مخططات استعمارية فاشلة

على مر التاريخ، لا يُفرِّط الوطنيون في أرضهم مهما كان الثمن، ومهما بلغت التضحيات، كما أثبت التاريخ أن أي احتلال مصيره إلى زوال مهما طال الوقت، ومهما قُدِّم له من دعم معنوي أو سياسي أو مادي أو عسكري.

ومن هذا المنطلق، لن يفرّط الفلسطينيون في أرضهم مهما دفعوا من دمائهم ثمنًا للبقاء على هذه الأرض التي بارك الله حولها، فهم أصحابها وأهلها، يعيشون على أمل العودة بعد انتهاء هذا الاحتلال القبيح، ويورِّثون هذا الأمل للأجيال، جيلًا وراء جيل، ويتناقلون مفاتيح منازلهم القديمة التي ربما مُحيت آثارها، لكنها تبقى رمزًا للصمود والأمل في الغد المُشرق.

فإذا كان الفلسطينيون يرغبون بالتفريط في أرضهم، لكانوا فعلوا ذلك منذ عام 1948 ووفروا هذه الدماء التي تسيل يوميا منذ ذلك التاريخ، لكنهم علّموا ويعلمون العالم كله أسمى معاني التضحية والفداء لتراب الأوطان.

واليوم، نجد تصريحات الرئيس الأمريكي تسير في اتجاه إعادة الاستعمار الأمريكي للأراضي العربية، فلم تكتفِ الولايات المتحدة بما ارتكبته من جرائم عسكرية وإنسانية في الكثير من الدول، لتعود اليوم طامعةً بكل جشع وعدوان غير مسبوق في أرض فلسطين على حساب أصحاب الأرض، الذين تُخطِّط واشنطن لتهجيرهم طوعًا أو كرهًا!

إنَّ هذه المُخططات الشيطانية لن تتحقق؛ إذ إنَّ الإرادة العربية الموَّحدة رافضةً لهذا الطرح العبثي، وموقف الدول العربية ثابتٌ تجاه القضية الفلسطينية بأنه لا تهجير ولا تفريط في حقوق الشعب الشقيق.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة