د. أحمد بن علي العمري
أول من اكتشف موزمبيق هو العالم الجغرافي والمُجاهد البطل العماني أبو محمد موسى بن بيق الأزدي النبهاني العُماني عام 908هـ؛ فسُمِّيَت باسمه، وهو موسى بن بيك أو موسى البيكي أو حتى موسى بن مالك حاكم جزيرة موزمبيق قبل أن يحتلها البرتغاليون.
واليوم هناك جامعة في مابوتو تحمل اسم حاكم موزمبيق موسى بن بيق الذي حكم موزمبيق قبل 500 سنة مضت تسمى جامعة موسى بن بيكي التي تأسست في عام 1998.
وقد عرف بأنه تاجر السعادة، فقد وصل إلى الجزيرة ونشر فيها الخير والعدل والأمان دون استخدام القوة وقد كان ثرياً، وأينما ما ظهر الخير ظهر هو بقوافله ينثر السعادة والطمانينة والرخاء. كان يومن بقيمه العليا وبمبادئه التي لا يتنازل عنها أبدًا مهما كانت مكاسب التجارة والمغريات والأرباح.
فقد أسدى الخير إلى جميع الأشخاص الذين تعامل معهم فأحبوه واتبعوه وقد أبهرت شخصيته سكان الجزيرة فالتفوا حوله وعاضدوه وناصروه ورأوا فيه رجل الزعامة والقيادة والحكمة وقد أصبح مقصدا لجميع أصحاب الحاجات في تلك الجزيرة.
وقد اجتمع أهل الجزيره وبعد نقاش طويل ومستفيض توصلوا إلى اختيار موسى بن بيق حاكماً للجزيرة، فذهبت إليه النخبة منهم وأبلغوه أنهم اختاروه حاكمًا للجزير لينشر العدالة وإحقاق الحق فوافق، وأسموا الجزيرة موسى مبيق، وترجمت لاحقًا إلى موزمبيق، وقد احتلها البرتغاليون عام 1500 لمدة 4 قرون ونصف القرن، لتنال استقلالها سنة 1975.
نشأت موزمبيق منذ القرن الأول الميلادي حتى اكتملت في القرن الخامس الميلادي؛ حيث هاجرت اليها موجات من الناطقين بلغة البانتو من الشمال عبر وادي نهر زامبيزي، ثم تدريجيًا إلى الهضبة والمناطق الساحلية.
هكذا هي عُمان التاريخ والحضارة والإرث الضارب في جذور التاريخ.
وحتى لا ألقي الأمر جزافًا فقد تشرفت بالالتقاء مع أحد الإخوة الأعزاء الكرام من أعضاء البرلمان الموزمبيقي، وطلبت منه أن يتأكد لي من الحقيقة والمعلومة، والرجل- جزاه الله خيرًا- رجع إلى بلاده، وبعد البحث والتقصي أكد لي أنَّ موسى بن بيق هو عُماني الأصل والهوية، وأنهم في موزمبيق يفتخرون به، كما نفتخر به نحن هنا في سلطنة عُمان.
فلله در عُمان في تاريخها وأصالتها وعراقتها وثبوت أصلها وجذورها التاريخية.
الله يحفظ لنا أمتنا وقادتنا وعظماءنا، الذين سطروا تاريخنا بأنامل من الذهب وبجهود لا تُغلب ولا تُقهر.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.