غارة إسرائيلية تهز بيروت بعد معارضة أمريكا لنطاق الهجمات الجوية

بيروت/واشنطن - رويترز
قال شهود من رويترز إن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة معارضتها لنطاق الهجمات الإسرائيلية في المدينة وسط ارتفاع عدد القتلى ومخاوف من تصاعد أوسع الصراع ليشمل إيران.

وسمع الشهود انفجارا وشاهدوا عمودا من الدخان. جاء ذلك بعد أمر إخلاء أصدره الجيش الإسرائيلي لمبنى في المنطقة.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية أثرت على أكثر من ربع لبنان، بعد أسبوعين من بدء إسرائيل توغلاتها في جنوب البلاد والتي تقول إنها تهدف لإبعاد مسلحي جماعة حزب الله.

وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان أمس الثلاثاء إن مسؤولين أمريكيين أكدوا لبلاده أن إسرائيل ستخفف حدة ضرباتها على بيروت وضاحيتها الجنوبية.

ولم تضرب إسرائيل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية منذ العاشر من أكتوبر، عندما أسفرت ضربتان بالقرب من وسط المدينة عن مقتل 22 شخصا وهدم مبان بالكامل في حي مكتظ بالسكان.

وقالت مصادر أمنية لبنانية في ذلك الوقت إن المسؤول في حزب الله وفيق صفا كان الهدف لكنه نجا. ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل.

وتسعى بعض الدول الغربية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بين الجانبين، وكذلك في غزة، لكن الولايات المتحدة تقول إنها تواصل دعم إسرائيل وقررت أن ترسل إليها نظاما مضادا للصواريخ وقوات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أمس إن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الضربات التي وقعت في الآونة الأخيرة.

وقال للصحفيين "عندما يتعلق الأمر بنطاق وطبيعة حملة القصف التي شهدناها في بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية، فهذا شيء أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بالقلق تجاهه ونعارضه"، مستخدما لهجة أكثر صرامة من تلك التي اعتادت واشنطن استخدامها حتى الآن.

وتكثف إسرائيل ضغوطها على حزب الله منذ أن بدأت توغلاتها في لبنان بعدما قتلت قادة وزعماء من الجماعة، على رأسهم الأمين العام السيد حسن نصر الله الشهر الماضي في أكبر ضربة للجماعة منذ عقود.

وذكر بيان إسرائيلي أن نتنياهو قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية أمس إنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال إنه "فوجئ" بنية ماكرون عقد مؤتمر حول لبنان.

وقال مكتب نتنياهو في بيان منفصل "تذكير للرئيس الفرنسي: لم يكن قرارا من الأمم المتحدة الذي أنشأ دولة إسرائيل، بل النصر الذي تحقق في حرب الاستقلال...".

ولم يرد قصر الإليزيه بعد على طلب للتعليق. وكان الخلاف قد دب بين الطرفين من قبل، لأسباب من بينها دعوة ماكرون لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

* ألم ووقف القتال

وسط تعثر الجهود الدبلوماسية، يستمر القتال.

وقال الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء إنه أسر ثلاثة أعضاء من قوة الرضوان، وهي قوة النخبة التابعة لحزب الله، واقتادهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم. ولم تصدر الجماعة اللبنانية أي تعليق بعد.

وقال نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم في وقت سابق من أمس الثلاثاء إن الجماعة المدعومة من إيران قررت "معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو"، في إشارة إلى إسرائيل، لكنه دعا أيضا إلى وقف إطلاق النار.

وقال قاسم في خطاب مسجل "بعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى".

ولم يرد تعليق حتى الآن من إسرائيل التي تقول إن عمليتها في لبنان تهدف إلى ضمان عودة عشرات الآلاف الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في شمال إسرائيل بسبب هجمات حزب الله.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من اليوم الأربعاء إنه رصد طائرتين مسيرتين تعبران من لبنان إلى إسرائيل بعد انطلاق صفارات الإنذار التي دوت في الجليل الأعلى. وأضاف أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، قتلت الغارات الإسرائيلية 2350 شخصا على الأقل خلال العام الماضي وأصابت ما يقرب من 11 ألفا، كما نزح أكثر من 1.2 مليون.

ولا يفرق هذا الإحصاء بين المدنيين والمقاتلين لكنه يشمل مئات النساء والأطفال.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه اللبنانيون بينما تحاول إسرائيل تدمير البنية التحتية لحزب الله في صراعهما الذي تجدد قبل عام عندما بدأت الجماعة اللبنانية إطلاق الصواريخ على إسرائيل دعما لحماس مع اندلاع الحرب في غزة.

والتركيز الرئيسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان في سهل البقاع شرقا والضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان حيث تقول قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) إن النيران الإسرائيلية أصابت قواعدها في وقائع متعددة وأصابت بعض أفرادها.

تعليق عبر الفيس بوك