الحادي عشر من ديسمبر

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

في تاريخ الأمم والشعوب هناك أيام بعينها خالدة وعزيزة سطرت بأحرف من نور في سجلها ومجدها وتاريخها الناصع البياض، لتبقى مصانة بالعهد والولاء والطاعة، يستذكر من خلالها ملاحم الفداء والبطولات الوطنية العظام.

وفي عُمان هناك أيام ماجدة خالدة أسسها المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وسار من بعده على نفس النهج حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه. ففي الحادي عشر من ديسمبر من كل عام، تحتفل السلطنة بيوم قوات السلطان المسلحة.

لقد أدت قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الثلاثة البرية والبحرية والجوية والخدمات الهندسية، دورًا كبيرًا في بناء عُمان، فكانت إسهاماتها في مسار التنمية الشاملة ملموسًا وحاضرًا وواضحًا في كل مرافق الدولة.

وإذ نستذكر بكل جلاء دورها البارز في كل المجالات، فإنه لا يسعنا إلا الإشادة بها وبرجالها البواسل ونسور الجو العُمانيين والبحارة حراس موانينا وحدودنا الإقليمية.

يأتي الحادي عشر من ديسمبر هذا العام وقد قطعت قوات السلطان المسلحة شوطًا كبيرًا في التسليح والتطور، الذي شمل كافة أقسامها وفروعها، فقوات السلطان المسلحة التي كانت قبل 54 عامًا، ليست ما هي عليه اليوم، فمن مساكن العسكريين التي لم تكن مكيفة ومريحة وأدوات بسيطة، إلى أن أصبح العسكري اليوم يحظى في مقر عمله بكل وسائل الراحة والترفيه، وسهولة ويسر في الأعمال والتدريب والتمارين العسكرية.

لذا نجد منتسبي قوات السلطان المسلحة في ثمانينيات القرن الماضي، عاشوا مشقة ومُعاناة مختلفة من أجل عُمان، فتحملوا الكثير وضحوا بالكثير، فالراتب البسيط الذي كان يتقاضاه الجندي- آنذاك- لم يكن هو نفسه الراتب الذي يتقاضاه جندي اليوم، وكذلك النسب في التقاعد، وهو ما يؤكد مدى التطور الذي شهدته قوات السلطان المسلحة.

ومجالات العمل التي استُحدثت في قوات السلطان المسلحة اليوم تعددت بشكل كبير؛ فاليوم نجد المرأة العُمانية ترتدي البدلة العسكرية، ونراها في الميدان وفي مختلف المجالات، فقد استوعبت هذه القوات المرأة العُمانية وأتاحت لها فرص المشاركة والعمل والإنتاج والإبداع.

إنَّ عُمان وهي تمضي في مسار التنمية الحديثة وفي هذا العهد المتجدد، لتشعر بالفخر والاعتزاز بما وصلت إليه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها، ودورها الريادي والقيادي في حماية الوطن ومنجزاته ومقدراته من مسندم إلى صلالة، فكل الشكر والتقدير لمنتسبي قوات السلطان المسلحة على ما وصلوا إليه من عزة ورفعة.

إنَّ هذه القوات تحظى اليوم باهتمام كبير من لدن جلالة السلطان القائد الأعلى- أعزه الله- وتنعم بالتحديث والتطوير في كل مجالاتها المختلفة، وأصبح الجندي العُماني به من الشجاعة والقوة والفهم والدراية والتدريب والإقدام، ما يجعله من أفضل العسكريين حول العالم، وقد حقق الكثير من الإنجازات.

تحية إجلال وإكبار لقوات السلطان المسلحة في يومها الخالد الماجد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة