نزوى- ناصر العبري
أطلقت هيئة البيئة بمحافظة الداخلية بالشراكة مع مدينة نزوى الصناعية مبادرة تدريبية صيفية تحت شعار "بيئتي مهنتي"، بهدف إعداد طلاب الجامعات والكليات للانخراط في القطاع البيئي من خلال برنامج متكامل يجمع بين الجانب النظري، والتطبيق العملي، والتدريب الرقمي. وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تمكين الشباب وتعزيز الوعي البيئي، وتماشيًا مع أهداف التنمية المُستدامة، وتعزيزًا للشراكة بين القطاعات البيئية والصناعية والأكاديمية.
وتستهدف المبادرة طلاب التخصصات البيئية والعلمية والهندسية، ساعيةً إلى سد الفجوة بين المعرفة الأكاديمية والممارسة الميدانية.
وصُمم البرنامج ليمنح المشاركين رحلة تدريبية شاملة عبر ثلاثة مسارات رئيسة: أولاً المسار النظري في الأسبوع الأول بالبرنامج من خلال تأسيس معرفي متين، مثل إقامة ورش تعريفية في مقر الهيئة بمحافظة الداخلية كالتشريعات البيئية في سلطنة عمان، والاتفاقيات البيئية الدولية، ومهام الهيئة وآليات الرقابة البيئية. كما شمل المسار جلسات تفاعلية مع المختصين لنقل الخبرات، وثانياً المسار العملي، وذلك للحصول على خبرة ميدانية في نزوى الصناعية، حيث سيعمل البرنامج على تقديم تدريب مباشر للطلاب في المنشآت الصناعية لمدة ثلاثة أسابيع، ويركز على مجموعة من المحاور، منها: الاشتراطات البيئية للمصانع، ومراقبة الانبعاثات والتقييم البيئي، ومحاكاة إعداد التقارير البيئية.
أما المسار الثالث فهو الرقمي ويساعد المشاركين على استخدام مهارات التقنية في خدمة البيئة، حيث سيتم تنفيذ تدريب عن بُعد على الخدمات الإلكترونية للهيئة في الأسبوع الأخير من البرنامج، يشمل: التبليغ الإلكتروني عن التجاوزات البيئية، وطلب التراخيص ومتابعتها رقميًا، وذلك عبر بوابة هيئة البيئة الإلكترونية.
وتسعى المبادرة إلى غرس المسؤولية البيئية في نفوس الشباب، وإعدادهم لقيادة مستقبل مستدام. كما تُعد نموذجًا يُخطط لتعميمه على مستوى السلطنة، ليكون منصة سنوية تدمج بين العلم والممارسة، وتُرسخ فكرة أن البيئة ليست مسؤولية فحسب، بل مهنةٌ وهويةٌ ورسالةٌ للأجيال القادمة.