أبو عبيدة.. البطولة الحية في قلب المقاومة

 

 

 

محمد بن علي البادي

في قلب المقاومة الفلسطينية، ينبض اسم أبو عبيدة كرمز حي للشجاعة والإصرار والتضحية، قائد يجمع بين العقل الاستراتيجي والقوة الميدانية والصوت الإعلامي الصادق، الذي يزرع الخوف في قلب الاحتلال والأمل في قلوب الشعب الفلسطيني. منذ اللحظة التي التزم فيها بالقضية الفلسطينية، عرفه الجميع بأنه ليس مجرد متحدث، بل قائد متكامل: ميدانيًا وإعلاميًا واستراتيجيًا، يجمع بين التخطيط الدقيق والقدرة على التأثير النفسي على الشعب والعدو معًا.

كانت مسيرته في المقاومة تتسم بالثبات على المبادئ، وحسن التخطيط، والتواجد الدائم في الميدان، ومتابعة أدق التفاصيل في العمليات، سواء في الدفاع عن المدن الفلسطينية أو الرد على اعتداءات الاحتلال. لم يكتفِ بالتواجد الميداني، بل كان صوتًا للإلهام، يوجه الشعب والمقاتلين عبر كلماته التي توازن بين الصرامة والحكمة، بين التحفيز الداخلي والخطاب الدولي. كل كلمة له كانت رسالة مزدوجة، تهدف إلى زيادة معنويات الشعب الفلسطيني وإرباك مخططات العدو.

تتصدر تصريحاته النارية صفحات الإعلام المقاوم: "لن يناموا في بيوتهم مطمئنين ما دمنا أحياء… المقاومة باقية والصواريخ في السماء"، "كل قطرة دم فلسطيني هي رسالة للأعداء: لا قوة لهم على شعبنا الصامد"، "لن نساوم على أرضنا وحقوقنا، وكل من يظن أن الرصاص أو القصف يمكن أن يغير إرادتنا مخطئ". لم تكن هذه مجرد كلمات، بل خطط نفسية استراتيجية تثبت أن المقاومة ليست مجرد سلاح؛ بل ثقافة صمود وإيمان بالحق.

أثره لم يقتصر على فلسطين وحدها؛ بل امتد إلى الأمة العربية بأكملها. مؤكدًا أن كلماته تصل إلى القلوب قبل العقول وتزرع التمسك بالقضية الفلسطينية في نفوس الأمة. الكبار والصغار، الرجال والنساء، كانوا يتابعون خطاباته ويكررون كلماته، ويجدون فيها صدى أملهم ومقاومتهم لكل محاولات الاحتلال.

أبو عبيدة يمثل الأحرار الذين يعلمون أنهم ملاحقون من العدو، ومع ذلك يتركون الراحة والملذات، ويتجهون إلى ساحات القتال بكل شجاعة وإيمان، مدركين أن التضحية في سبيل الحق أعظم من أي متاع زائل، وأن الصمود والوفاء للقضية هما الكلمة الفصل في مواجهة الظلم والاحتلال. هؤلاء الأبطال هم الأحرار الحقيقيون، والرمز الحي للبطولة والصمود، وأسماؤهم محفورة في ذاكرة الأمة إلى الأبد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة