مُنذُ نكبة 1948 والشعب الفلسطيني يُقاوم من أجل استرداد أرضه المسلوبة في ظل تواطؤ دولي لم يشهده التاريخ، لم يكل ولم يمل، قدَّم مئات الآلاف من الشهداء من أبنائه وقادته، رجالًا ونساء، أطفالًا وشيوخًا؛ ليستمر النضال الفلسطيني حتى يتحقق الوعد بالنصر المُبين.
وعلى مدار هذا التاريخ الطويل من النضال الذي يُسطَّر في كتب التاريخ بمدادٍ من ذهب، فإنَّ العديد من قادة المقاومة استُشهدوا على طريق تحرير القدس، ليرحلوا عن عالمنا تاركين خلفهم إرثًا كبيرًا تحمله الأجيال تلو الأجيال، مؤمنين بقضيتهم ومُصرين على تحرير أرضهم.
الشعب الفلسطيني الشقيق ومنذ احتلال أرضه، يحمل السلاح في يد، وفي الأخرى مفتاح ديارهم التي هُجِّروا منها، وميراث الأبناء في فلسطين دائمًا ما يكون السلاح والمفتاح، ليتجدَّد الأمل مع كل جيلٍ فلسطيني بأنَّ هذه الأرض فلسطينية، وأن تحرير كامل ترابها واجبٌ، وقد بات مُمكِنًا، بعد "طوفان الأقصى".
لقد مثّل استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المُقاوم القائد يحيى السنوار، ضربة قوية لا ريب، حاول الاحتلال أن يحولها لصورة نصر كبيرة، لكنها تحوَّلت إلى واحدةٍ من صور الإصرار والعزيمة والثبات، لتتداول الأجيال هذا المشهد الفدائي الذي يرسم في عقولهم ونفوسهم الصورة الحقيقية للمقاوِم الفلسطيني، الذي لا يترك سلاحه إلّا بالنصر أو الاستشهاد.
إنَّ القاعدة الأساسية التي يُدركها الجميع- وحتى الكيان الإسرائيلي نفسه- أن المقاومة فكرة لا تموت برحيل قادتها، وأن أي احتلالٍ مصيره الزوال؛ سواء قرُب ذلك أم بعُد، مع الإيمان الصادق بوعد الله الحق، قبل كل شيء.. فتحريرُ فلسطين آتٍ آتٍ آتٍ.