◄ نحتفلُ بيومٍ من أيام عُمان المجيدة بالعديد من الإنجازات المتحققة خلال 5 أعوام
◄ أبناء عُمان ينبذون كل تعصب ويرفضون كل استقطاب يجزئ الأمة ويفت في عضدها
◄ إعلان 20 نوفمبر من كل عام يومًا وطنيًا لسلطنة عُمان
◄ الاحتفاء بالعشرين من نوفمبر تخليدٌ لسيرة السلاطين النبيلة ومآثرهم الجليلة
◄ سنعمل على مُواصلة التقدُّم في الأعوام القادمة بما يُحسِّن الخدمات المُقدَّمة للمواطنين
◄ عازمون على مواصلة منح المحافظات المزيد من الصلاحيات لتصبح مراكز اقتصادية
◄ توجيه سامٍ للحكومة بمراجعة آليات وبرامج الحماية الاجتماعية بين فترة وأخرى
◄ نتابع جهود الحكومة لاستيعاب طاقات أبنائنا الشباب وفتح آفاق العمل والإبداع أمامهم
◄ توجيه سامٍ بتقديم المزيد من التسهيلات اللازمة والحوافز الداعمة للاستثمار
◄ نولي أبناءنا من الأطفال والناشئة والشباب العناية الكاملة والاهتمام المتواصل
◄ نسعى لتعزيز الجهود والبرامج الحكومية للحفاظ على إرثنا الأخلاقي والقيمي والسلوكي
◄ نتقدم بثقة في سبيل الوصول بهذا البلد العظيم إلى مكانته الأسمى التي يستحق
◄ لا يستقيم أمر الأمة ولا يصح استقرار وازدهار الدولة دون الأمن والأمان
◄ العُمانيون متمسكون بكل ما يجمعهم على الحق
◄ العُمانيون مبادرون للخير وثَّابون لبناء وطنهم وأمتهم
◄ عُمان حافظت على كينونتها كدولة مستقلة ذات سيادة عبر العصور
◄ نستذكر في هذا اليوم الأغر قادة عُمان الأفذاذ على مر التاريخ
◄ تحديد اليوم الوطني يأتي تكريمًا لأسلافنا من السلاطين
◄ 20 نوفمبر 1744 اليوم الذي تشرفت فيه الأسرة البوسعيدية بخدمة هذا الوطن العزيز
◄ الإمام المُؤسس السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي وحَّد راية الأمة العُمانية
◄ حققنا خلال الخمسة أعوام الماضية أهداف هذه المرحلة من عُمْر النَّهضة المُتجدِّدة
◄ تحسن مستمر في العديد من المؤشرات الوطنية والدولية بفضل تكاتف الجميع
◄ نريد لمنظومة الخدمات العامة أن تكون مجالًا حيويًا للتميز الحكومي وركيزةً من ركائز التنافسية
◄ نتعامل مع التحديات كفرص مواتية لتبنِّي سياسات فاعلة وتعميق الشراكات الاستراتيجية
◄ ندعو كافة دول العالم للتضافر من أجل بناء عالم تسوده قيم الإنسانية والعدالة
◄ سائرون على هديٍ من ثوابتنا الحضارية الراسخة
◄ كلمة شكر واعتزاز لأبنائنا المخلصين الأوفياء في ميادين العِز والشرف
مسقط- العُمانية
تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- فألقى خطابًا ساميًا بمناسبة الحادي عشر من يناير، يوم تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، فيما يأتي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المواطنون الأعزاء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن دواعي سرورنا أن نحتفل معكم في هذا اليوم من أيام عُمان المجيدة بالعديد من الإنجازات التي تحققت في بلادنا العزيزة خلال الأعوام الخمسة الماضية من عمر نهضتنا المُتجدِّدة بفضل الله تعالى وبجهودكم جميعًا.
لقد مَنَّ الله تعالى على هذا البلد الطيب- وله عزَّ وجلَّ الحمد والشكر- بنِعَمٍ لا تُعد ولا تُحصى "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيم"، صدق الله العظيم، وإنَّ من شُكر النِعَم الحفاظ عليها وصونها، ومن أعظم هذه النعم الأمن والأمان، فلا يستقيم لأمة دونهما أمرٌ ولا يصح لدولة دونهما استقرارٌ وازدهارٌ.
