◄ مع استقبالنا عام 2025.. علينا دائمًا أن نكون إيجابيين وأن نرسم في الأفق شعاعًا من الأمل
د. خالد بن علي الخوالدي
ندخل معًا عام 2025 بعدما ودّعنا عام 2024، بكل ما فيه من أحداث وصراعات وإنجازات. وفي عام جديد، ننتظر تحقيق الأحلام والطموحات. وفي هذه اللحظات الفاصلة بين عامين، تتجدد الآمال وتزداد التطلعات، مما يجعلنا نراجع ما مضى ونتطلع إلى ما هو قادم.
لا شك أنَّ عام 2024 كان عامًا مليئًا بالأحداث والتغيرات التي شكلت ملامح العالم بأسره. وأول هذه التغيرات هو ما يحدث في الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي أزعم أنه أحد المعجزات الإلهية، وإلا كيف تستطيع غزة، بعد أن تخلى عنها كل العالم، أن تصمد طوال هذه الشهور والأيام؟ بل ما زال هؤلاء الأبطال يقدمون صورًا للتضحيات لم تحدث في هذا العالم منذ قرون. ومن هذا التحدي، نعرج على التحديات الاقتصادية التي أثرت على العديد من البلدان، إلى الأزمات السياسية التي عصفت ببعض الدول، وسوريا أقرب مثال.
ومع الكثير من التحديات والمصائب، شهدنا أيضًا العديد من الإنجازات في ميادين مختلفة. فقد كان عام 2024 عامًا حافلًا بالتطورات التكنولوجية، حيث استمرت الابتكارات في مختلف المجالات، بدءًا من الذكاء الاصطناعي وصولًا إلى الفضاء، مرورًا بتطورات كبيرة في مجالات الصحة والطاقة المتجددة. وفي المجال الاجتماعي، عشنا لحظات صعبة، لكننا في الوقت نفسه شهدنا تجليات للمرونة الإنسانية في مواجهة التحديات، حيث كانت هناك مشاهد من التضامن والرحمة بين الشعوب، تجسدت في مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية وحملات الإغاثة الإنسانية التي ألهمت العالم بأسره.
ومع استقبالنا عام 2025، علينا دائمًا أن نكون إيجابيين وأن نرسم في الأفق شعاعًا من الأمل. فكل بداية هي فرصة جديدة، وعام جديد يعني بداية مرحلة جديدة من التحديات والفرص التي يمكن أن تفتح أمامنا آفاقًا واسعة للنمو والتطور. لكن كما هو الحال دائمًا، سيكون عام 2025 مليئًا بالتحديات التي ستحتاج منَّا إلى الحكمة والمرونة في التعامل معها.
على الصعيد الاقتصادي، هناك العديد من التوقعات بتحسن الظروف الاقتصادية في عُماننا الحبيبة، خاصة مع استمرار التحول نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، وتحرر الغاز الطبيعي من العقود المجحفة التي استمرت سنوات، إلى جانب وجود الكثير من الآمال الخاصة بافتتاح مصادر للتعدين من عدة مناجم للنحاس في ولايات محافظة شمال الباطنة وغيرها من المحافظات الأخرى. إضافة إلى استقطاب العديد من الاستثمارات لدول عدة، بدأت بالفعل في تعزيز استثماراتها في مختلف المجالات؛ مما يفتح المجال لفرص عمل جديدة ويعزز الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل. ومع تسارع التحولات الرقمية، سيكون عام 2025 عامًا مليئًا بالفرص في قطاع التكنولوجيا؛ بدءًا من الذكاء الاصطناعي وصولًا إلى الثورة الرقمية في القطاعات التقليدية مثل التعليم والصحة.
وعلى المستوى الاجتماعي، يبقى التحدي الأكبر هو تعزيز التضامن الاجتماعي وتوفير حياة كريمة لجميع الأفراد، وتوفير فرص عمل للباحثين عن العمل. وتسعى الحكومة إلى إيجاد حلول عديدة لهذه القضية من خلال فتح المجال أمام الاستثمار، وتشجيع العمل الحُر، وتسهيل إجراءات التعامل الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير عقود عمل لها من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية، وغيرها من الإجراءات التي ستعمل على الاستقرار الاجتماعي. ومع ذلك، يجب على الحكومة أن تعمل على إيجاد حلول مبتكرة لتحسين أوضاع الفئات الأكثر ضعفًا.
ومع كل هذا، يبقى عام 2025 فرصة جديدة لنا جميعًا لتحقيق آمالنا وأحلامنا. هو عام يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة من النجاح والتقدم؛ سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي. فلنأخذ دروسًا من الماضي ونستفيد من خبراتنا، ولنعمل معًا على خلق عالم أفضل للأجيال القادمة. وعلينا استقبال عام 2025 بعزيمة جديدة، وبإيمان قوي بأن كل تحدٍ يمكن أن يتحول إلى فرصة، وأن كل صعوبة يمكن أن تلد نجاحًا جديدًا. ومع كل يوم جديد، دعونا نعيش بتفاؤل ونتطلع إلى المستقبل بأمل، لأنَّ المستقبل دائمًا يحمل في طياته إمكانيات غير محدودة.
كل عام وعُماننا وسلطاننا وشعبنا العُماني والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع في نعيمٍ وخيرٍ واستقرار وأمن.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.