"جيل..." (قصيدة شعرية)


في رثاء الشيخ أحمد بن يوسف الحارثي المتوفى يوم 9 صفر 1446هـ الموافق 14 أغسطس 2024م.
 

شعر/ هلال بن سالم السيابي

١ جيلُُ على إثرِ جيلٍ رائحٍ غادي
الى السٌَماءٍ ، بإرقالٍ وإسئاد

٢ كأنجم الأفق تجري في مجرَْتِها
بلا توانّ ، ولا خلفٍ لميعاد

٣ تزهو بها الأرض حيناً ثم يدركها
ما يدرك الأفقَ بعد النير البادي

٤ قوافلُُ تتوالى خلفَ سائقِها
على الطريق ، وما أدراك ما الحادي!!

٥ هيمانة تتملى سر رحلتها
ولم يكن سرها يوما بمنقاد

٦ عجلى تسير إلى غايات حلبتها
كأنما هي من سير بأجياد

٧ من عهد آدم تجري غير عابئةٍ
بماوراءَ المدى من
كاسرٍ عاد

٨ قد أنهك السير منها حولها فغدت
تبيت منه بإبراق وارعاد

٩  فليت شعري إلى أين المسار ، وهل
لها على دربها المعتاد من زاد

١٠ وأي زاد ، ودرب السائرين به
ما بالمسالك من جند وارصاد

١١ ولم يفز فيه الا ثلة كرمت
فسل به عن ثمود القوم أو عاد

١٢ وعن فوارس من فرسٍ ، ومن عربٍ
وعن شوامس في خيل واجناد

١٣ وعن قياصرة سادوا الورى علنا
وعن عظام كعدنان وشداد

١٤ تقاذفتهم قرون ، والمدى سفر
مازال ما بين آماد وآباد

١٥ فيا لقلبي ، كم يشكو البعاد ، وكم
يشكو الفراق لأعلام وأمجاد

١٦ صحبتهم زمنا حتى إذا أئتلفت
منا القلوب على خير وإرشاد

١٧ جاء الحمام ، ونادى كل مؤتلف
إلى الفراق ، وصالت حية الوادي !!

١٨ وذاك حال الورى في كل معترك
من حلبة الدهر ، فافهم حكمة الهادي !

    <<<>>>

١٩  أبا خليل رعاك الله من رجل
عالي المقامة ، أو طلاٌَع أنجاد

٢٠ عجلت بالسير عنا غير مكترث
بما بألبابنا من حزنها البادي

٢١ وكنت احرى بأن ترعى الذمام ، على
أن تستمر كريم الخيم والنادي

٢٢ مسدد الخطو مهديا بحكمته
لدى الحوادث في آراء وقاد

٢٣ ترمي الخطوب بضوء ليس يخطئها
إن أخطأ القوم في رأي وإرشاد

٢٣ عالي المقامة في حزم وفي عُزُم
 كالصقر ينقض ، أو كالضيغم العادي

٢٤ سقتك بغداد من أمواه دجلتها
صرفا ، ويالك من أمواه بغداد

٢٥  لتلتقي بك في علياء شامخة
من يحمد بين أعلام وأوتاد

٢٦ فكنت من "رافديها "أي مؤتلق
ومن سناء عمان أي وقاد

٢٧ فغير بدع إذا ما بت من قلق
تشكو مواجع أهل الضاد والضاد

٢٨ حملت عمرك ما تعيا الجبال به
فيا لشاك بغصن غير مياد !!

٢٩ تبؤ بالوجع القومي عاصفة
رياحه ، بين اصدار وإيراد

٣٠ وتلتقيه برأي منك  منبلج
مفتحا كل أغلاق وأسداد  

٣١ لم أنس يوما على الفيحاء قمت به
لتلتقي بسليمان بن حداد

٣٢ وكلكم بهموم العرب منشغل
وكلكم بين توجيه وإسناد

       <<<>>>

٣٣  أخي أبا يوسف لا فلٌَ من أسفٍ
مهندُُ منك من برق وإرعاد

٣٤  قداصطحبنا ، وكان الود  ثالثنا
ولم يزل بين ألباب وأكباد !!

٣٥ فكيف غادرتنا عجلان معتسفا
وما تزال مرجًٌى كلٌٌ مرتاد

٣٦ أجل لعمرك وعد الله جل ،ولا  مرد بل كلنا آت لميعاد !!

٣٧  فإن تكن أخذتك اليوم عاصفة
فإنها أخلقت في السير ابرادي

٣٨ فيا إلهي رحماك التي وسعت
كل الخلائق ، لي  والرائح الغادي !

******

١ الارقال والإسئاد : من أوصاف السير

٣١ المقصود : الاستاذ سليمان حداد أمين عام وزارة الخارجية السورية يومئذ

تعليق عبر الفيس بوك