◄ رسميًا.. مدينة غزة تعاني المجاعة.. وأعداد المُجوَّعين مُفزعة
◄ "التصنيف المرحلي": ربع سكان غزة تقريبًا يُعانون من المجاعة
◄ الأمم المتحدة: الأغذية تتكدس على الحدود بسبب العرقلة الممنهجة من إسرائيل
◄ جوتيريش: مجاعة غزة كارثة من صنع الإنسان ووصمة أخلاقية وإخفاق للإنسانية
◄ المفوض الأممي لحقوق الإنسان: وفيات الجوع بغزة "جريمة حرب"
◄ بريطانيا: التقرير الأممي "مروع للغاية".. وعلى إسرائيل إدخال المساعدات
الرؤية- غرفة الأخبار
فيما يؤكد نيته لمواصلة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يُنكر المجاعة المتفشية في غزة، على الرغم من إعلان مرصد عالمي للجوع أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسميًا من مجاعة من المرجح أن يتسع نطاقها، في ظل رفض سلطات الاحتلال السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، إن 514 ألفا تقريبا، أي ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، يعانون من المجاعة وإن من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 641 ألفا بنهاية سبتمبر.
ويعيش نحو 280 ألفا تقريبا من هؤلاء في المنطقة الشمالية بالقطاع التي تضم مدينة غزة، المعروفة بمحافظة غزة، التي يقول التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إنها في حالة مجاعة بالفعل، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من عامين على القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ سنوات طويلة.
وتلك هي المرة الأولى التي يرصد فيها التصنيف وجود مجاعة خارج قارة أفريقيا. وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح في وسط القطاع وخان يونس في الجنوب بنهاية الشهر المقبل.
وذكر التصنيف أن الأوضاع في الشمال قد تكون أسوأ منها في مدينة غزة لكن صعوبة الحصول على البيانات حالت دون أي تصنيف دقيق. وسبق لرويترز أن نشرت تقريرا عن صعوبة حصول المرصد على البيانات اللازمة لتقييم الأزمة.
وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر "كان بإمكاننا منع هذه المجاعة إذا سُمح لنا بذلك... الأغذية تتكدس على الحدود بسبب العرقلة الممنهجة من إسرائيل".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي إن كثيرين في غزة يتضورون جوعا في موقف يتعارض مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زعم مرارًا أنه لا يوجد تجويع.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "تركز الحكومة الأمريكية على إيصال المساعدات إلى سكان غزة. معالجة هذه القضايا الصعبة تعني معالجة المشكلات بصدق من أجل مصلحة سكان غزة الذين يستحقون الأفضل، بعيدا عن الخوض في المصطلحات".
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة تشارك فيها 21 منظمة إغاثة ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إقليمية بتمويل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبريطانيا وكندا.
ولم يعلن التصنيف من قبل حالة المجاعة سوى أربع مرات في الصومال في عام 2011، وجنوب السودان في عامي 2017 و2020، وفي السودان عام 2024.
ولتصنيف منطقة على أنها في حالة مجاعة بالفعل، يجب أن يعاني 20 بالمئة على الأقل من السكان من نقص حاد في الغذاء وطفل من كل ثلاثة أطفال من سوء تغذية حاد، ويموت شخصان من بين كل عشرة آلاف يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية أو المرض.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان إن المجاعة في غزة هي "كارثة من صنع الإنسان، ووصمة أخلاقية وإخفاق للإنسانية نفسها".
ودعا جوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن كل الأسرى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الوفيات الناجمة عن الجوع قد تمثل جريمة حرب. وترفض إسرائيل تهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.
وقالت كيت فيليبس باراسو، المسؤولة الكبيرة بمنظمة ميرسي كور، إن عدم إلزام تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قانونيا أمر محبط. وأضافت "لدينا صور وبيانات واضحة، والآن لدينا هذا التقييم، ومع ذلك لم يُترجم بعد إلى إجراءات عاجلة لازمة لإنهاء الجوع".
ويُسيطر الاحتلال الإسرائيلي على كل نقاط الدخول لقطاع غزة.
وفي إسرائيل، سلطت المواقع الإخبارية الناطقة بالعبرية الضوء على تقرير المجاعة على صفحاتها الأولى.
وأكدت بريطانيا هذه المخاوف، ووصفت التقرير بأنه "مروع للغاية" وطالبت إسرائيل بالسماح فورا بدخول إمدادات الغذاء والأدوية والوقود دون عوائق.
وأعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا ودول أوروبية كثيرة في الآونة الأخيرة أن الأزمة الإنسانية وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها".
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن التحليل لا يغطي إلا من يعيشون في محافظات غزة ودير البلح وخان يونس وإنه لم يتمكن من تصنيف الوضع في محافظة شمال غزة بسبب قيود على الوصول للمنطقة ونقص البيانات، كما استبعد السكان الباقين في منطقة رفح جنوب القطاع لأنها باتت غير مأهولة إلى حد كبير.
وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من عقبات تواجه إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها في غزة وعزت تلك العوائق إلى القيود التي تفرضها إسرائيل وانعدام الأمن. وتنتقد إسرائيل العمليات التي تقودها الأمم المتحدة وتتهم حركة حماس بسرقة المساعدات وهو ما تنفيه الحركة.