عبدالعزيز بن عبدالله السعدي
يمُر الطلبة في مختلف المراحل الدراسية بفترات من الضغط والإرهاق العقلي، خاصة في منتصف الفصل الدراسي؛ ففي هذا التوقيت بالتحديد، تتراكم المهام مدرسية، وتصبح مسؤوليات الدراسة أكثر كثافة؛ مما يؤدي إلى شعور الطالب بالإجهاد الذهني والنفسي. هذا الضغط المستمر قد يُضعف القدرة على المذاكرة؛ الأمر الذي يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي للطلبة خلال هذا الفترة المهمة من العام الدراسي.
وتشير الدراسات التربوية إلى أن الضغوط الدراسية المفرطة قد تُنتج سلوكيات سلبية لدى الطلبة مثل: القلق، والعزلة الاجتماعية، أو فقدان الدافعية نحو التعلم. ومن هنا، تظهر أهمية دمج المناشط الترفيهية كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، خصوصًا في الأوقات التي تبلغ فيها الضغوط الدراسية ذروتها، كمنتصف الفصل الدراسي.
والرحلات الترفيهية العلمية ليست مضيعة للوقت كما قد يظن البعض؛ بل هي وسيلة فعالة لتعزيز الصحة النفسية والبدنية للطلبة؛ فالأنشطة مثل: الألعاب الرياضية، المسابقات الثقافية، الرسم، الموسيقى، الرحلات المدرسية، أو حتى فترات الاستراحة الممتدة، تساعد على كسر الروتين، وتنشيط العقل، وتخفيف التوتر لدى الطلبة. كما أنها تسهم في تنمية مهارات التواصل، والعمل الجماعي، وتُشعر الطالب بقيمة الوقت الدراسي بطريقة متوازنة.
ويجب على إدارات المدارس أن تُدرك أهمية تنظيم فعاليات ترفيهية هادفة للطلبة، ومخطط لها جيدًا خلال منتصف الفصل الدراسي؛ فهي بمثابة "صمام أمان" للحفاظ على حيوية الطلبة، وتحفيزهم نحو الاستمرار في التحسن الدراسي المستدام. ولا يخفى علينا هنا أن المعلم يلعب دورًا محوريًا في تشجيع الطلبة على المشاركة، وتحديد المناشط الترفيهية العلمية المناسبة، وتقدير أهمية الراحة النفسية للطلبة، وعدم جعل الفصل الدراسي مساحة للضغط المستمر فقط.
وفي المقابل، على الأُسرة أن تكون شريكة في هذا التوازن، من خلال مراعاة أوقات راحة أبنائها، وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة مفيدة خارج إطار الروتين الدراسي. فالصحة النفسية للطالب لا تقل أهمية عن التحصيل العلمي.
إنَّ تحقيق التوازن بين الجهد التعليمي والأنشطة الترفيهية ليس رفاهية، بل ضرورة تربوية تضمن بيئة تعليمية أكثر إنسانية وفعالية؛ فكلما زادت العناية بالجوانب النفسية للطلبة، زاد تحصيلهم العلمي واستقرارهم النفسي.