ماذا نُريد من "إكسبو أوساكا 2025"؟

 

خلفان الطوقي

 

بعد حوالي 4 أشهر من الآن سوف يكون هناك حدث عالمي، وهو أحد أبرز الفعاليات العالمية على الإطلاق، وهو ما يُسمى بـ"إكسبو أوساكا 2025: الذي سيقام في اليابان، وسوف تشارك سلطنة عُمان هذا الحدث العالمي مع أكثر من 155 دولة ومنظمة حول العالم، حيث يقام هذا الحدث العالمي كل خمسة أعوام، وفي كل نسخة يحمل الحدث عنوانا معينا، وعنوان هذه المرة هو "ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات".

وخلال الأسبوع الماضي، ترأس صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، اجتماع اللجنة الرئيسية للتحضير لإكسبو أوساكا، الذي سينطلق في أبريل المقبل، ويستمر لمدة 6 أشهر، أي حتى 13 أكتوبر 2025، وذلك يعكس قمة الاهتمام الحكومي لهذا الحدث من ناحية، والتفاؤل المجتمعي من ناحية أخرى.

المشاركات السابقة للسلطنة بها نجاحات ولا أحد ينكرها، لكن يبقى المأمول أكثر بكثير، وخاصة أن المشاركة العُمانية أصبحت ناضجة، والمشاركة في أوساكا لا بُد أن تكون أكثر نضجًا ونجاحًا، فماذا نريد من هذه المشاركة؟ ولعلنا من هذه المشاركة نستطيع أن نحقق العديد من الفوائد، وهذه أهمها:

- الترويج: وهذا هو الهدف الأسمى، ليس فقط لعُمان، وإنما لجميع الدول المشاركة في هذا الحدث العالمي، وعلى السلطنة أن يكون هذا هو اهتمامها الأعلى.

- نقل أفضل ما لدينا: من يتابع إكسبو هذا الحدث العالمي في الماضي سوف يلاحظ أن كل بلد تعرض أفضل ما لديها، وليس بالضرورة أن تنافس غيرها، وذلك لأن لكل بلد إمكانيات، ولا يمكن تجاوزها، عليها، فمن الذكاء أن نركز في ما هو مميز لدينا، ونتفوق فيه.

- نقل أفضل ما لديهم إلينا: وهذا هو هدف الاحتكاك بالآخرين، والاختلاط بأكثر من 30 مليون زائر وفي وقت قياسي ومن أكثر من 155 دولة من أنحاء العالم.

- تفادي الأخطاء السابقة: وذلك باستحضار كل أخطاء الماضي، والاستفادة من الدورس والعبر، وتفاديها لتصبح أكثر نضجا وربحا.

- تعظيم العائد من المشاركة: مشاركة السلطنة جوهرية، وإن كانت مكلفة، فلا بأس في ذلك، لكنه من المهم تعظيم العائد بأضعاف مضاعفة، وذلك من خلال جذب أكبر عدد ممكن الزوار من سياحاً ومستثمرين.

- تحديد معايير أداء: وتحديد هذه المعايير قبل المشاركة بوقت كاف، وتعريف الجميع بها، بحيث تكون المشاركة ليست شكلية وإنما تكون مبنية على عوائد ملموسة يمكن قياسها وغير ملموسة كنتائج طويلة المدى.

إنَّ عُمان مليئة بما يمكن لنا أن نروجه من مناظر طبيعية ومواقع سياحية وفنون وثقافة وتجارب وأزياء وتاريخ وحضارة وغيرها الكثير، لكن أهم من هذا وذاك إشراك المواهب العُمانية المؤهلة بعيدًا عن المجاملات، دمج الشباب المميز النابض بالحماس والنشاط، الكفاءات الغيورة والمحبة أن ترى بلادها في "العلالي" وفي المكانة التي تستحقها.

الأكثر قراءة