مصدر لـ"الرؤية": نقل الشاعر العُماني زاهر الغافري إلى العناية المركزة في السويد

 

 

الرؤية- خاص

نُقِل الشاعر زاهر الغافري إلى وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات مالمو السويدية، نتيجة لتدهور حالته الصحية الناتجة عن تليف الكبد، حيث قال الأطباء إنِّه مصاب "بتعطُّل شبه كامل في وظائف الكبد"، حسبما ذكر مصدر مُقرَّب من عائلة الغافري لجريدة الرؤية.

وعُرِفَ الشاعر زاهر الغافري بأنه أحد كُتاب قصيدة النثر بسلطنة عُمان، وولد في عام 1956، وانتسب إلى جامعة محمد الخامس بالرباط وبالتحديد قسم الفلسفة، وقد أثرى الساحة الشعرية العربية بأكثر من 12 مجموعة شعرية على امتداد تجربته الشعرية التي امتدت ما يزيد عن ربع قرن، تُرجمت بعض أعماله إلى اللغات الأجنبية ومنها الإسبانية والصينية.

ومن بين هذه الأعمال الشعرية التي اشتهر بها: "أظلاف بيضاء"، و"الصمت يأتي للاعتراف"، و"أزهار في بئر"، و"في كل أرض بئر تحلم بالحديقة"، و"حياة واحدة، سلالم كثيرة".

وحمل أحد دواوينه الشعرية عنوان "هذيان نابليون... ولعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت"؛ حيث واصل في هذا الديوان لعبته الشعرية المميزة بطرافتها وسخريتها، السوداء ومأسويتها الوجودية.

ويوصف الغافري بأنه شاعر الترحال والوطن، ومن بين ما كتبه:

لقد تركتُ حياتي هناك بين الأحجار

وها أنا الآن كمنْ يصطاد أضواء الغروب

هل كان ينبغي أن تمضي

كل تلك السنوات

كي أكتشف أنني صيحةٌ عائدة من الموت.

من عزلةٍ أخفّ من ريشة طائر

يحمل إليّ رائحة الندم

والظلال.

وكتب زاهر الغافري الشعر الكلاسيكي الذي تعلمه في قريته "سرور ونفعا" وقد عاش في بغداد قرابة 10 سنوات من أجل الدراسة، وقد كانت نقلته الشعرية الكبيرة بعد ان تعرف على بدر شاكر السياب ومحمود البريكان شعريآ، من ثم انتقل للمغرب وذهب بعدها الى باريس ونيويورك ولندن إلى أن وصل في النهاية إلى مالمو السويدية التي يرقد اليوم في أحد مستشفياتها بعد رحلة طويلة من التنقل والتراحل.

وكان الغافري يحب أن يكتشف المدن والأماكن التي يعيش فيها، باحثا عن أسرار كل بلد وثقافة كل مجتمع بين مسارحها ومكتباتها المتنوعو، كان يرى أن الثقافة هي انعكاس للشعوب وتحولاته التاريخية المختلفة، وعلى الرغم من المحطات الكثيرة التي سافر إليها إلا أنه لايزال لديه الحنين للمكان الأول حيث الميلاد والمنشأ وسط لاجبال والقلاع والحصون والأودية والبدايات الأولى.

وقد رأس الغافري " مجلة البرواز" العمانية، وقام بنشر العديد من نصوصه الشعرية في مختلف المجلات الثقافية في الوطن العربي ومن بينها "مجلة إضاءة 77" المصرية، و"مجلة مواقف" اللبنانية و"مجلة مهماز النقطة"، التي أصدرها عبد القادر الجنابي في باريس، و"مجلة كلمات البحرينية" وغيرها من المجلات الثقافيه الاخرى والمنابر الثقافيه المختلفة.

وسجل الغافري حضورا بارزا في أكثر المهرجانات الثقافية وبالتحديد الشعرية مثل "مهرجان ميزوبوتاميا الدولي" في هولندا و"مهرجان سيدي بوسعيد للشعر العالمي" في تونس، كما كانت له اهتماماته الخاصة بالفنون والسينما.

تعليق عبر الفيس بوك