الطلبة من مدرسة إلى أخرى بسبب أعمال الصيانة أحدث حالة من عدم الاستقرار لدى الطلبة، وأدى إلى ارتباك سائقي الحافلات في بداية العام الدراسي، لكن هذه الإشكالية ربما تمت معالجتها لاحقًا بعد اتضاح الرؤية.

ناصر العموري.jpeg
 

وبيّن العموري أنه من الطبيعي أن تؤثر أعمال الصيانة على سير العام الدراسي منذ اليوم الأول، سواء على مستوى تركيز الطلبة أو استعداد المعلمين للبرامج الدراسية والخطط التعليمية، فضلًا عما يرتبط بها من متطلبات أساسية تتعلق بتوفير معايير الصحة والسلامة للطلبة، مؤكدا أن الحل يكمن في التخطيط السليم المبكر، مع إيجاد حلول بديلة لمواجهة الأزمات، إلى جانب الرقابة الفاعلة على المشاريع ووضع جدول زمني واضح يضمن انتهاء أعمال الصيانة قبل بدء العام الدراسي، بما يهيئ بيئة تعليمية مناسبة ومستقرة للطلاب.

ولفت عمر الجهضمي إلى أن مسألة تأخر تسليم الكتب المدرسية أصبحت أمرًا اعتاد عليه الطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية، حيث يتنوع النقص بين مواد ومراحل مختلفة، موضحًا أنَّ التأخير خلال الأسبوعين الأولين من العام الدراسي يُعد أمرًا مألوفًا بحكم عدم انتظام الجداول في البداية، إلا أنَّ استمرار التأخير لفترة أطول يجعل التحصيل الدراسي ومتابعة الدروس أمرًا صعبًا على الطلبة.

عمر الجهضمي.jpeg
 

وفيما يتعلق بالحافلات المدرسية، أوضح الجهضمي أن هناك تحسنًا ملموسًا في نوعية المركبات المستخدمة، إذ باتت أكثر حداثة وقبولًا من السابق، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة في جانب العدد، حيث لا تكفي الحافلات لنقل جميع الطلبة، مما يؤدي إلى استمرار ظاهرة التكدس وعدم توفر المقاعد الكافية وضعف التهوية، وذلك يفاقم من صعوبة السيطرة على الطلبة داخل الحافلات، خصوصًا أثناء المشادات التي تتكرر عند الانصراف اليومي.

تأخر الكُتب المدرسية

وأكد زعيم المعشري أنَّ تأخر الكتب المدرسية يُسبب تشويشًا للطالب ويؤثر على فهم الدروس بالشكل المطلوب، مشيرًا إلى أن تأخير تسليمها يضع المعلم تحت ضغط كبير لإنهاء المنهج في الموعد المحدد، مما ينعكس سلبًا على جودة العملية التعليمية. وأضاف المعشري أن أزمة الحافلات المدرسية تمثل أكبر التحديات التي تواجه أولياء الأمور، حيث إن بعض الحافلات كبيرة الحجم ولا تستطيع دخول بعض الأحياء، ما يضطر الطلبة إلى السير تحت أشعة الشمس لمسافات طويلة حتى يصلوا إلى نقطة مرور الحافلة.

وأوضح أن المشكلة تتفاقم بغياب أجهزة التكييف في بعض الحافلات، فضلًا عن وجود ازدواجية في استخدامها، إذ تخصَّص نفس الحافلة لنقل الطلبة صباحًا ونقل الطالبات مساءً، متسائلا: "سمعنا أنَّ الوزارة تعاونت مع شركة كروة لتجديد أسطول الحافلات خلال خمس سنوات، فأين هذا التعاون حتى اليوم؟".

وأشار المعشري إلى أن بيئة الدراسة يجب أن تكون مهيأة مثلما تُهيأ بيئة العمل للموظفين، متسائلًا عن سبب استمرار أعمال الترميم في بعض المدارس مع بداية العام الدراسي رغم وجود ثلاثة أشهر من الإجازة الصيفية التي كان من الممكن استغلالها لإنهاء هذه الأعمال.

ودعا في ختام حديثه إلى وضع خطط واستراتيجيات سنوية لمُتابعة المدارس، خصوصًا القديمة التي مرَّ على إنشائها أكثر من 20 عامًا، مؤكدًا أنَّ الطالب هو عماد المستقبل، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة له مسؤولية أساسية لا تحتمل التأجيل.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة