مسؤولون ومفكرون لـ"الرؤية": عُمان ستظل دائما واحة سلام وقلعة أمان وعنوان التسامح والتعايش بين الجميع

 

 

◄ الفهدي: روح المواطنة الأصيلة في التعاطي مع الحادث تُثلج الصدر

◄ باعبود: الجهات المختصة تعاملت مع الأمر باحترافية تامة وسرعة عالية معتادة

◄ باحجاج: مسيرة عُمان مصانة بقوة رادعة ومجتمع متسلح بعادات وقيم متأصلة

 

أجمع مسؤولون ومفكرون على أنَّ "حادثة الوادي الكبير" لابد أن لا تخرج عن إطار الحادث المؤسف الذي تم التعامل معه أمنيًّا بسرعة وكفاءة وحزم، وأن الأوطان معرّضة لمختلف الحوادث الأمنية.. مؤكِّدين على أنَّ عمان لديها أجهزة عسكرية وأمنية ذات قدرات عالية ومتميّزة في ضبط الأمن، والتعامل بحرفية ومهنية عالية مع أي حادث طارئ أيًّا ما كان نوعه، مستبعدين التكهُّن حاليا بشأن ملابسات الحادث، خصوصًا وأن التحقيقات لا تزال جارية من الجهات المختصة.

وفي حديثهم لـ"الرؤية"، أكدُّوا على رسوخ بنيان الأمن والأمان في سلطنة عُمان، اتكاءً على تاريخ حضاري للسلطنة، ورعاية سامية كريمة من لدن المقام السامي، وأن الحادث لن يؤثر على استحقاقية السلطنة لقب واحة الأمن الوادعة في عالم مشتعل بالصراعات.. داعين إلى ضرورة البقاء جميعًا لحمةً واحدة، والتسلح بروح المواطنة العالية الأصيلة، فعُمان ستظل عنوان التسامح والتعايش بين الجميع.

الرؤية - مدرين المكتومية

 

وقال المكرم الدكتور صالح الفهدي عضو مجلس الدولة: من المبكّر لأوانه تقديم تحليل لطبيعة الحادث ودوافعه، إلا بعد أن تدلي الجهات المختصة المعنيّة بالأمر بتفاصيل عن الحادث، ولكن ما أودّ قوله أن الأوطان معرّضة لمختلف الحوادث الأمنية، ولهذا تبقي أجهزتها العسكرية والأمنية على أهبة الاستعداد للتعامل مع أيّ حادث في حينه.

د. صالح الفهدي.jpeg
 

وعن تعامل الجهات المختصة مع الحادث وسرعة ضبط الجناة، قال الفهدي: تتمتّع سلطنة عمان ولله الحمد بأجهزة عسكرية وأمنية ذات قدرة عالية ومتميّزة في ضبط الأمن، والتعامل بحرفية ومهنية عالية مع أي حادث طارئ أيًّا ما كان نوعه، ولهذا لم يكن غريباً على الأجهزة المختصة أن تتعامل مع الحادث بشجاعة وسرعة ودقة. مؤكدًا ضرورة التعاطي مع الحادث في إطاره، فالأوطان لا تسلم من التعرّض لمثل هذه الحوادث على اختلافها، وسلطنة عمان هي في الأساس واحة سلام وقلعة أمان كما عرفت على المستوى العالمي، ولا يمكن أن يؤثّر حادثٌ عارض على هذه الحقيقة الأصيلة لعماننا الأبية، العظيمة في مبادئها، الراسخة في أصالتها وعراقتها.

واستبعد الفهدي التكهُّن بأنَّ تكون الاضطرابات الإقليمية والصراعات والحروب قد تتسبب في مثل هذه الحوادث؛ موضحًا: لا يمكننا الذهاب -على الأقل في هذه المرحلة المبكرة- إلى تأثير الاضطرابات الإقليمية أو الصراعات والحروب في حادث لم يفصح عن دوافعه ومرتكبيه حتى الآن، ويقتضي الانتظار حتى تتضّح الصورة الوافية.

مطالبا المجتمع عامّةً بأن يكونوا لحمةً واحدة في هكذا مواقف، وهذا ما لمسناه إذ تتوالى الرسائل من المواطنين منوّهين بضرورة الحذر وعدم الانجرار وراء الشائعات وترك التّخرّصات والتحليلات التي لا تستند إلى دليل إلى الجهات المعنية. فروح المواطنة العالية الأصيلة تتجلّى في هذه المواقف، وجميعنا دون استثناء مسؤولون أمام الوطن في التعبير عن لحمتنا وتماسكنا وإظهار بأسنا وعزيمتنا المكينة.

