من بوابة مسقط

 

 

د. خالد الغيلاني ‎

مسقط حاضرة عُمان الكبرى، وعاصمة عزها، شاهدة على  أمجاد عظيمة، وإنجازات جليلة، ومسيرة حافلة بالخير والعطاء.

وبوابتها الشامخة تُحدِّث كل ناظر إليها، عابر عبرها، من هنا سطَّر التاريخ أمجاده، وهنا استقبل السلاطين ضيوف الوطن العظيم، عبر هذه البوابة سرت قوافل الخير والعطاء، وعند عتاباتها التقى الفرقاء فغدوا أصدقاء، تسكرت عوامل الفرقة والشتات، وقويت أواصر المحبة والتفاهم، كانت رمزا للعطاء، وغدت موئل الأشقاء والأصدقاء، وستبقى منارة الحق والإباء.

نستلهمُ من بوابة مسقط دروسًا ومناهج للحياة؛ فعندها يستقبل السلطان ضيوف الوطن، فتحتضن البوابة ضيوفها، لتسعد عُمان قاطبة بهم، وتحت أقواسها العظيمة يفوح أريج المحبة، وتزهر أزاهير البشر والسعادة، يلتقي الجميع فيعم السلام، نهج انتهجناه، ومرتكز اعتمدنا عليه، وسلوك لا نحيد عنه، حتى غدت عُماننا منبرا للسلام، ووجهة له من الجميع، هنا يلتقي الكل على بساط الألفة والمحبة والتعاون.

من بوابة مسقط نُؤكد أننا نسيج واحد، وشعب واحد، وأننا نجتمع على كلمة الحق والهدى، وأن عُمان بلادنا، تاج رؤوسنا، رمز عزتنا، أساس وحدتنا، مهوى الأفئدة، وموطن الطفولة والشباب، المستقبل المنشود، والخير المأمول، هذا عهد بنيها على كل شبر منها، وفي كل سهل ووادٍ، وجبل وساحل، في صحاريها الممتدة، وأسواقها المُكتظة، فلا فتنة ولا طائفية ولا فرقة ولا شتات، جسد واحد، تزيده الحوادث قوة ومنعة، وبسالة وجسارة.

من بوابة مسقط أرضنا أرض طيبة، نبتها طيب، أكلها دائم، خيرها وفير، عمان أم رؤوم ضنينة بأبنائها، حريصة عليهم، فلا مجال لمن تسوِّل له نفسه فيحاول إثارة أمر نرفضه، أو سلوك ننبذه، أو فعل قيمنا تجرمه، أو دعوة لشتات شمل، أو نعرة لقبيلة أو فرقة أو طائفة.

من بوابة مسقط يجمعنا الانتماء لعمان، وتوحدنا الهوية العمانية المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، وسمتنا العماني الشريف، ويجمعنا عهد وبيعة صادقة مخلصة لمولانا السلطان، بيعة واجبة الوفاء، وولاء نترجمه سلوكا، وعهد نفديه بالمهج والأرواح، كلنا على هذا، لا نحيد ولا نميل، لا نستكين ولا نتكاسل، لا نفتر ولا ننفرط، حبات عقد متصلة ثابتة.

من بوابة مسقط أمننا وأماننا مرتكز قوتنا، وأساس حضارتنا، ومسار تقدمنا، نذود عنه، ونحميه، ونفخر بجيشنا المكين، وشرطتنا الحامية، ورجال الأمن المخلصون على اختلاف وحداتهم، وتعدد مؤسساتهم، عين الحمى الساهرة، ودرعه الصلب، ورايته الخفاقة، وسوره العالي، وجذوره الضاربة في الأرض، الراسخة في العقل والقلب.

من بوابة مسقط تحية للإعلام العماني المتزن، وتعامله المتسم بالعقلانية، والوضوح، والموضوعية، إعلام لا تهويل فيه، ولا إسفاف، إعلام علم حدوده فالتزم بها، وواجبه فأداه، ودوره فعمل من خلاله، وهو يسير نحو نموه وتطوره شيئاً فشيئا، فلا توجهه الأجندات، ولا تتحكم فيه الرغبات والأهواء.

من بوابة مسقط على مؤسسات التعليم المدرسي والعالي والمجتمع المدني والأندية والجمعيات؛ عليها جميعا دور وطني في تعزيز المواطنة، وزيادة اللحمة، ونبذ الخلاف، ومواجهة القضايا التي تطرأ، ويتم هذا من خلال برامج توعوية واضحة، ومقررات عامة شاملة، ومسابقات وفعاليات وأنشطة مستمرة، واهتمام كبير، ولا مجال لأي جهة لتأجيل هذا الواجب، أو التقليل من أهميته.

من بوابة مسقط لسان حالنا يقول: أنا العماني الفخور، الجسور، المحب الغيور، الشهم الصبور، بحسن فعاله مشهور، شامخة عمامته، وقورة دشداشته، كريمة سجيته، رفيعة مكانته، هكذا كنا وسنبقى ونستمر.