د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
في ليلةٍ غنَّى فيها القمر وتراقصت النجوم واصطفت الكواكب في سماء القاهرة عاصمة المُعز تحت قبة دار الأوبرا المصرية العريقة، احتضنت الدارُ الليلةَ العُمانيةَ ضمن فعاليات مهرجان ومُؤتمر الموسيقى العربية لعام 2024، وبمُشاركة 15 فنانًا عُمانيًا وعربيًا، فأطربت وشجت تلك الأصوات في هذه الليلة الفنية الغنائية الرائعة الحضور، باللحن العُماني الأصيل والكلمات الجميلة وصاغت الأصوات معاً سيمفونية موسيقية فريدة من نوعها.
أما مايسترو هذا الحدث فهو الفنان المُبدع المُلحِّن صاحب الحضور والحسِّ الفني المُميَّز عُمانيًا وخليجيًا وعربيًا الموهوب السيد خالد بن حمد بن حمود البوسعيدي الذي تألق حضورًا وروحًا وفنًّا؛ حيث استطاع في هذه الليلة المميزة أن يدمج عشرات الألحان والأغاني والكلمات من إبداعاته، وأخرج سيمفونية أوبراليّة عُمانية فريدة من نوعها، وكيف لا وهو صاحب أشهر الألحان لأشهر الأغاني في تاريخ الفن العُماني.
كان السيد خالد بن حمد بن حمود البوسعيدي بحقٍ سفير اللحن العُماني، ونال تكريمًا مُستحقًا مع كوكبة من الفنانين العرب، وتألَّق هذا العُماني الأصيل رافعًا بكل شموخ اسم عُماننا بين الأمم.
في تلك الليلة السعيدة، انطلقت تلك الحناجر الحالمة مُحلِّقة في سماء أرض الكنانة وتغنّت معها النسمات المصرية مُعلنة حضور سلطنة عُمان وأبنائها الفنانين.
وقد أشادت الصحافة المصرية بهذا الحدث الفني الجميل الذي حضره المئات وعلى رأسهم سفير سلطنةً عُمان بجمهورية مصر العربية سعادة عبدالله الرحبي الدبلوماسي المرموق والأديب النحرير والمُثقف الحاذق والفنان الأصيل.
ونحن هنا نُشير إلى كيفية استطاعة الموسيقى أن تكون اداة ترويج سياحي؛ حيث تنوعت وسائل الترويج لتشمل الأغاني والألحان والتي أكدت على تأثيرها الإيجابي وقدرتها على جذب السياح؛ ففي هذا المهرجان توشَّح العُمانيون بالأزياء العُمانية؛ فنانون وفنانات، وشكّلوا لوحة فنية رائعة نشرت البهجة والسرور في نفوس الحضور.
عندما تتغني الحناجر بجمال سلطنة عُمان مُخاطِبةً آذان الحضور، والذين بدأوا في رسم صورة سياحية لها، طرح الجمهور تساؤلات عن هذه الأرض الثرية بالتنوع الفني الجميل وعن أهلها الأطياب.
إن وجود أصوات عُمانية نشطة خارج سلطنة عُمان تنسج نواة ووصفا موسيقيا سياحيا للمستمعين عن عُماننا، لهو ترويج سياحي راقٍ ومُنظَّم. وما تؤديه مثل هذه الحفلات من أدوار، يعمل على تعريف الجمهور غير العُماني بالموروث الموسيقي والفن العُماني المُمتع الذي يشع بالأصالة وينبض بروح الماضي والحاضر؛ فمع كل معرض أو ملتقى أو ندوة خارج سلطنة عُمان يجب أن يكون للموسيقى العُمانية حضور؛ بما يُعزِّز من جاذبية سلطنة عُمان كوجهة سياحية ثقافية.
لذا نرى أنَّ مثل هذا الحدث الذي احتضنته دار الأوبرا المصرية، يجب تكراره في العديد من الدول العربية والأوروبية، وكذلك في دول التدفق السياحي؛ حيث للموسيقى وقع جذّاب يشُد الروح والعقل، ويُثير رغبة المستمع في معرفة منبع هذا اللحن العذب وتلك الكلمة الصادقة.
ومع استمرار ارتفاع شعبية السياحة الموسيقية في العالم ورغبة العديد من السياح في حضور تلك الفعاليات، يتعين علينا توظيف الكلمة والموسيقى لتمشي جنبًا إلى جنب مع السياحة، ونخلق عناصر جذب تعمل على الترويج السياحي لسلطنة عُمان..
شكرًا لكل من يعمل على الترويج لهذا الوطن الغالي، وشكرًا لسفير اللحن العُماني السيد خالد بن حمد بن حمود البوسعيدي.