الكاتب حمد الناصري

خاض أحمرنا العُماني مُباراة مهمة وحاسمة ضمن المجموعة الاولى لبطولة كأس الخليج ٢٦ المُقامة في الكويت الشقيقة مساء الأمس تمكّن فيها من الفوز على المنتخب القطري الشقيق بهدفين مقابل هدف واحد ، تصدّر من خلالها المجموعة مُناصفة مع الازرق الكويتي الذي تغلب بدوره على الابيض الاماراتي وظهر مُنتخبنا بمستوى راقي وحماسي ولم يُؤثر على معنوياته الهدف القطري المُبكر بطل النسخة الأخيرة من أمم ٱسيا.

وبدا مُدرب منتخبنا غير راضٍ رغم التفوّق العُماني في الاداء والنتيجة بسبب إضاعة بعض اللاعبين فرصًا سهلة بطريقة غريبة، وكان أداء الأحمر أكثر استقرارًا وتمكنًا بقيادة المُدرب الوطني الذي يبدو أنه فكّ شَفرة نقص التهديف المُستعصية ووجد ضالته في المُهاجم الخطير والمُقاتل في الملعب عصام الصُبحي الذي سجل هدفي مُنتخبنا .

وكعادة منتخبنا في البطولات الأخيرة أنه يدخل البطولة وهو ليس من ضِمن المرشحين للفوز بها، ولكنه يصل إلى المباراة النهائية بجدارة واستحقاق ويحصد الكأس او المركز الثاني ويكون الحصان الأسود للبطولة.

والمُباراة أثبتت أنّ أيقونة فرح جمهور الأحمر هو المُدرب الوطني الرائع الذي نجح في استثمار امكانيات لاعبيه ومهاراتهم وأدار المُباراة بعقلية احترافية وهادئة وأوصلها إلى برّ الامان بفوز مُهم أفرح جمهورنا الوفي ، فهنيئاً لجمهور الاحمر النتيجة والمُستوى العالي وهنيئًا للمنتخب ومُدربه الكُفء لما بذلوه من عرق وجهد في الملعب أفرحوا به وطنًا بأكمله..

لقد كانت مُباراتنا مع منتخب قطر من أجمل مُتع المُستطيل الاخضر ، أقدام تتحرّك كأنها موسيقى، وكُرات خذ وهات ذكّرنا بالجيل الذهبي ،وإبداع كروي ولُعب وحماس كانت نتيجتها كلها  فرحة وانتصار.

ولعب الأحمر بأداء جماعي وهندسة ربطت كل الخيوط وتقارب الصُفوف بلا أنانية وبروح قتالية عالية ، فعصام الصُبحى عالي الموهبة الجبّارة لم يكن وَحْده من أبدع وبذل بل كان كُل المنتخب خليّة نَحل أدارها المُدرب الفذّ رشيد جابر ، وظهر عبدالرحمن المشيفري بمستوى راقي وأعطى بكل ما لديه من جُهد  وجميل اليحمدي كان جميلاً بالقوة والسرعة والحماس ولم يكن أمجد الحارثي عن الروح القتالية العالية ببعيد بل سار إلى خُطى المَجد بروح الاصرار  ، وأزعج  مُنذر العلوي الخصم منذ دخوله حتى صَفّارة النهاية.. وكانت كُل الخطوط أسْوار من صُخور لا تُخترق .

وكما أسلفنا أنّ منتخب قطر كان البادئ في التسجيل في الدقيقة 3 ولكنّ منتخبنا وبكل إصرار وتحدّي ومُتابعة من عصام الصُبحي تمكّن من الحصول على ركلة جزاء صحيحة أودعها نفس اللاعب بهدوء في المرمى القطري مُحرزا هدف التعادل في الدقيقة 20 من الشوط الأول وعمّت الفرحة مُدرجات جمهورنا الأحمر الهادر.

وجاء هدف عُمان الثاني من هجمة خاطفة وتمريرة من اللاعب مُنذر العلوي أمام خط المرمى لتجد قدم عِصام مرة أخرى في استقبالها ليودعها في سَقف المرمى القطري أمام ذهول المُدافعين القطريين وفرحة لاعبينا.

وقد صرّح الكابتن رشيد جابر قائد مُنتخبنا الوطني في المؤتمر الصحفي قُبيل المُباراة يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2024
"المباراة ستكون قوية ونحن قادرون على تحقيق الفوز أمام المنتخب القطري والحصول على النقاط الثلاث ونُدرك صُعوبة المُهمة ".

  كلمات زرعت الثقة في لاعبي الأحمر وحفّزتهم على الأداء المِثالي ، وقد أصبح رشيد أيقونة منتخبنا الأحمر التي نزهو بها ونفخر.

خلاصة القول:

حقق الأحمر العُماني هذا الانتصار المُهم والمُبهر بجهد عالٍ من اللاعبين وبهندسة ذهنية حاضرة من المُدرب الوطني الرائع رشيد جابر ،ونأمل أن تستمر هذه الروح والتحفيز والحماس في مباراتنا القادمة مع الامارات وبنفس الأداء والقوة وأنا أضمن أنّ الموج العُماني الهادر سيكتسح كل الفرق بتميز ومهارة ، وأرى ضُرورة إدخال صلاح اليحيائي في التشكيلة ليكون مكان المُنذر العلوي.

وختامًا إنّ فوز عصام الصُبحي بجائزة رجل المُباراة في هذا اللقاء هو استحقاق وهو جائزة لكل اللاعبين على أدائهم المُبدع
ولجهدهم وصُمودهم أجمل تحية وشُكر.