 

جريمة فردية

أما الدكتور عبدالله باعبود الأستاذ الأكاديمي والباحث في الشؤون الدولية، فيرى أنَّ حوادث الاعتداء والإجرام تقع في شتى بقاع العالم، وليس من السهولة التحيط ضدها، خصوصاً إذا ما كانت عبارة عن محاولة فرديّة وغير منظمة.. مشيرًا إلى أنَّ التحقيقات لا تزال جارية من الجهات المختصة لمعرفة حيثيات هذه العملية وأبعادها، ولا يمكن التكهن بنتائجها، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن حادثًا عابرًا كهذا رغم غرابته وبشاعته لا يمكن أن يؤثر على سُمعة بلد الأمن والأمان والاستقرار، ولا أن تكون له أية آثار سلبية على سلطنة عمان وسمعتها الدولية.

د. عبدالله باعبود.jpg
 

وأكد باعبود أنَّ الجهات المختصة تعاملت مع الأمر باحترافية تامة وسرعة عالية معتادة، وأصدرت بيانًا يذكر ما حصل بانتظار تكملة اجراءات التحقيق الدقيق والتأكد من هوية وهدف هذا الحادث الإجرامي. مجددًا التأكيد على أنَّ عمان ستظل بلد الأمن والأمان والتعايش السلمي والتآخي والتسامح، والكل يعرف سمعة عمان وتاريخها والسلم الحضاري والاجتماعي والثقافي الذي تعيشه البلد، ولا يمكن أن يضر حادث عابر بهذه السمعة ولا صورتها الحضارية.

ودعا باعبود الجميع لتوخي الحذر في تناقل المعلومات، كما أكد أنَّ أصحاب الرأي والكتاب والمثقفين والمفكرين يقع عليهم دور مهم في توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والارتقاء بمستوى الخطاب لتجنب الأخطاء والانحراف والوقوع في مأزق الطائفية والعنصرية والمذهبية والصراعات السياسية، وهذا الحرص متأصل والحمد لله في المجتمع العماني بكل أطيافه وتقاليده الأصيلة، وستظل عمان بلد الأمن والأمان وموطنا للجميع.

 

السلم المستدام

وشدد الكاتب عبدالله باحجاج على أنَّ خيار السلم المستدام والمقدس هو موطن هذه الدولة، وهى مَصْدره للخارج، وما يعزز مصداقية طرحنا هذا هو النجاح الباهر والسريع للأجهزة الأمنية والعسكرية في التعامل مع هذا الحادث من حيث السرعة، والتخفيف من تداعياته، وإعادة الأمور في منطقة الحادث إلى اعتياديتها الطبيعية، وهذا في حد ذاته سيكون رادعا لمن تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمراء مستقبلا مهما كانوا، أفرادًا أو جماعات أو حتى دول. وأكَّد باحجاج أن الحادث لن يؤثر على بلد الأمن والأمان؛ لان مسيرتها مصانة بقوة رادعة، تجلت من خلال هذه الواقعة في الأجهزة الأمنية والعسكرية وطريقة وأسلوب تعاملها القوي، ومصانة بمجتمع وقف مع هذه الأجهزة وقفة وطنية تاريخية من خلال إعلان ثقته فيها، ومنحه لها كامل التضامن والدعم، ومصانة أخيرا بمنظومة التسامح والتعايش الفكري المتجذرة في الدولة والمجتمع.

عبدالله باحجاج.jpg
 

وطالب باحجاج بأهمية التوسُّع في عقد ندوات ولقاءات مجتمعية وتكثيفها وتفعيل وسائل الإعلام لمخاطبة الوعي المجتمعي والنخبوي بحجم التحديات الجيوسياسية ومخاطرها على السلم الاجتماعي والفكري.. وكذلك استصدار مدونة أخلاقية لوسائل التواصل الاجتماعي تحدد ما ينشر وما لا ينشر في مثل هذه الحوداث، نسأل الله السلامة وأن لا تتكرر مستقبلا أبدًا.

تعليق عبر الفيس بوك