أحمد البوسعيدي
مدخل: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"* (سورة البقرة: 195).
مع حلول العطلة الصيفية، يزداد وقت فراغ الأطفال، وتكثر شكاوى الأسرة من إدمان أبنائهم على الأجهزة الذكية، لكن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الإدمان؛ بل في استخدام هذه الأجهزة أثناء شحنها، حيث أصبحت حوادث الصعق الكهربائي تهديدًا صامتًا يتربص بأطفالنا.
تحدث الإصابة عندما يكون الجهاز موصولًا بالشحن، خاصة مع استخدام شاحن غير أصلي أو كابل تآلف، فيتسرب تيار كهربائي إلى جسم الطفل، والدماغ هو الأكثر تأثرًا، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات عصبية أو تشنجات بحسب تقارير طبية، والأطفال هم الأكثر عرضة لهذا الخطر؛ كون جلد الأطفال أرق، ومقاومتهم للكهرباء أقل، وهم لا يدركون الخطر، وقد يستمرون في اللعب حتى عند شعورهم بوخز كهربائي، وتغافل العائلة هنا يمكن أن يندرج نحو الإهمال مما يعتبر -لا سمح الله- "قتلًا بالتقصير" دون أن ندري!
نطالع بين فترة وأخرى حوادث وإحصائيات عن هذه الحوادث؛ منها في إحدى دول الخليج وفاة طفل عند استخدامه لهاتفه بعد انفجاره أثناء الشحن، وفي دولة عربية أصيب طفل بحروق شديدة بسبب تسرب كهربائي من جهاز لوحي، والأكيد أن هناك مثل هذه الحوادث في مجتمعنا المحلي.
ووفقًا لتقارير صحية فإن ٣٠% من حوادث الصعق الكهربائي المنزلية تتعلق بأجهزة مشحونة، كما تتحدث دراسات طبية عن أن الصعق الكهربائي المتكرر قد يسبب أضرارًا تراكمية في الجهاز العصبي.
ما هو الحل؟ بالتأكيد "الوقاية خير من ألف علاج" وبالتالي فإن الأسرة هي المحيط الآمن لهذا الخطر المتزايد "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"، وذلك من خلال منع استخدام الأجهزة أثناء الشحن بشكل حازم، واستخدام شواحن معتمدة ذات جودة عالية، مع توعية الأطفال بمخاطر الكهرباء، وأهمية إيجاد البدائل الآمنة في العطلة على وجه الخصوص؛ كتشجيع الأطفال على أنشطة خارجية، علاوة على تخصيص أوقات محددة لاستخدام الأجهزة.
إن حماية أطفالنا مسؤولية دينية وأخلاقية "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" لذلك فالخطر حقيقي، والوقاية ممكنة، ولنحرص على أن تكون عطلة أطفالنا آمنة وسعيدة، بعيدًا عن المخاطر التي قد تدمر حياتهم.