العرب وانتقاد أوروبا

 

د. جملات عبد الرحيم **

رغم إساءة بريطانيا المستمر لأهالي فلسطين العربية، إلا أنه لم يتم تقديم أي حاكم بريطاني إلى المحاكمات الدولية العادلة من منطلق أن بريطانيا هي التي زرعت السرطان اليهودي الخبيث في أرض فلسطين العربية منذ "وعد بلفور" سنة 1917، وهو وعد غير قانوني وغير مشروع.

وفي ظل الصمت الدولي والعربي عن تصرفات دولة الاحتلال غير الشرعية، زاد اليهود من عملياتهم الإرهابية والهمجية سواء من خلال شن حروب لزعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية بالكامل، أو الهجرة غير الشرعية المستمرة من يهود العالم إلى الأراضي العربية الفلسطينية دون وجه حق.

لكن السؤال المطروح: لماذا بريطانيا والدول الأوروبية لم يصححوا أخطاءهم التي تسببوا فيها منذ وعد بلفور وحتى وقتنا هذا؟ بل ويمنحون الدعم العسكري لإسرائيل والانخراط في تدمير فلسطين؟

وأي مصالح بين دول غربية وبين يهود غير شرعيين لم يعبروا عن السلام ولم يحترموا العهود أو أي اتفاقيات أُبرمت مع الحكومات العربية وعلي رأسهم مصر والبلاد العربية التي وقعت تحت الطغيان القاتل المستمر؟ وأي تكيُّف بين دول تدعم الإرهاب الصهيوني إلى ما لا نهاية

ودون أي محاكمات دولية عادلة؟

الدول الأوروبية تدعم الإرهاب الصهيوني منذ نكبة 1948 في أرض فلسطين العربية، ورغم الإبادات والقتل وطرد الفلسطينيين من أرضهم، إلا أن بريطانيا ما زلت تشجع الصهاينة على الأفعال غير الإنسانية ضد شعب فلسطين.

إننا نعيش في نظام عالمي فوضوي لا يتم فيه تقديم أي مسؤول عن جرائم الحرب إلى المحاكمة العادلة التي تقتص للمستضعفين والمظلومين.

لقد أصبح الواقع الأليم هو الظلم المستمر من الحكومات التي تدعم الاحتلال الصهيوني، وأن الدول الأوروبية التي تمنع أي انتقادات ضد إسرائيل لأنهم شركاء في الأعمال الإرهابية وبينهم مصالح مشتركة  من الناحية العسكرية والاقتصادية، فضلا عن تواطؤهم لنهب خيرات الشرق الأوسط والبلاد العربية.

بريطانيا شوهت التاريخ وجلبت إلى نفسها العار، مع سماحها باستيطان اليهود في أرض فلسطين العربية.

كان من الواجب علي الحكومات العربية قطع العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع بريطانيا والدول الأوروبية وأمريكا؛ لأنهم يدعمون الإرهاب الصهيوني. ومن الواجب أن يكون لدى العرب وعي أكبر بما حدث لهم في الأزمنة القديمة من أفعال الرومان والتتار والهكسوس والبرتغال ودول الغرب، وأن يستقيظوا من نومهم العميق الذي أدى إلى دخول الاحتلال الأجنبي عليهم مرة أخرى.

** خبيرة العلاقات السياسية وحقوق الإنسان

تعليق عبر الفيس بوك