جهود وطنية لتعزيز الوعي البيئي في عُمان.. وتطبيق أفضل الممارسات العالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي

 

الرؤية- ريم الحامدية

تواصل هيئة البيئة جهود تعزيز الوعي البيئي لدى زوار خريف ظفار، والتأكيد على أهمية صون الطبيعة والحفاظ عليها، وذلك من خلال تنفيذ عدد من الحملات والمبادرات مثل الفيديوهات التوعوية بمخاطر أكياس التسوق البلاستيكية والتشجيع على الانتقال لاستخدام أكياس صديقة للبيئة، وذلك بالتعاون مع مطارات عُمان وبلدية ظفار.

وقالت الهيئة- في تصريحات لـ"الرؤية"، إن البلاستيك يؤثر بشكل كبير على البيئة البحرية كونه مادة لا تتحلل وتبقى مدى الحياة، إذ إن الحيوانات البحرية لا تستطيع التمييز بين الطعام والبلاستيك ما يؤدي إلى ابتلاع أكياس البلاستيك التي تتسبب في حدوث انسدادات بالجهاز الهضمي ونفوق هذه الكائنات، لافتة إلى أن مخلفات الصيد البلاستيكية مثل الشباك والخيوط تؤدي إلى حبس الكائنات البحرية بها وموتها، كما أن البلاستيك يتأثر بدرجات الحرارة والملوحة والعمليات الكيميائية، وبالتالي يتكسر ويتجزأ وينتقل إلى هذه الكائنات عبر السلسلة الغذائية.

وأشارت هيئة البيئة إلى أنها تنفذ حملات غوص بشكل سنوي لتنظيف بيئات الشعاب المرجانية في مختلف محافظات سلطنة عمان، موضحة: "يتم انتشال كميات من مخلفات الصيد كالشباك والخيوط ومخلفات أخرى والتي تتكون من مواد بلاستيكية وغيرها، حيث تم تنفيذ 28 حملة خلال العام 2023م في مختلف المحافظات وبمشاركة مختلف الجهات الحكومية والشركات والفرق التطوعية، وتم انتشال أكثر من 29 طن من المخلفات خلال العام الماضي".

وحول جهود وخطط الهيئة للحفاظ على التنوع البيولوجي، أوضحت أنها تعمل على تطبيق أفضل الممارسات والتدابير المعتمدة من قبل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لصون وحماية وإعادة تأهيل بيئات الأراضي الرطبة الساحلية، حيث إن هذه البيئات تحوى على عدة أنظمة بيئية معقدة ذات سلسلة غذائية مرتبطة تساهم في استدامة الحياة على الأرض، ويعتبر نظام بيئات أشجار القرم من أهم هذه الأنظمة التي بدورها تساهم في رفاهية الإنسان وتقوم باختزان غاز ثاني أكسيد الكربون وحفظه في التربة وفي بعض من أجزائها كما تعمل على تجويد المياه وتوفير المغذيات الأساسية لعدة أنواع من الفقاريات واللافقاريات البحرية.

وبينت الهيئة أنها تواصل التصدي لظاهرة التصحر، إذ تصنف سلطنة عمان  بحسب التعريف العالمي للتصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة 1992م) بأنها في معظم مساحتها الجغرافية شديدة الجفاف، وبالتالي تتأثر بدرجة فوق المتوسط بالتصحر، وتعزى أهم أسباب التصحر في السلطنة إلى قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية، بالإضافة إلى الرعي الجائر وقطع الأشجار والزحف العمراني وتملح التربة وغيرها من الأنشطة البشرية غير المسؤولة، مؤكدة أنها تبذل جهودا كبيرة على كافة الأصعدة الوطنية والدولية لمكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضي والجفاف، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات للتخفيف والحد من هذه المشكلة البيئية من خلال وضع أطر تنظيمية وتشريعية وإعداد البرامج وخطط العمل الوطنية وإجراء الدراسات والبحوث وتنفيذ بعض المشاريع في مختلف محافظات السلطنة المتأثرة بعوامل التصحر.

ولقد تعاونت الهيئة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة والفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الرؤى والتطلعات البيئية، من خلال زراعة مئات الآلاف م أشجار القرم خلال العقدين الماضين بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وبحسب آخر إحصائيات للنصف الأول من العام الحالي، فقد تمت زراعة 934656 شجرة برية، وغرس 25138886 بذرة أشجار برية وأشجار القرم، بالإضافة إلى توزيع 4413227 شتلة على المستفيدين.

وإلى جانب هذه الجهود، تنفذ هيئة البيئة عدة برامج توعية موجهه للأطفال، وذلك من خلال تقديم محاضرات توعوية لطلبة المدارس بهدف تكريس الوعي البيئي وغرس الحس البيئي ومفاهيم البيئية الأساسية لديهم، كما تقوم بإشراكهم في العديد من الفعاليات والمناشط البيئية لا سيما حملات استزراع أشجار القرم والمسابقات والاحتفالات البيئية كالاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة.

وأشارت هيئة البيئة أنها تشارك توجه سلطنة عمان في تحقيق الحياد الكربوني من خلال مشاريع زراعة أشجار القرم لاختزان الكربون والتي تعمل على التخفيف والتصدى لآثار التغيرات المناخية، حيث بدأت الهيئة في مشاريعها في تحقيق هذه الأهداف منذ عام 2001 وتواصل جهودها من خلال توقيع اتفاقية مع أحد الشركات العالمية المختصة في مجال مشاريع الكربون الأزرق، كما تقوم الهيئة بتنفيذ مستهدفات سنوية لإعادة تأهيل وترميم بيئات الأراضي الرطبة الساحلية وذلك من خلال تنفيذ حملات زراعة أشجار القرم وتقييم حالتها بشكل مستمر.

تعليق عبر الفيس بوك