حمد الناصري
يحتفل العالم في 25 من أبريل من كل عام بـ يوم المرأة العربية في لندن.. جائزة سنوية، مرموقة، تمّ إنشاؤها في 2015، من قِبَل منظمة لندن العربية وبدعم من المؤسسات الشريكة، وتُمنح سنويًا لعدد من النساء العربيات، تكريمًا لهنّ على ما يقمن به في مجتمعاتهن من مشاركات رفيعة المستوى، تُساهم في خلق صناعة القرار لتحسين سبل دعم النساء العربيات وتمكينهنّ في مجالات العلوم والثقافة والاقتصاد والعمل الإنساني.. وتسهم جائزة المرأة العربية في خلق وعي عام بمهمة الرسالة التي أُنشئت من أجلها وتقديم نماذج من النساء العربيات من خلال الإنجازات لخدمة مجتمعهن.
وتُعدّ صاحبة السمو السيدة ميّان بنت شهاب بن طارق آل سعيد من أبرز الشخصيات العربية، فقد تميزت أعمالها الخيرية بحضور بارز في المجتمع العُماني، إلى جانب موهبتها كفنانة تشكيلية بارعة ومصوّرة، والسيدة ميّان، إحدى النساء المُبدعات متعدّدة الجوانب الإبداعية والتصميم، وفي الداخل العُماني تتمتّع بسمعة طيبة؛ إذ إنّ لها جهودًا شخصية في دعم الجمعيات الخيرية ورعاية الأطفال والأمهات والمرأة.
وترأس السيدة ميّان الجمعية العُمانية للتصميم والتي تم إشهارها رسميًا في يونيو 2023، وتسعى هذه الجمعية إلى ترسيخ مفردات الثقافة والتراث العُماني في مجالات التصميم وتطبيقاته، وقد نالت السيدة ميّان شهادة بكالوريوس الفنون الراقية في التصاميم الداخلية عام 2012، ذلك التصميم تميّز بتعدّد جوانبه؛ إذ يجمع بين الأبعاد التقنية، والتخطيطية، والجمالية، والإبداعية، والفنية، كما اشتهرت بتواضعها وثقافتها العالية.
ويُعرف التصميم بأنه فنّ الجمال والذوق الرفيع والإبداع، ومن خلال مساحات مجهودات البشر استطاع الإنسان أن يربط فن التصميم بهندسة العمارة التي هي من صُنع البشر.
في هذا العام 2025، نالت السيدة ميّان أرقى جائزة تُمنح للمرأة العربية من قِبَل مؤسسة لندن العربية، وذلك تقديرًا لإسهامها البارز في مجال التأثير الاجتماعي؛ حيث إنّ السيدة تعمل على تعزيز المسؤولية الاجتماعية؛ ومجال التأثير الاجتماعي يشمل المواقف والتغيير والتوافق والسلوك.
خلاصة القول.. صاحبة السمو السيدة ميّان، إنسانة محبوبة في المجتمع، وقمّة في الأخلاق، كسبت محبة الناس لها، وهي إنسانة جادة ومُثابرة وقدوة لنساء مجتمع عُمان، ورمز عُماني طموح، تعمل على خلق مسارات حياتية دافعة نحو التغيير للمرأة العربية؛ بما يؤهلها لتحمّل مسؤوليتها تجاه إعداد شخصيات نسائية قادرة على الإسهام في بناء قدوات صالحة في مجتمع متسامح ومتعاون، تحقيقًا لدورها في تنمية المجتمع وتعزيز التمكين الإيجابي الفعّال، بطريقة قابلة للتكييف ضمن الرؤية العامة، والتوافق المجتمعي، وأساليب التنشئة، وأنماط التفكير.
ولقد كان فوزها في المجال الأهم، وهو التأثير الاجتماعي، لما له من مكانة بارزة تتميّز بها؛ سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ حيث يبرز تأثيرها من خلال قوة شخصيتها وانعكاسها الواضح على أفكار الآخرين ومشاعرهم.