ولقد أثبت أبناء هذا الوطن العزيز عبر العصور أنهم صف واحدٌ كالبنيان المرصوص يسيرون على بصيرة مصدرها العقيدة السمحة، نابذين كل تعصب رافضين كل استقطاب يجزئ الأمة ويفت في عضدها متمسكين بكل ما يجمعهم على الحق مبادرين للخير وثَّابين لبناء وطنهم وأمتهم.
أبناء عُمان الأوفياء
لقد حافظت بلادنا العزيزة على كينونتها كدولة مستقلة ذات سيادة عبر العصور وقد تعاقبت عليها أنماط حكم عديدة أدى كلٌ منها دوره الحضاري وأمانته التاريخية، وإننا نستذكر في هذا اليوم الأغر قادة عُمان الأفذاذ على مر التاريخ قادةً حملوا راية هذا الوطن ووحدوا أمته وصانوا أرضه الطاهرة ودافعوا عن سيادته، ونحملها من بعدهم على الطريق ذاته، معاهدين الله- عز وجل- ألّا يُثنينا عن عزمنا عزمٌ ولا تشغلنا عن مصلحة وطننا مصلحةٌ، تعضدنا في ذلك أمةٌ مباركةٌ بفضل الله مشرفةٌ بدعاء نبيه الكريم.
إنه لمن دواعي سرورنا وتكريمًا لأسلافنا من السلاطين واستحضارًا ليوم مجيد من تاريخ عُمان الحافل بالأيام المشرقة أن نعلن في هذا المقام بأن يكون يوم العشرين من نوفمبر من كل عام يومًا وطنيا لسلطنة عُمان وهو اليوم الذي تشرفت فيه الأسرة البوسعيدية بخدمة هذا الوطن العزيز منذ العام 1744 للميلاد على يد الإمام المؤسس السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي وحد راية الأمة العُمانية وقاد نضالها وتضحياتها الجليلة في سبيل السيادة الكاملة على أرض عُمان والحرية والكرامة لأبنائها الكرام وجاء من بعده سلاطينٌ عظام حملوا رايتها بكل شجاعة واقتدار وأكملوا مسيرتها الظافرة بكل عزم وإصرار.
وإن احتفاءنا بهذا اليوم إنما هو تخليدٌ لسيرهم النبيلة ومآثرهم الجليلة والتزامٌ أكيدٌ منا بالمبادئ والقيم التي شكلت نسيج أمتنا العُمانية نصون وحدتها وتماسكها ونسهر على رعاية مصالح أبنائها رافضين أي مساس بثوابتها ومقدساتها.
المواطنون الكرام
شهدت الأعوام الماضية انطلاقة رؤية "عُمان 2040" رؤية العُمانيين جميعًا وطريقهم الواضح نحو المستقبل ولقد حققنا- بحمد الله وتوفيقه- أهداف هذه المرحلة من عمر النهضة المُتجدِّدة؛ حيث شهدنا- بفضله تعالى- التحسن المستمر في العديد من المؤشرات الوطنية والدولية والتي ما كانت لتتحقق لولا تكاتف الجميع ومساندة أبناء هذا الوطن جميعًا لجهود الحكومة ومساعيها.
وسنعمل على مواصلة هذا التقدُّم في الأعوام القادمة- بإذن الله تعالى- بما يُحسِّن الخدمات المُقدَّمة للمواطنين لتصبح في مستوى الجودة والكفاءة التي يتطلعون إليها، وبما يتيح لهم المجال للإسهام في تطوير منظومة الخدمات العامة التي نريد لها أن تكون مجالًا حيويًا للتميز الحكومي وركيزةً من ركائز التنافسية، وقد حرصنا على أن يترافق هذا التحسن مع التوسع في خدمات البنية الأساسية والمرافق الصحية والتعليمية وتطوير المدن المتكاملة والمشاريع الاستثمارية الكبرى كلما أتاحت لنا الإمكانيات المالية ذلك، كما وضعنا الأُسس لنظام إدارة محلية يسهم في تسريع تنمية المحافظات وبناء قاعدة اقتصادية واعدة فيها وتطوير شراكة شاملة مع المجتمع.
وإننا إذ نشيد بما تحقق في هذه المحافظات من مشاريع تنموية وحراك اقتصادي واجتماعي، لنؤكد عزمنا على مواصلة منح المحافظات المزيد من الصلاحيات والدعم في مختلف القطاعات لتصبح مراكز اقتصاديةً تقود النمو الاقتصادي بالبلاد. كما أرسينا منظومةً شاملةً للحماية الاجتماعية والتي باشرت حكومتنا العمل بها ووجهنا بأن تتم مراجعة آلياتها وبرامجها بين فترة وأخرى لينعم الجميع بالعيش الكريم ولتحقيق العدالة المنشودة منها.
