د. جمالات عبد الرحيم
بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في عام 2011، تمسكت العديد من الأنظمة العربية بموقف يتسم بالتحالف مع القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، في مسعى لإسقاط النظام السوري. ولكن كان السؤال الأهم: هل أخذت هذه الأنظمة جميع التعهدات والشروط التي تضمن للشعب السوري حياة آمنة دون أي تهديدات خارجية؟
من المعروف أن التحالفات الدولية غالبًا ما تتسم بالغموض، حيث إن الدول قد تتفق على أهداف مُعينة دون أن تكون هناك التزامات قانونية واضحة. لذا، فإنَّ دعم بعض الأنظمة العربية للمعارضة السورية قد جاء مدفوعًا بمصالحها الوطنية أكثر من كونه استجابة لرغبات الشعب السوري.
وفي سياق دعمهم للمعارضة، لم تكن هناك تأكيدات قوية أو تعهدات مكتوبة قُدمت للشعب السوري تضمن له العيش الآمن في بلاده. ويبدو أنَّ الأنظمة العربية التي تصدرت المشهد في تلك المرحلة قد بالغت في تقدير قدرتها على التأثير على الوضع الداخلي في سوريا، وفي الوقت نفسه، غضت الطرف عن المشاكل المتعددة التي ستنشأ في حال نجاحها في إسقاط النظام.
كان هناك شعور عام بأنَّ هذه الأنظمة قد استثمرت في تغيير النظام دون وضع خطط واضحة لما سيعقب ذلك. لذا، وجد الشعب السوري نفسه في خضم الفوضى والانقسام، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
ولا يمكن إغفال تأثير الكيان الصهيوني على المنطقة بأسرها؛ فالنزاع في سوريا لم يكن محصورًا في حدودها، بل كانت له تداعيات على الأمن الإقليمي. وقد كانت هناك تهديدات مباشرة من قِبل الجيش الإسرائيلي، الذي أظهر استعدادًا للتدخل في الشأن السوري تحت مبررات مُعينة.
في هذا السياق، لم تكن الأنظمة العربية المدعومة من قبل الولايات المتحدة قادرة على ضمان عدم تدخل إسرائيل أو حتى ضمان انسحاب قواتها من الأراضي السورية. وبالتالي، يبقى السؤال معلقًا: هل كانت الأنظمة العربية على استعداد لتقديم الدعم للشعب السوري مع إدراكها للعواقب المحتملة لهذا الدعم؟
إنَّ الانقسام العربي حول دعم المعارضة السورية يكشف عن واقع مؤلم؛ فالأنظمة العربية التي تطبعت مع النظام الأمريكي والصهيوني كانت تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة أكثر من تقديم حلول حقيقية للشعب السوري. وهذه الديناميكيات تشير إلى حاجة ماسة لإعادة تقييم استراتيجيات الأنظمة العربية تجاه النزاعات في المنطقة، وضرورة التركيز على الحلول الدائمة التي تضمن حقوق الشعوب وأمنها.
لذلك، لا يزال الشعب السوري يبحث عن مستقبل آمن ومستقر، بعيدًا عن أي تهديدات خارجية، في ظل غياب الرؤى الواضحة من قبل الأنظمة التي كانت تأمل في تغيير النظام.
وبعد إسقاط بشار الأسد ما زال الجيش الأمريكي والصهيوني يضربان المواقع السورية ويزعم أنه ينشر السلام في سوريا.
وللأسف النظام العربي يمثل محورًا أساسيًا في تدخل أمريكا وإسرائيل في الشؤون السياسية السورية التي لا تضمن للشعب السوري المعيشة المستقرة، وسوف يكشف التاريخ ذلك.
التاريخ أثبت أن أمريكا دائماً منحازة إلى الاحتلال الصهيوني، ولن تدعم أي خطوة للسلام في الشرق الأوسط.