شاهدنا جميعًا مراسم الاستقبال المهيبة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بالقصر الملكي في العاصمة البلجيكية بروكسل؛ وذلك بمناسبة زيارة "دولة" يقوم بها جلالتُه لمملكة بلجيكا الصديقة.
وتُؤكد هذه المراسم مدى الحفاوة والترحيب والتقدير الذي تحظى به بلادنا، كما تترجم قوة العلاقات العُمانية البلجيكية في مختلف المجالات والشراكات الاستراتيجية بين البلدين الهادفة إلى تحقيق النمو في العديد من القطاعات الواعدة لتعزيز الاقتصاد والتبادل التجاري.
ومن الأمثلة على ذلك، دخول مملكة بلجيكا في شراكة استراتيجية مع عُمان في قطاعات الطاقة النظيفة، وخاصة الهيدروجين الأخضر، وكذلك في قطاع الموانئ "ميناء الدقم" والخدمات اللوجستية المرتبطة بها، لتصير الاستثمارات البلجيكية حاضرة على خريطة الاستثمار في البلاد.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات التجارية بين البلدين نموًا مُطردًا، مع تركيز خاص على مجالات التصنيع والطاقة المتجددة؛ حيث استفادت عُمان من الخبرة البلجيكية في تقنيات إدارة الموانئ؛ ما عزَّز مكانتها كمركز لوجستي عالمي.
إنَّ العلاقات مع مملكة بلجيكا تعكس استراتيجية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- القائمة على الانفتاح على الآخر كأساسٍ لبناء اقتصادٍ قوي ومتنوع مُتشابك مع العالم، في الوقت الذي تتمتع فيه عُمان بالموقع الجغرافي المُتميِّز والموارد الطبيعية المتنوعة، ولا شك أن مسيرة العلاقات الدولية لسلطنة عُمان آخذة في التطور والازدهار بما يخدم الأهداف الوطنية والمصالح العُليا للدولة.