خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
تمضي دورة الحياة بفصولها المختلفة مقدمة للطبيعة والإنسان فائدة وحياة متنوعة بأجوائها وخيراتها من الثمار والمنتوجات، ومعطية لمحبي فصولها المعروفة أياً كانت شتاءً أو ربيعاً أو خريفاً أو صيفاً، فرصة لممارسة هواياتهم في التنزه والرحلات والاستمتاع بتلك الطبيعة التي يتم التأقلم عليها والاستفادة منها.
فمثلا فصل الشتاء له عشاقه ومحبوه وكذلك فصل الخريف كالذي يحدث في صلالة، وفصل الصيف الذي يأتي بالرطب والمحاصيل الزراعية الصيفية المتنوعة.
ولفصل الصيف سيئات مثلما له حسنات، فالحرارة المرتفعة تعرض الإنسان لمخاطر وإصابات كثيرة كضربة الشمس والحروق إن تعرض لها بشكل مباشر لفترة طويلة.
كذلك لهذا الفصل إيجابيات في التزام النَّاس بالحركة والتنقل من وإلى واعتمادهم على الوجبات الغذائية التي تعد خصيصا في فصل الصيف.
ولهذا فإنَّ هذا الفصل بدء هذا العام بحرارة شديدة، وهناك عددٌ من أبنائنا الطلبة نلاحظه واقفاً في الشمس ينتظر السيارة التي تقله من المدرسة إلى البيت، أو يقطع مسافات مشياً على الأقدام إلى بيته، أو راكبا في باصات المدارس غير المكيفة، وكذا الحال في بعض الفصول في المدارس التي تكون أجهزة التكييف بها معطلة.
إن المحافظة على الأرواح البشرية من ضربات الشمس وحرارتها، تستدعي تضافر جهود كل الجهات في حماية النَّاس من الإصابة بضربات الشمس أو التعرض لحرارتها الشديدة، وأصبح مهمًا في هذا الوقت الاستفادة من مياه البحار في ترطيب الأجواء، والحذر من توجه الناس إلى البرك المائية المتجمعة في الأودية للاستحمام بها، هربا من حر الصيف، لأنَّ السباحة في تلك البرك والنزول إليها يشكل مخاطر كالغرق تؤدي الى الوفاة المباشرة، لذلك على أولياء الأمور والكبار الانتباه لذلك.
لقد كان قديماً في فصل الصيف يتوجه الأهالي إلى البساتين للبقاء فيها في فترة الظهيرة وحتى المساء، منها يستفيدون بأجوائها الباردة هربا من حرارة المدن والبيوت التي أغلبها لم تكن مكيفة، ومنها يجمعوا مختلف المحاصيل الزراعية كالليمون والمانجو والرطب والكثير الكثير .
إن لفصل الصيف ذكريات جميلة وينبغي استغلاله في استقطاب السياحة الداخلية التي يهواها الناس، وعلى الحكومة والقطاع الخاص أن يكونوا شركاء في ذلك، ومسألة انتقال الطلبة على الأقدام من وإلى مدارسهم في الشمس، ينبغي أن يقنن وتوجد له حلولا سريعة، حتى يسلم الجميع من الآثار السلبية والمخاطر الصحية التي يمكن التعرض لها بسبب حرارة الشمس والأجواء الملتهبة.