كما تابعنا خلال الفترة الماضية جهود الحكومة الرامية لاستيعاب طاقات أبنائنا الشباب وفتح آفاق العمل والإبداع أمامهم ووجهنا مؤسسات الدولة المعنية بمراجعة منظومة التشغيل وربطها بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، كما أكدنا على الحكومة بالعمل الحثيث على مواءمة مسار التنمية الاقتصادية في البلاد وأنظمة التعليم والتدريب مع متطلبات الشباب وتهيئتهم لفرص العمل المناسبة لهم بما يخدم حاضرهم ومستقبلهم.
إن تطوير البيئة الاستثمارية والتجارية تعد ضرورةً أساسيةً لدفع عجلة التنمية بالبلاد، ولذلك، فقد وجهنا الحكومة بتقديم المزيد من التسهيلات اللازمة والحوافز التنافسية والبيئة الداعمة للاستثمار، بما يسهل ممارسة الأعمال التجارية لضمان تنويع اقتصادنا الوطني وتحقيق نمو مستدام، ولتوفير المزيد من فرص العمل في القطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة، وبما يجعل البلاد وجهةً استثماريةً جاذبةً وأكثر اندماجًا في منظومة الاقتصاد العالمي. ولتحقيق هذا الاندماج فقد سعت حكومتنا لبناء شبكة واسعة من الموانئ والمناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الصناعية المتكاملة وتقديم الدعم لبرامج الابتكار وريادة الأعمال وصناديق الاستثمار الوطنية منها والمشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة.
أيها المواطنون الأعزاء
إنَّ إدراكنا لحجم التحديات المحلية والعالمية ومعرفتنا بخارطة الصراعات والمصالح في العالم وفهم طبيعتها وحدود تأثيرها، يُعزز قدرتنا على التعامل معها كفرص مواتية لتبنّي سياسات فاعلة لإرساء السلام وتنمية الاقتصاد وتعميق الشراكات الاستراتيجية القائمة على التعاون والتكامل الاقتصادي انطلاقًا من ثوابتنا ومصالحنا الوطنية العليا.
ومن هذا المنطلق فإننا ندعو كافة دول العالم للتضافر من أجل بناء عالم تسوده قيم الإنسانية والعدالة، تحترم فيه مقدسات كل أمة وهويتها ودينها ومعتقداتها وأخلاقها، وكرامة الإنسان فيه مصانةٌ وحقوقه مكفولةٌ في عالم ينشأ شبابه في توازن وانسجام بين أساسه الروحي ومتطلباته المادية، وفي هذا الجانب فإننا نولي أبناءنا من الأطفال والناشئة والشباب العناية الكاملة والاهتمام المتواصل.
ونسعى دائمًا لتعزيز الجهود والبرامج الحكومية للحفاظ على إرثنا الأخلاقي والقيمي والسلوكي، وعلى تبني مبادرات حكومية ومجتمعية واسعة تُمكِّن هذه الأجيال من استلهام موروثنا الوطني والتسلح بمبادئه الصافية والاحتكام لمنظومتنا الأخلاقية السامية، كما ندعو أبناءنا الأعزاء إلى التعاون والتكاتف فيما بينهم فإنهما أساسٌ راسخٌ للنجاح والتقدم والريادة وأن يستفيدوا من التقنيات الحديثة في بناء قدراتهم وتوظيف مهاراتهم في نقل وتبادل المعرفة.
أبناء عُمان الأوفياء
لم تكن التحديات يومًا عائقًا في طريق أسلافنا لتأسيس دولة شهد لها العالم بالسيادة والريادة، ولن تكون لنا إلّا دافعًا للبناء على ما أسسوا، سائرين على هديٍ من ثوابتنا الحضارية الراسخة، نتقدم بثقة في سبيل الوصول بهذا البلد العظيم إلى مكانته الأسمى التي يستحق.
وفي ختام حديثنا إليكم، نوجه كلمة شكر وتقدير لكل يد تسهم في بناء هذا الوطن العظيم من كافة القطاعات وفي كل الميادين والمجالات كما نوجه كلمة شكر واعتزاز لأبنائنا المخلصين الأوفياء في ميادين العز والشرف من القطاعات العسكرية والأمنية بكافة وحداتها وتشكيلاتها. حفظ الله عُمان آمنةً مطمئنةً وحفظ شعبها الوفي في رخاء وازدهار وأمدنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.