الواجب الوطني

 

 

 

خليفة الحسني

 

يأتي الوفاء والإخلاص للواجب الوطني بالمشاركة الحقيقية من الجميع الذين يكتنفهم هذا العطاء، وهو مطلوب من كل أبنائه المخلصين، بدءًا من الأداء الوظيفي، مرورًا بالالتزام والاحترام للقوانين العامة، وهو تعبير عن الولاء للوطن واحترام مكتسباته كافة، والمحافظة عليها، وصون حقوق الآخرين من خلال تعاملنا وفق منظومة القانون وهذا الدور.

يأتي ذلك من المواطن الصالح الذي يسهم في ترسيخ مبادئ النظام والأمان الاجتماعي؛ فحماية الوطن معنويًا وماديًا واجب لا يمكن تجاهله، وحمايته تمتد أيضًا ضد الشائعات والمعلومات المغلوطة التي قد تؤثر على استقراره. لذلك، واجب علينا جميعًا أن نسهم في تعزيز ثقافته؛ إذ تكمن قيمة أفراد المجتمع في المشاركة الفعلية والإسهام المجتمعي والخيري، ومن خلال هذا العمل وهذه المساهمات، وخاصة في المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، فإن هذه المساهمات لا شك ستسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو كيان يجب أن نحميه ونسهم في تطوره. نعم، الوطن عُمان الغالية هو الحضن الذي يجمعنا، والمكان الذي يمنحنا الهوية والأمان. إن حب الوطن لا يقتصر على العاطفة والمشاعر؛ بل يشمل الواجبات التي يجب على كل مواطن مخلص الالتزام بها، والحفاظ على سلامة هذا الكيان واستقراره، رغم اختلاف درجات هذا الواجب من شخص إلى آخر. لذلك، تأتي المسؤوليات الأساسية التي لا غنى عنها لكل من يسعى إلى خدمة الوطن بإخلاص.

وخاصة أن من حقوق الوطن: الولاء والانتماء إليه، واحترام رموزه، والالتزام بالقانون فيه. لذلك، سنبقى لكِ يا عُمان الخير مخلصين، نكرّس هذا الإخلاص لأجيالنا القادمة، وننقل لهم هذه السيرة العطرة من التاريخ والإرث الخالد، نعم إنه إرث سيورث لكم أيها الأجيال القادمة، ولما تحقق من إنجازات يشهد عليها التاريخ. وها هو العهد الجديد المتجدد الذي يكتنفه الوفاء، بفضل الحكمة والعطاء غير المحدود، والرؤية الثاقبة لابن عُمان البار، مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله وأبقاه ووفقه.

لقد مضت عُمان، منذ نهضتها التي رسّخ قواعدها السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- نحو آفاق واسعة ومكانة راسخة وقاعدة عالمية لا تُقهر، بفضل الحنكة، وبزوغ الفكر، والإخلاص، والحب لعُمان الغالية، ولتربتها الطاهرة، وأبنائها المخلصين. لذلك، من الواجب الوطني علينا الابتعاد عن التيارات العابرة؛ فهي غالبًا ما تكون رياحًا موسمية تصطدم بحواجز فولاذية متينة وجبال عالية، وكلما عصفت، زادت من متانة التماسك، وخاصة لأن هذه التربة الطاهرة لا تُنبت إلا أشاوس لهم القدرة على خطف الكحل من العين لكل من أراد أن يُغامر بكيده، أو يؤجّر غيره لهذا الكيد.

عُمان، بسلطانها وأبنائها الأوفياء الأشاوس، ستظل شامخة بكرامتها وعزتها، ذات السيادة التي لا تُقهر، والكلمة التي تُرد. لذلك نسأل الله العلي القدير أن يحفظ عُمان الغالية وأبناءها المخلصين، وكل من يقيم على ترابها ويسهم في بنائها، وأن يحفظ سلطانها المعظم، أعزه الله وأبقاه سندًا.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة