ماذا تحتاج الكرة العُمانية لتخرج من سُباتها؟

 

حمد الناصري

خاض الأحمر مُباراته الثانية من التصفيات الآسوية المُؤهلة لكأس العالم 2026 ، بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، بعد أنْ اسْتهل مِشوار جولة المُنافسة الأولى للتصفيات بخسارة أمام العراق في استاد البصرة الدولي يوم 5 سبتمبر 2024.

وسعى مُنتخبنا لإسْتعادة الثقة بعد خسارة العراق ، وتعادل المُنتخب الكوري  مع مُنتخب فلسطين في سُول.. ولكن سارت رياح المُباراة بما لا تشتهي سُفننا وتلقّى الجمهور العُماني خيبة أمل جديدة على أرضه ومُنّيَ بخذلان من اللاعبين والإدارة الفنية للمُنتخب بعد عَثرة البداية أمام العراق ، وكما أخْفَق في المباراة الاولى في اختراق دفاع العراق.. أخْفَق هذه المرّة في الحفاظ على شباكه أمام كوريا لثلاث مرات.

ولأنّ الشمشون الكوري، يتميّز بخط دفاعي قوي كان على "شيلهافي" مُدرب مُنتخبنا ، إيجاد حلول هجومية من الأطراف والعُمق ، وحيث أنّ الكوريين يتميّزون باللياقة العالية والسرعة والمهارة ودقّة التنفيذ.. خاصة وأنهم جاؤوا إلينا مُحمّلين بأمانيّ كبيرة ، وكان لا مَفر لهم إلا بتحقيق نتيجة ايجابية لإمْتصاص غضب جمهورهم المُحبط من نتيجة المُباراة الاولى.

وقبل المُباراة أكّد مُدرب المُنتخب الكوري "هونج بو" أنه سيسعى إلى توجيه لاعبيه للتركيز العالي في هذه المباراة لتحقيق نتيجة إيجابية.. وهي الفوز.".

أمّا مُدرب مُنتخبنا العُماني "تشيلهافي" فقد صرّح قُبيل المُباراة" أنّ الهدف هو الصُعود والتأهل عن المجموعة والتي ليست بالسّهلة، ونتائج الجولة الأولى أكّدت صُعوبة المُباريات، واللاعبون لديهم كلّ المعلومات عن الفريق الكوري الذي لديه مُحترفين في مختلف الأندية الأوربية وذلك سيتطلب منا التركيز أكثر في هذه المباراة".

ذلك التصريح تضمّن قناعة مُبَطّنة بعدم وجود أمل في التأهل بتاتاً ،وفي إحدى لقاءات ، رئيس الاتحاد العُماني ، الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي أدلى بتصريح حول تلقيه سُؤال مُهم جداً عن المنتخب أجاب " المُنتخب سيصل إلى كأس العالم " وبقيَ الجمهور يَنتظر خُطوات اتحاد كرة القدم للوصول فِعْلًا وليس قولا إلى كأس العالم ،  
رغم أننا لم نصل حتى لدور الثمانية في كأس آسيا
ولم يتجاوز ذلك الحُلم كأس الخليج ، وقد أوجزها مُعلق المباراة أ. أحمد البلوشي أنّ قُدرة الأحمر ومَنظومة إدارته الفنية " ما تُودّي إلى بُرج الصحوة"..

إنّ الخسارة أبْكَت الجماهير بحرقة وأبْكتنا كونها حدثت  بسبب تقصير فني واضح وضُوح الشمس في رابعة النهار ، ومِمّا زاد الصّدمة ألًمًا وخيبة هي أنّ الفوز الذي هو مَطلب جماهيري لم يكن مُستحيلاً ، وكان على المُدرب شَحن لاعبيه نفسيًا لعدم الاسْتسلام و تغيير استراتيجية اللُعب من دفاع عقيم إلى قتال هجومي ضاري لا يُعطي الخصم فترة من التقاط الانفاس، وحينها كنُا سَنقبل بأيّ نتيجة وكانَ المُنتخب قد أدّى ما عليه من أداء وأبْهَر المُراقبين والخُبراء جميعاً وتحقّق الفوز بتلك الإرادة والإصْرار وبعزيمة وروح قتالية حتى النهاية ، وما حصل في خليجي 18 شاهد على كلامنا، ورغم كُل الإرهاصات ، فقد عادت الروح بنفس القوة والإصْرار ، وإنْجاز تحقّق في خليجي 19.

تمنيّت أنْ يصل صوت الجماهير إلى الجهاز الفني للمنتخب ، فيتجاوز خسارته مع مُنتخب العراق الشقيق ، ويُصحح مسار خطته ويجد الحلول للدفاع الذي هو لُبّ وسبب الخسارة الرئيسي ويُقَوّي شوكة الهجوم ويُطَعّمها بعناصر وتكتيكات هجومية ويَدعمها بِلُعب جماعي وبروح قتالية ، وبذل جهود أكبر في بَحثه عن قنّاص للفُرص الثّمينة وبلادنا ولاّدة لمثل تلك المواهب وتنتظر فقط من يَكتشفها  ويُباغت بها قلب دفاع الخصم لكيْ تجد الفرحة طريقها إلى قلوب الجماهير العُمانية بفوز مُسْتحق ، خاصة وأنّنا نلعب على أرضنا وبين جماهيرنا الوفية التي ما فَتأت تُنادي" كُلنا مع الأحمر".

ما أحزنني أكثر وأنا أتفحص وجوه الجماهير التي حضرت إلى المَلعب قبل المُباراة بساعات حتى لَفحتها الشمس  واستنزفت طاقتها ورغم ذلك لم تَفقد ثِقتها بلاعبيها وتمسّكت بتشجيعهم حتى آخر دقيقة.

فقد بدأت الجماهير بالزحف على مُجمع السلطان قابوس بـ بوشر ، منذ ظهيرة الثلاثاء ، وتحديداً الساعة 2 بعد الظهر ، ولم تجد ماءً ولا شراباً ، ولم تستطع أنْ تحمل معها مَتاعاً يسُدّ جوعها ويُبِلّ رِيْقها ، فصبرتْ وآمنتْ بأنّ المُنتخب يَستحق ، فآزرت ودعمتْ فريقها طامحة بالفوز.. ولكن أصوات الجمهور بحّت ولم تجد لها صَدى في الأداء الباهِت للاعبين والتخبّط والتردّد للمُدرب تشيلهافي.

خلاصة القول.. أعْتقد يقيناً أنّ مُنتخبنا بحاجة إلى صَحوة فنية ولياقيّة ومَعنوية لأنّ ذلك مَطلب جماهيري ، وحِسّ الجماهير صوت يُنادي بأعلى صَوت لصناعة الفرح الذي طال انتظاره ، ومن ضِمْن الحُلول أيضاً إيْجاد إدارة فنية بديلة عاجلة تُنقذ المُنتخب مِن تخبطه ، وذلك لكيْ يتبوأ الأحْمر المكانة التي يستحقها كما عهدناه دوماً وبالعزم والإصْرار والروح القتالية وبرؤية فنية فعّالة تَنطلق به إلى كأس العالم 2026 بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك