لن أعيش في جلباب رجل

 

وداد الإسطنبولي

طيوف من الأفكار تروح وتغتدي، وحديثٌ يرسم على وجهي ابتسامة خاطفة. ستفهمون قصدي عبر الإبحار في السطور. ولا أريد أن أجعله حديثًا فلسفيًا؛ حتّى لا تدّعون أني أتعالى بنفسي، أشعر أنني عاطفية الآن وأوقعتُ نفسي في ورطة هذا المقال، ولكن لا زلت أقول إن مَن يهيم على السطور هو سيّد نفسه، وأنا المسؤولة عمّا يكتبه قلمي؛ فهذا اختياري ولن أتراجع عنه؛ لأننا لسنا في معركة أريد بها الانتصار لنفسي بقدر ما هي معركة نلتحم فيها مع بعض من أجل البقاء، ولست مترفعة أو متسلطة، لأنه حينما نظرت يمينًا ويسارًا لم أجد سوى مواجهة بعضنا في معركة الحياة.

وقد وجدت أن بداية طريق الحق قوله جلّ في علاه: "قوّامون على النساء"، ويجب أن تُفهم هذه الآية بقصدها الصحيح أيضًا؛ حيث إنَّ الرجل أفضل وأخير عن النساء، والقوامة هُنا ما هي إلا استعداد وتكوين لوظيفة الرجل وليس لإلغاء شخصية المرأة.

وساوى بيننا الإسلام، وقال النساء شقائق الرجال، فالثواب والعقاب ليس مقتصرًا على الرجال دون النساء أو العكس، وإن استطردنا في تمكين المرأة فهي أخت الرجل، فكما ارتأيت لهذا القول، فالقصد به أنها ذات حكمة ورزانة ورجاحة عقل توازي هذا الرجل؛ فيأخذ بمشورتها.

كل واحد منّا يقبع وحش في داخله ربما؛ فلا تلجمني لأني لا أصدك بكفيَّ، وأنا معك مسالمة ولبقة كما ينبغي لك أن تكون معي؛ ولنكن على خط مستقيم، نحن وجهان لعملة واحدة فلا تعاقبني بقانون طبيعتك. وعلى حسب درجة الوعي لكلينا فهناك اختلاف ولا نستطيع الحكم؛ كلّ على حسب ظروفه وبيته ووسطه وكلانا يحب التملك فيما يملك من خصائص واستقلالية.

وكلمة ليست الأخيرة؛ أنا منك، فأجدك الأب والابن والأخ والزوج والعمّ. والعكس كذلك فأنت مني فأنا الأم والزوجة والأخت والرفيقة إلخ..

فبأيّ علامة أضع هذا المفهوم، لن أعيش في جلباب رجل.

الأكثر قراءة